رحلة داخل رأس بارتوميو .. كيف تتجاوز الأزمات بالتجاهل في ثلاث خطوات؟

فجر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الكثير من التصريحات النارية ضد رئيس نادي برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو مساء الأمس خلال حواره الحصري مع جول.كوم.

ميسي هاجم بارتوميو ووصفه بالمخادع والمراوغ، وأكد أنه كذب عليه في أكثر من مناسبة ولم يحافظ على كلمته معه كقائد للفريق في محطات عديدة من فترة توليه لرئاسة النادي.

وقال ميسي: "الحقيقة أنه لم يكن هناك أي مشروع في برشلونة منذ فترة طويلة، هناك بعض المراوغات والتغطية للثغرات، وكما قلت من قبل ما أبحث عنه هو الخير دائمًا لعائلتي وللنادي".

هجوم ميسي هو الأول من نوعه بذلك الشكل المباشر على شخص جوسيب ماريا بارتوميو، وهو يكشف الكثير من الأشياء التي اعتقدنا فيها لكننا لم نكن متأكدين منها قط خلال السنوات الماضية.

أهم تلك الأشياء هي أن بارتوميو شخص مراوغ، ولا يعرف الصدق أو الصراحة في التعامل مع جماهير فريقه أو حتى مع نجومه.

حوار خاص | ميسي يوضح أسباب طلب رحيله عن برشلونة ويعلن التراجع!

الرجل يفضل الكذب والمراوغة من أجل حل المشاكل التي يقع فيها ويضع فيها الفريق الذي كان في أفضل أحواله قبل قدومه.

هناك نمط معتاد لبارتوميو عند وقوع الأزمات والكوارث في برشلونة، يبدأ في تنفيذه فورًا ويترك الأمور تحل نفسها دون تدخل منه.

الخطوة الأولى - التجاهل

GettyImage

عند كل مشكلة تحدث في برشلونة يكون الحل الأول لدى رئيس النادي الكتالوني هو التجاهل التام لكل ما يثار من أحاديث.

بارتوميو يتعمد الغياب الأضواء بعد كل أزمة حتى تبدأ الجماهير من تلقاء نفسها في نسيان المشكلة والمضي قدمًا.

رئيس النادي الكتالوني كرر ذلك الأمر مرات عديدة، بعد كوارث روما وليفربول ولشبونة، وفضل في كل مناسبة الاعتماد على ضعف ذاكرة الجماهير وانشغالهم بالعديد من الأمور الأخرى في جدول حياتهم المزدحم.

الخطوة الثانية - الهروب

Getty

عند فشل الخطوة الأولى يبدأ رئيس برشلونة بشكل فوري في اعتماد التي تليها، وهي الهروب وتأجيل الحديث في المشكلة قدر الإمكان.

ويبدأ بارتوميو في تصدير الصحف الموالية له بنشر الأخبار التي تعمل كمسكنات للجماهير ولنجوم الفريق لفترة ليست بقليلة.

يقوم رئيس النادي بتلك الخطوة مع نجوم الفريق الذين يطلبون الحديث معه أو وضع خطة لمستقبل النادي بعد أي مشكلة.

وغالبًا ما تنجح تلك الخطوة ولا يضطر الرجل للخروج بشكل علني للحديث، كما فعل مع ميسي في أزمته الأخيرة عندما طلب الأرجنتيني الرحيل في أكثر من مناسبة خلال الموسم، وطلب منه الانتظار حتى نهاية الموسم، ثم عندما جاءت النهائية راوغه وتملص من كلماته التي نطق بها لسانه.

اعتماد تلك الخطوة يأتي أملًا في مرور المزيد من الوقت دون أن يكون مضطرًا للحديث أو للخروج بأي وعود للجماهير حتى لا يضطر للوصول للخطوة الثالثة.

الخطوة الثالثة - الكذب والمراوغة

Getty/Goal

عندما يفشل مسعى بارتوميو في الخطوة الأولى والثانية يبدأ رئيس النادي الكتالوني فورًا في تنفيذ ثالث الخطوات والملجأ الأخير له في كل مشكلة.

الرجل يكون عليه المواجهة في تلك الحالة، سواء مع الفريق أو مع الجماهير، في الوقت الذي لا يملك فيه حلولًا حقيقية، فلو كان يملكها لما كنا وصلنا لتلك النقطة من البداية.

يضطر بارتوميو للكذب وما أسهله بالنسبة لرئيس نادي برشلونة، والأمثلة لا تعد ولا تحصى، فصحف عديدة أكدت أن برشلونة كان قادرًا ماديًا على ضم نيمار لكن الرئيس أكد على العكس وأخبر الفريق بفشله.

ثم خرج بعد أزمة مباراة بايرن ميونخ بأيام عندما استمر غضب الجماهير وأكد في تصريحات رسمية لقناة النادي أن مشكلة الفريق ليست مؤسسية بل رياضية.

وأخيرًا أوهم الجميع أنه منح الجماهير ما طالبت به عندما أكد على إجراء انتخابات رئاسة النادي "بداية من شهر مارس المقبل"، في حين أن الفترة القانونية لها تكون بين مارس والصيف.

حوار خاص | ميسي يكشف رد فعل عائلته ويبعث برسالة لجماهير برشلونة

إصلاح وهمي

سياسة إدارة بارتوميو تدمر أكثر من الذي تبنيه بشكل واضح في برشلونة، وهو ما ثبت بالدليل القاطع خلال السنوات الخمس الأخيرة منذ أن تولى الرئاسة بعد انتخابات 2015.

لا يعرف بارتوميو إلى النجاح سبيلًا، بل بدا لنا أنه يتعمد الفشل كأنه أدمنه بطريقة ما، لذلك أي طفرة تحدث داخل برشلونة هي بشكل غير قابل للشك مجرد صدفة واجتهادات فردية من الفريق وعناصره وقيادته الفنية.

أما القيادة الإدارية في برشلونة، فالله ولي جماهير النادي الكتالوني، فمن فشل لإحباط، ومن سوء تعامل في ملفات عديدة لكوارث إدارية لفضائح في الصحف ووسائل الإعلام، وقائمة الكوارث طويلة ولن يتسع الوقت لسردها جميعًا، لكن أيًا كانت تلك الكارثة سيكون لدى بارتوميو ورفاقه طريقة للتعامل معها وإصلاحها بشكل وهمي.