Messi Ronaldo World CupGettyImage

رحلة الضحك على الذقون .. الأرجنتين حققت كأس العالم بمؤامرة عالمية!

هل تظن أنّ فوز الأرجنتين بكأس العالم 2022 كان عن اجتهاد وتعب، أو حتى وليدة التوفيق والعمل في الميدان؟ لا، أنت واهم.

بينما احتفل ملايين في الأرجنتين بتحقيق كأس العالم للمرة الأولى منذ 1986، وبينما سانده العديد حول العالم من عشاق إما التانجو أو ليونيل ميسي هداف برشلونة التاريخي وأسطورتها الأول.

ولكن لم يكن العالم كله يحتفل، فبجانب غضب وحزن مفهوم من جمهور فرنسا الذي خسر فرصة التتويج الثانية على التوالي، كان عشاق كريستيانو رونالدو يستعدون للتقليل وإفساد كل ما يجعل حصد المونديال إنجازًا تاريخيًا.

جمهور صاروخ ماديرا حاولوا التقليل بكل الطرق من اللقب الذي جعل ميسي متفوقًا على كريستيانو، فالبعض برر بأنّ الأرجنتين كدولة أفضل من البرتغال، والبعض تحدث عن أن بطولة من سبع مباريات ليست كافية لحسم الأفضلية.

ولكن من بين كل هؤلاء، كان رواد نظرية المؤامرة هم الأغرب والأعجب، فهكذا تحول فوز الأرجنتين باللقب إلى خطة ممنهجة بدأتها فيفا وساعد في تنفيذها الحكام، ويتم تدشين كل الطرق فقط للهجوم على ميسي.

نظرية مؤامرة جديدة، وحكاية من حكايات الضحك على الذقون.

هيا نبحث عن مؤامرة

من السهل إيجاد مؤامرة إن أردنا البحث عنها، دعونا نتجاهل كأس العالم الأخيرة ونتذكر مثلًا مونديال 2006 ونخلق نظرية على فوز إيطاليا باللقب.

إيطاليا تواجدت في مجموعة سهلة نوعًا ما ضمت التشيك وغانا والولايات المتحدة الأمريكية ونجحت في الحصول على المركز الأول بأداء غير مقنع.

استطاعت إيطاليا في ثمن النهائي التغلب على أستراليا بركلة جزاء مشكوك في صحتها في الثواني الأخيرة، سجلها توتي وأطلق بعدها الحكم صافرة النهاية، ثم صعدت لتواجه أوكرانيا في منافس ليس ندًا قويًا للأتزوري.

Italy World Cup 2006Getty Images

وبعدها واجهت ألمانيا في نصف النهائي، وقدمت مباراة رائعة فازت بها ووصلت إلى المباراة النهائية، لكن ضد فرنسا تحصل زيدان على طرد وفازت إيطاليا بركلات الترجيح.

نستطيع أن نقول إنها مؤامرة ضد زيدان وفرنسا لمنح إيطاليا البطولة إن أردنا، وأنّ الأخطاء التحكيمية جاءت لتعويضهم عن الخروج في 2002 ضد كوريا الجنوبية.

ولكن الحقيقة، أنّ هذه الأخطاء حدثت وتحدث دون تخطيط أو تدبير، لكن إن أردت خلق مؤامرة من السهل أن تفعل ذلك.

ملامح المؤامرة

وماذا عن كأس العالم 2022، هل حقًا تأمر الجميع لمنح الأرجنتين البطولة؟

لا يمكن إنكار وجود أخطاء تحكيمية خلال المسابقة استفاد منها الأرجنتين، لكن من غير المعقول أن ننسى الأخطاء الأخرى التي تواجدت في عديد المباريات.

فمثلًا لقاء كندا وبلجيكا شهد العديد من الأزمات التحكيمية التي حرمت الفريق الأمريكي الشمالي من ركلتي جزاء على أقل تقدير، وأوروجواي خرجت بسبب عدم احتساب ركلة جزاء كانت لتصنع الفارق وتحول جبهة المتأهلين إلى كتيبة لويس سواريز.

أخطاء تحكيمية غير مفهومة حدثت في عدة مباريات، ولكن لا أحد يتذكرها لأن الكل يركز فقط على ما تحصلت عليه الأرجنتين فقط.

أما عن حكم لقاء هولندا والأرجنتين، ماتيو لاهوز، فقد عاد ليظهر في لقاء الديربي بين برشلونة وإسبانيول ويحول مباراة كانت سهلة وبلا أي أزمات إلى صراع متوتر ملتهب أخرج فيه 16 بطاقة أغلبها جاء في اخر ربع ساعة.

كما لا ننسى أنّ فرنسا وصلت إلى النهائي بعد إقصاء المغرب رغم أنّ أسود الأطلس استحق على الأقل ركلة جزاء لكن الحكم لم يحتسب شيئًا.

كل هذا بالمناسبة لا يفسر خروج البرتغال أو تصريحات بيبي بعد لقاء المغرب، فلم يكن هناك أخطاء واضحة في مواجهة ربع النهائي.

وأخيرًا النهائي شهد العديد من الأخطاء التحكيمية، سواء لصالح فرنسا أو الأرجنتين، ولكن العين ترى ما ترغب في رؤيته.

حكايات المؤامرة

من السهل علينا أن نجعل كل شيء يدور حول فلك المؤامرة، من السهل أن نحول أي خطأ صغيرًا كان أم كبيرًا إلى مخطط.

ولكن قبل أن نخوض في دائرة المؤامرة يجب أن يكون السؤال، هل هناك منطق في فوز الأرجنتين بكأس العالم؟ هل هناك أسباب رياضية واضحة؟ هل قدّم ميسي ورفاقه مستويات تجعلهم الفريق الأكثر استحقاقًا؟

الغريب أن رواد المؤامرة لا يشجعون فرنسا بل يدافعون عن كريستيانو رونالدو ضد ميسي، ومنهم من يعتمد على تصريح رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، بشأن صاروخ ماديرا.

Erdoğan Ronaldo quote Pressbox/Getty

التصريح الذي يقول إن رونالدو تعرض لحملة شرسة لإسقاطه من البطولة لأنّه دافع عن القضية الفلسطينية، وبعيدًا عن أنّ كريستيانو لم يدافع عن أي قضية مؤخرًا وأنّ أغلب ما قيل عن هذا الأمر مجرد شائعات، فما علاقة رئيس دولة أوروبية بموقف الاتحاد الدولي لكرة القدم؟ وما علاقة أي حملة ضد البرتغالي بفوز الأرجنتين في النهاية باللقب؟

إن أردنا الاقتناع بأن كل شيء يخضغ للمؤامرة، فلا داعي لمتابعة كرة القدم من الأساس، ولا قيمة للتشجيع أو دعم فريق على حساب آخر.

إعلان