franck ribery arjen robben bayern münchen 030717Getty Images

روبن وريبيري.. العرض الأخير


أحمد أباظة    فيسبوك      تويتر

7 ألقاب متتالية للبوندسليجا يرفع ثنائي الذهب آخرهما اليوم، من أصل 9 يملكهم الفرنسي و8 يملكهم الهولندي، لكن ستظل العلامة الأبرز لتلك الحقبة هي ثلاثية 2013 الشهيرة، حين أكمل بايرن ميونيخ بطولاته المحلية بدرة التاج الأوروبي على حساب الغريم بوروسيا دورتموند، ساحقاً برشلونة بالسباعية الشهيرة في الطريق.

في ديسمبر 2018 أعلن أولي هونيس رئيس بايرن ميونيخ عن أكثر حدث محزن ومتوقع في الوقت ذاته، بإعلانه أن الموسم الحالي هو الأخير لـ"روبيري"، الثنائي المخضرم سيغادر.. بعد أن أثقلت كاهلهما الألقاب وأثخنتهما الإصابات وجارت عليهما دورة الحياة كما فعلت بسابقيهم وستفعل بلاحقيهم، لا أحد يستمر في تلك الملاعب للأبد..

فرانك ريبيري البالغ من العمر 36 عاماً في الوقت الراهن، لم يكن يبدو بهذا الكِبَر حين لمع في كأس العالم 2006 مع منتخب فرنسا، بعد عام واحد من وصوله إلى مارسيليا بعد رحلة مر خلالها على 5 أندية كلاعب محترف، وهنا بدأت الحرب الأولى للتعاقد معه.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

آرسنال يفتتح المزاد بـ15 مليون يورو، ريال مدريد يضاعف العرض، أولمبيك ليون غريم مارسيليا يتدخل بدوره عن طريق زيارة رئيسه للاعب خلال وجوده مع المنتخب في المونديال، رئيس مارسيليا يهدد على الجانب الآخر بشكوى الغريم للاتحاد الفرنسي، وإزاء بقاء 4 سنوات في عقده ورفض مارسيليا القاطع للتفريط في نجمه، قرر ريبيري البقاء لعام إضافي..

عام أنهاه مارسيليا في المركز الثاني وهو الأفضل له منذ 1999، فاز ريبيري في نهايته بجائزة لاعب العام الفرنسي من "فرانس فوتبول" لينهي سيطرة تييري هنري على الجائزة والتي دامت لأربعة أعوام على التوالي.

وأخيراً في السابع من يونيو 2007، فرانك ريبيري ينضم لبايرن ميونيخ مقابل 25 مليون يورو كأغلى صفقة في تاريخ النادي الألماني آنذاك، وينال الرقم 7 مباشرةً، والذي بالصدفة كان قد خلى للتو بعد اعتزال أسطورة الوسط ميميت شول.. والبقية للتاريخ.

Luca Toni, Franck Ribery 06072007Getty Images

ستظل الصفحة الأشهر في كتابه هي موسم 2012-2013، وستظل الغصة الأكبر هي ضياع الكرة الذهبية من يدي ريبيري رغم فوزه بـ5 ألقاب، سيظل الفرنسي يشكو فقر الدعم من مواطني بلاده، أو ظلم العالم ممثلاً في كرة القدم ودواعي التسويق، وستظل "لو" في المعادلة دائماً أبداً..

لو كان انتقل إلى ريال مدريد مثلاً لكان أوفر حظاً في الألقاب والجوائز الفردية، ليس فقط قبل انضمامه لبايرن بل وبعد انضمامه حين أتته الفرصة عدة مرات.. افتراضات لها أساس من الواقع ولكن ما الذي يضمن ذلك؟ هل كان ريبيري بقميص الميرينجي ليصبح نفس الأسطورة التي بات عليها في بافاريا؟

لنجرب مع شريكه آريين روبن الذي لحق به إلى ميونيخ في 2009، من جرونيجين ثم أيندهوفن ثم تشيلسي وأخيراً إلى ريال مدريد في صيف 2007، حطت رحال الجناح الهولندي الطائر في إسبانيا للمرة الأولى والوحيدة بفضل رامون كالديرون رئيس الملكي آنذاك..

