Turki AlalshikhTwitter

رحلة احترافية أوروبية بعد العشوائية في مصر.. كيف أعاد تركي آل الشيخ ألميريا للدوري الإسباني؟

تجربة استثمارية فاشلة في الدوري المصري، صدام أمام فريق جماهيري ضخم في الوطن العربي، صعود إلى الدوري الإسباني الممتاز بعد رحلة صعود احترافية.

3 مشاهد توضح لك ببساطة من هو تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية ومالك نادي ألميريا الإسباني.

تناقض واضح في التصرفات، ربما يعكسه سياسة المالك السعودي التي لم تكن تكونت بالشكل الحاضر بالفعل وقتها عندما كان في مصر.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

فبين شراء نادي بيراميدز المصري، وفريق ألميريا الإسباني، فوارق عديدة طالت كل شيء، بدايةً من الهدف المرغوب تحقيقه، مرورًا بالإنفاق المختلف، نهايةً بالصدامات المجانية.

الآن، عاد فريق ألميريا إلى الدوري الإسباني بعد صعوده من دوري الدرجة الثانية من خلال تصدره البطولة وحسمها في آخر المباريات.

رحلة علينا التوقف عندها ومعرفة الفوارق بينها وبين تجربة الرجل ذاته في مصر الذي خرج منها خاسرًا كل الأطراف الرياضية وفي مقدمتهم جمهور الأهلي والزمالك.

أين كانت البداية؟

رحلة المالك السعودي مع نادي ألميريا تقسم إلى 3 خطوات، البداية المنظمة والاحترافية في التعامل مع مؤسسات النادي وقيمته المادية، مرورًا باكتساب ثقة الجماهير وصناعة الزخم الإعلامي تجاه الفريق، نهايةً بالتتويج بالعودة إلى الدوري الأهم في إسبانيا.

اشترى آل الشيخ النادي الإسباني في عام 2019 مقابل 20 مليون يورو، ووضع ثقته في بعض الأسماء العربية لإدارة الفريق بجانب بعض الكوادر الإسبانية بالطبع.

ولا شك أن وكيل أعماله "محمد العاصي" تواجد على رأس الإدارة التنفيذية للفريق، فالمالك السعودي يثق في قدراته وخبرته الإدارية بشكل كبير وهو ما كان متواجدًا في بيراميدز المصري من قبل.

Turki Al Sheikh, propietario del U.D. AlmeríaU.D. Almería

إدارة الموقف في إسبانيا اختلفت تمامًا عما كان عليه الحال في مصر، وربما يرجع ذلك إلى كون البلد الأوروبية لديها نظامًا صارم بخصوص الأمور المالية وكيفية الإنفاق.

عكس ما تؤول إليه الأمور في مصر، حيث لا يوجد أي محاسبة مالية بخصوص أمور الشراء والإنفاق، فيمكن لأي فريق استخدام قدرته المادية لكي يجلب 11 لاعبًا أو ربما أكثر في الموسم، ويتخلص من نفس العدد مجانًا في الوقت ذاته.

في إسبانيا القوانين واضحة، وهو ما لم يستطع تركي التحايل عليها ولا مديره المصري، حيث أراد آل الشيخ جلب عقود رعاية سعودية لفريقه لكن الليجا لم تسمح بهذه الخطوة، وأوضحت أن مبالغ العقود لا تتناسب مع قيمة فريق من الدرجة الثانية.

نقطة وقوف جعلت تركي يفكر في استخدام موارده الحالية وتطويرها بشكل يجلب النجاح لمنظومته التي تتشكل ملامحها ولكن كيف؟

القليل من المال.. العديد من النجاحات

في موسمه الأول مع فريق ألميريا أنفق آل الشيخ 27 مليون يورو على صفقاته الجديدة، وكان في مقدمة تلك الأسماء داروين نونيز مهاجم بنفيكا الحالي.

فيما استقبلت خزائن الفريق 5.4 مليون يورو، وهو الأمر الذي عكس حاجة النادي إلى تطوير العملية التسويقية لديه، وبالفعل وفي موسم الفريق الثاني تغير الحال.

حيث أنفق النادي الإسباني 23 مليون يورو على الأسماء الجديدة، فيما استقبلت خزائنه 24 مليون يورو، الأمر الذي جعل تركي سعيدًا للغاية ويوضح في بيانه أنه "وصل إلى نقطة التعادل".

التطور انعكس أكثر على موسم الفريق الماضي الذي صرف فيه 12 مليون فقط على احتياجاته، فيما استقبل 6.5 مليون يورو من قبل الأسماء الراحلة.

