رغم كل الأعذار .. Game Over نونو سانتو!

خسر الاتحاد أمام القوة الجوية في العراق .. الخسارة واردة وغالبًا لن تؤثر على حظوظ الفريق في التأهل للدور القادم بعد جمعه 9 نقاط في الجولات الـ3 الأولى، لكن أن تكون بمثل هذا الشكل المحرج والمخجل! ذلك غير مقبول أبدًا.

لا أعترض أبدًا على أن هناك أسبابًا عديدة لعبت دورًا مهمًا في خسارة الاتحاد وظهوره الباهت جدًا في إربيل، مثل الإصابات وحالة الملعب السيئة والضغط الجماهيري ورغبة الخصم القوية في الفوز، لكن هذا لا يغير حقيقة الأمر وهي أنه حان وقت قول Game Over للمدرب نونو سانتو.

سانتو قام بعمل رائع الموسم الماضي لكن واضح أنه غير قادر على قيادة الفريق هذا الموسم، هناك خلل فني وتكتيكي وبدني ونفسي واضح جدًا في الاتحاد، والمدرب لم يستطع علاجه أبدًا خلال الأسابيع الماضية رغم أنه جرب أحيانًا بعض الحلول.

لا مجال للحديث فنيًا عن مباراة اليوم لأن الأمر لم يختلف كثيرًا عن المباريات الأخيرة لزملاء كريم بنزيما في دوري روشن، فالأخطاء الدفاعية متواصلة والتمركز الخاطئ من الوسط مستمر والتحركات السلبية من العناصر الهجومية وإهدار الفرص لا يتوقف، بل الحديث يجب أن يُركز على الحالة الذهنية التي كانت في أسوأ حالاتها والشخصية التي كانت غائبة تمامًا.

أحاول أن أقارن هنا بين الهلال والاتحاد في المباريات المهمة والحاسمة، لماذا الأول دومًا ما يخرج بنتائج إيجابية أو على الأقل بأقل الخسائر حين لا يُقدم الأداء المقبول، فيما الثاني يظهر لا حول له ولا قوة حين يتعرض لنفس الموقف ... هنا لا تبحث سوى عن شخصية البطل والحضور الذهني، وهنا لا يمكن إلا أن أشعر بالحسرة على وقت وجود أحمد حجازي في الاتحاد .. القائد بمعنى الكلمة والذي لم يُعوضه أحد .. لا بنزيما ولا كانتي ولا أحد.

سانتو ربما يكون مظلومًا أو لا يتحمل كل المسؤولية فيما آل إليه وضع الاتحاد، لكن هذا لا يمنع حقيقة أن وقته انتهى في جدة وأن وقت التغيير قد حان بالفعل لإنقاذ موسم الفريق، أو إنقاذ ما يُمكن إنقاذه بصورة أدق.

التغيير قد يُحدث الهزة المطلوبة لإعادة التوازن للاعبين، قد يُعيد لهم الثقة ويُنعش حالتهم المعنوية والذهنية، بجانب أنه قد يحل بعض المشاكل الفنية الواضحة تمامًا والمسؤول عنها المدرب البرتغالي وحده، والأهم أنه قد يطوي صفحة الخلافات تمامًا في غرفة الملابس وخاصة مع عبد الرحمن العبود.

إدارة الاتحاد برئاسة أنمار الحائلي يجب أن تبدأ التحرك الآن وتُجهز للمرحلة القادمة التي تتطلب منها عملًا بصورة مختلفة، هذا بالتعاقد مع مدرب جديد يدرس الفريق والخيارات جيدًا ويقوم بعملية التصفية في يناير، بحيث يصل النادي للميركاتو الشتوي وقد استقر على العناصر الراحلة والمطلوب ضمها ليبدأ العمل فورًا لإنشاء فريق جديد يستطيع مواكبة التطور الذي حدث في دوري روشن.

الارتباك والتخبط في القرارات خلال سوق الانتقالات الصيفي خطأ عظيم يدفع الاتحاد ثمنه الآن .. وستكون كارثة لو كرر النادي هذا الخطأ مجددًا في يناير.