في الثاني والعشرين من أغسطس 2007، بعد شهر وبضعة أيام من وصول ريبيري إلى ميونيخ، كان روبن يبدأ فصلاً جديداً بعد تحقيقه للقب البريميرليج مرتين مع البلوز، في صفقة كلفت الميرينجي 35 مليون يورو، لم تكن أرقامه التهديفية مبهرة، بل تأخر تسجيله لأول أهدافه حتى فبراير 2008 وفي فوز سباعي على بلد الوليد، وبالطبع لا تزال لقطة الهدف الثاني في كلاسيكو 4-1 الشهير هي أكثر ما بقي في الذاكرة عن تلك الفترة.

في الموسم التالي لعب الهولندي 35 مباراة في الليجا مسجلاً 8 أهداف، صحيح أنه كان قد ثبت قدمه كعنصر مهم في تشكيل ريال مدريد، إلا أن تلك الأرقام لم تُعجب الرئيس الجديد فلورنتينو بيريز، الذي أتى حاملاً ثورة انتقالات في 2009، راح ضحيتها روبن رفقة بعض مواطنيه الهولنديين على رأسهم ويسلي شنايدر..

Arjen Robben Franck Ribery Bayern Munich Viktoria Pilzen UEFA Champions League 10232013Getty Images

25 مليون يورو مجدداً نقلته إلى بايرن ميونيخ مثله مثل ريبيري، ليرتدي الرقم 10 الذي وجده شاغراً، تلك المرة بقي شاغراً بعد أن خلعه مواطنه روي ماكاي في نفس عام ريبري (2007)، الكثير من المصادفات التي لا معنى لها بمفردها، كانت حلقات تشكل طريقاً جمع الثنائي على مر الأعوام العشرة التالية..

 ويمبلي، لندن – 25 مايو 2013: الدقيقة 60، ريبيري يمر من اليسار، يراوغ بيتشيك على حدود المنطقة ويرسل بينيته إلى روبن المخترق للعمق، يتقدم الهولندي ويراوغ فايدنفيلر ويرسل تمريرته من ورائه إلى ماريو ماندجوكيتش ومن قدم الأخير إلى المرمى الخالي.

8 دقائق تمر ليرتكب دانتي جريمته الشهيرة ضد ماركو رويس وينال دورتموند ركلة جزاء يسجل منها إلكاي جوندوجان هدف التعادل، نعم، نفس الجوندوجان الذي لا ينال إلا السباب من جماهير مانشستر سيتي حالياً، ولكن حين كان لاعباً أفضل بكثير مما هو عليه الآن، الزمن والإصابات مجدداً..

الدقيقة 89، طولية تصل من الخلف إلى ريبيري، يسيطر عليها ببراعة ويرسلها بالكعب إلى روبن المنطلق مجدداً، تصطدم بلوكاس بيتشيك ولكن تصل إلى الهولندي الذي بات في وضعية انفراد بالمرمى، ضد فايدنفيلر وضد كل الذكريات اللعينة..

نهائي كأس العالم 2010 حين أضاع الانفرادين أمام إيكر كاسياس، نهائي دوري أبطال 2012 الذي أضاع به ركلة جزاء، حاملاً هذا الإرث الثقيل، وضعها الهولندي هادئة بيسراه على يسار حارس الغريم وانطلق ليحتفل بجنون.. وكأنه لا يصدق حقيقة فوزه على حظه العاثر أخيراً.

خسرا نهائي 2012 معاً، وفازا بنهائي 2013 معاً، حين صنع روبن الهدف الأول كان ريبيري من أهداه التمريرة الأخيرة، وحين سجل روبن أخيراً كان ريبيري هو من صنع له، فقط نهائي 2010 لعبه روبن بدون رفيقه بسبب الإيقاف. لم يلحق به روبن في ساعة البداية، انتظر ريبيري لعامين حتى يجد رفيق دربه على مر العقد التالي من الزمان، وها هما يغادران معاً في نهاية محتومة لتلك الملحمة.

ريبيري قال في بداية الموسم أنه يطمح للعب حتى سن 38 عاماً، ما يعني أنه قد يكون هناك فصلاً أخيراً في مسيرته الكروية، ربما في مكان أكثر هدوءاً، يستطيع به أن يمارس اللعبة لأجل المتعة بعد كل الأجواء المشحونة التي عاشها.. فيما يبدو روبن أقرب للاعتزال كما تقول التقارير، وبالنسبة لشخص تعرض لكل تلك الإصابات، هذا هو الخيار الأكثر أمناً..

ولكن قبل الرحيل، نشكر هذا الثنائي على كونه جزء من تاريخ اللعبة التي نحبها، تهانينا لبايرن ميونيخ بالدوري السابع على التوالي، وتعازينا في الوقت ذاته، فمن أين له بمثلهما مجدداً؟

إعلان