الأمور التسويقية لم تتطور فقط في سياسة البيع والشراء، بل طالت الأمور التعاقدية، حيث وضع نادي ألميريا بندًا في عقد نونيز الراحل إلى بنفيكا ينص على الحصول على 20% من قيمة بيعه إذا حدث في المستقبل.

Darwin Nunez Benfica 2021-22 GFXGetty

المهاجم الأوروجوياني مطلوب الآن من قبل أندية ليفربول ومانشستر يونايتد، وتقدر قيمته بـ 100 مليون يورو، أي أنه من الوارد أن يتحصل ألميريا على 20 مليون يورو فقط من عملية البيع.

تلك الأحداث تجعلك في حالة عدم استعجاب عندما أقول لك إن فريق ألميريا يمتلك قيمة تسويقية تقدر بـ 60 مليون يورو الآن، وأنه لم يصعد للدوري الإسباني فقط للوجود المشرف.

الأمور الإيجابية في تجربة تركي لم تقف فقط عند التحسن في كيفية إدارة الأموال، بل وصلت إلى إدارة الموارد المتاحة وإخراج أفضل مكسب ممكن منها.

حيث أعلن تركي أيضًا في بيانه أنه ساعد في تحسين أرضية ملعب الفريق، وكشافات الإضاءة، بجانب ملاعب التدريب.

مع النية لتطوير ملعب الفريق وتوسعة المدرجات لكي تحتمل لعدد أكبر من المشجعين في المباريات القادمة بالدوري الإسباني.

لكي يصبح ألميريا أشهر من ريال مدريد!

سرد الأموال وكيفية إدارة الموارد هي طريقة جذابة لمن يهتم بالعمل الاحترافي الخاص بتحسين الجودة وجني أفضل المكاسب من المعطيات الموجودة.

لكن ما قيمة كل ذلك إذا كان لا يعلم عنها أحد؟ ربما سنختلف على تلك الإجابة، لكنها موجودة عند تركي بطريقة معينة مفادها أن الدعاية هي أهم سلاح يمتلكه الرجل السعودي في نشر تجربته الجديدة.

ساهم آل الشيخ بدفع نصف مليون يورو وذلك من خلال النادي لصالح المدينة لمواجهة أزمة فيروس كورونا التي ضربت العالم في وقت ماضي، كما أعطى مشجعي فريقه سيارات مجانية وذلك من خلال حضورهم للمباراة وتسليط الكاميرات بشكل عشوائي على المتواجدين لمعرفة سعيد الحظ.

Turki Al Sheikh Messi Barcelona AlmeriaTwitter

كما استخدم بعض الأسماء التاريخية في عالم كرة القدم للتسويق إلى ناديه الإسباني، من خلال ارتداء قمصان الفريق في جلسته مع ليونيل ميسي من قبل، ودعوته بطريقة مازحة للانضمام إلى ألميريا للعب فيه.

أمور توسع من قيمة الفريق التسويقية، خاصةً مع تواجد دعم سعودي وعربي للتجربة الجديدة التي لا تتعلق هذه المرة بضخ الأموال، بل من خلال عملية احترافية مكتملة من كل الأركان.

العهد الجديد

ينتظر فريق تركي بعض الصعاب في الموسم المقبل، عودة ألميريا الآن إلى الدوري الإسباني تضعه تحت الأعين بشكل أكبر، وهو ما يريده المالك السعودي.

لكن عملية البقاء في المنافسة والتطور من حيث المستوى المقدم والنتائج ربما ستجعل الإدارة تفكر في جلب صفقات جديدة.

Javier Tebas Turki Al SheikhGoal\GettyImage

يٌعتقد أنه من الوارد أن يستغل آل الشيخ تواجد فريقه في دوري الدرجة الأولى لكي يوقع عقود رعاية ضخمة مع شركات سعودية، وهو ما فشل فيه من قبل.

لكن تلك المسألة وإن كانت سهلة في إنجلترا، فربما لن تمر مرور الكرام الآن مع تركي، بسبب تواجد خافيير تيباس على رأس إدارة الدوري الإسباني.

الحديث عن الأمور المالية ربما قد يحدث صدامًا غير محبذ بين تيباس ومالك ألميريا، لكن في كل الأحوال سيبحث آل الشيخ عن طريقة جديدة للاستفادة وجني أكبر المكاسب، كما فعل من قبل.

الشاهد من كل ذلك، أن التجربة القادمة في الموسم المقبل ستكون مثيرة في كل تفاصيلها.

إعلان