وكأن 2020 لم تكتف بعد، موسم كروي ضربه فيروس كورونا فمده حتى موعد بداية الجديد، والآن جنون سوق الانتقالات الذي أشعله ليونيل ميسي بعد إعلانه الحرب على برشلونة وطلبه الرحيل المجاني، ووسط كل ذلك لم يفلت يوفنتوس، أولاً جاء وداع دوري الأبطال المبكر وما تلاه من إقالة ماوريتسيو ساري، ثم تعيين أندريا بيرلو في أولى تجاربه التدريبية على الإطلاق، في مغامرة جريئة من أندريا أنييلي ورجاله.
الصيف الساخن في كونتيناسا ازدادت سخونته في ظل الغموض الذي يحيط بوصول بيرلو مدرباً، نجم الكرة الإيطالية الأسبق لا أحد يعرف له أسلوب لعب، ومع شخصيته المنغلقة الخجولة قليلة الكلام، تحول الأمر لتكهنات ليس أكثر من قبل الإعلام والمقربين.
Gettyأولاً جاء الحديث عن احتمالية التضحية بكريستيانو رونالدو في ظل تقدمه في السن والعبء المادي الثقيل الذي يشكله على ميزانية النادي، ولكن بيرلو واللاعب خرجا تباعاً وأكدا استمراره وبناء المشروع عليه، ليغلق ملف أساسي في مسألة بناء يوفنتوس جديد.
الحديث يدور بقوة الآن حول تلبية طلبات رونالدو وجمهور يوفنتوس أجمع بدعم خط الهجوم، لا يصح أن فريق بحجم البيانكونيري لا يملك رأس حربة من الطراز الرفيع، جونزالو هيجواين كان كذلك، ولكن في زمن فات، وقرار الاستغناء عنه أتى متأخراً وتصاحبه خسائر مادية.
التحرك لدعم مركز رأس الحربة يأتي مصحوباً بالالتزامات المادية في ظل الصعوبات الاقتصادية من فترة كورونا والخروج الأوروبي المبكر، فأصبح التركيز على اسماء كبيرة في السن مثل إدين دجيكو أو لويس سواريز، وإن كان الراتب الضخم للأخير لا يبدو متماشياً مع خطة الفريق.
Gettyالحديث دار أولاً عن أركاديوش ميليك، ولكن المبلغ المبالغ به من قبل أوريليو دي لاورنتيس وتعنت نابولي في تكرار تجربة هيجواين صعبت الصفقة، ولذا يبدو دجيكو حلاً قصير المدى ولكن فعال في ظل إمكانيات البوسني وخبراته الطويلة.
مركز آخر يدور حوله الكلام هو لاعب الارتكاز، رحل بليز ماتويدي وميراليم بيانيتش وسيتبعهما آرون رامسي وسامي خضيرة في الأغلب، الآن البحث عن لاعب صاحب شخصية Ala Pirlo كما يقول الإيطاليون، أي مثل مدربه، يعرف كيف يقود خط الوسط ويتحكم في الإيقاع.
انضم أرتور ميلو واقترب وستون مكيني، ولكن البرازيلي بمفرده ليس كافياً والأمريكي مغامرة مجهولة العواقب، والحديث عن مانويل لوكاتيلي وحسام عوار لم يرق بعد لمستوى الجدية، ومع عدم وضوع الرؤية بخصوص الرسم التكتيكي لبيرلو، يبقى هذا المركز أيضاً تحت دائرة الضوء بخصوص خصائص اللاعب الذي سينضم لدعمه.
أما في الدفاع، ليوناردو بونوتشي مستمر، وماتياس دي ليخت هو الآخر وإن كان سيغيب عن الشهور الأولى بسبب العملية في الكتف، مما قد يعطي الفرصة أخيراً لمريح ديميرال لإثبات أحقيته بمركز أساسي، ولكن مرة أخرى، كيف سيلعب بيرلو، البعض قال إنه يريد الاعتماد على ثلاثي خلفي كما كان الحال أيام لعبه مع أنطونيو كونتي، واستغلال خبرة صديقه جيورجيو كيليني، ولكن لياقة الأخير قد تخونه.
Getty Imagesآخرون قالوا إنه سيكون مثل معلمه ماسيمليانو أليجري ويعتمد رباعي خلفي، في تلك الحالة ثنائية بونوتشي ودي ليخت ستستمر، ويلعب كيليني وديميرال دور المعوض حتى تعافي الهولندي من جراحته، مع وجود كريستيان روميرو العائد من الإعارة في جنوى، أو إضافة اسم جديد.
ونبقى في الدفاع، ولكن على الأطراف حيث يبحث الفريق عن ظهير أيسر يساند أليكس ساندرو، ويميناً يبدو أن دانيلو وخوان كوادرادو سيكملان المهمة، ولكن أيضاً طريقة اللعب بظهير صريح أو ظهير جناح ستحدد بشكل كبير طبيعة اللاعب الذي قد يضمه الفريق لدعم المركز.
ماذا عن ميسي؟ الصحافة الفرنسية والأرجنتينية وضعت يوفنتوس ضمن الخيارات وقالت إنه تواصل مع والده، ولكن النادي الذي يضم مكيني على سبيل الإعارة من شالكه ويفاوض دجيكو ولوكاتيلي سيكون صعباً عليه الجمع بين راتب رونالدو وميسي معاً مهما كان الإغراء برؤيتهما معاً في نفس الفريق.
Gettyالسيدة العجوز قررت المقامرة والاعتماد على فتاها المدلل من أجل إنهاء الهاجس الأوروبي واستمرار الهيمنة المحلية، وبالتأكيد لن تريد أن تراه يقع ضحية أحلامها وقلة خبرته، ولذا يتوقع أن تمد له يد العون بسوق انتقالات قوي يلبي طلباته، ولكن يراعي تأثير هذا الزمان وعواقبة المالية.