لنبتعد هذا الأسبوع قليلاً عن الأحداث الجارية، لقاءات دوري الأبطال قُتلت تحليلاً، وتفشي كورونا في أوروبا ليس بالجديد، لنترك الحاضر ونعود بعجلة التاريخ قليلاً للوراء في الأسطر القادمة.
في نهاية ثمانينيات القرن الفائت كان رابح ماجر يحكم بأحكامه، نجم الجزائر كان هو فتى أوروبا الأول حتى ولو رفض اتحادها منحه الكرة الذهبية بسبب جنسيته، هدفه بالكعب في مرمى بايرن ميونخ وتمريرته إلى جواري منحت بورتو زعامة القارة العجوز، والعالم بعدها بأشهر قليلة.
Getty Imagesتألق ماجر وقتها لفت أنظار كبار القوم في أوروبا، أولاً، كانت هناك محاولة بايرن ميونخ لضمه بعد سبعة أشهر فقط من هدفه في مرماه بنهائي الأبطال، ولكن فشلت الصفقة بسبب الإصابة (طالع حواره الخاص مع جول حول الصفقة)، ثم جاء إنتر، ولكن مرة أخرى لم يتم الانتقال، فما هي القصة؟
في صيف 1988 بدأ النيراتزوري ثورة من أجل العودة للقمة مجدداً، الرئيس إرنستو بيليجريني أتى بجيوفاني تراباتوني مدرباً قبلها بعام، ثم أضاف الثنائي الألماني أندرياس بريمه ولوثار ماتيوس، وأراد أن يكون ماجر معوض رحيل سبيلو ألتوبيلي وثالث الأجانب في قائمته، وهو ما قد كان.
ضم إنتر ماجر رسمياً من بورتو، وأعلنت الصحف عن وصول النجم الجزائري إلى إيطاليا، وحتى مجلة النادي الرسمية نشرت عددها الجديد وغلافه يحمل صورته بقميص النيراتزوري بعدما قرر بيليجريني دفع خمسة ملايين ليرة وقتها لضمه، وتم تقديمه في مطلع يونيو للإعلام الإيطالي.

أرشيف صحيفة "لا ريبوبليكا" يوضح لنا كواليس الصفقة وأسباب فشلها، فمع بداية المعسكر التدريبي للفريق في وقت لاحق من يونيو، خضع ماجر للفحوصات الطبية، ليتم الكشف عن معاناته من تمزق في عضلات الساق اليمنى، وأن الإصابة قديمة وليست جديدة، وتعود بالتحديد لفترة إعارته مع فالنسيا ومباراة الأخير مع مورسيا في مارس.
لم يخبر ماجر وقتها إنتر أن الإصابة كانت قد تجددت في مشاركته بلقاء اعتزال ميشيل بلاتيني في الثالث والعشرين من مايو، مما جعل النيراتزوري يتراجع عن إتمام الصفقة وإعادته إلى بورتو مجدداً، مستغلاً بنداً في العقد بين الفريقين يمنح النادي الإيطالي حق إلغاء الصفقة حال اكتشاف أي إصابة أثناء الفحص الطبي.
Socialعاد ماجر إنتر البرتغال، وتحرك إنتر لضم أجنبي ثالث يكمل به قائمته، وحاول ضم جاري لينيكر، نجم إنجلترا وهداف مونديال 1986، ولكن فشلت مساعيه، ليضم رامون دياز، مدرب بيراميدز والهلال والاتحاد السابق، ويقوده الأرجنتيني وبقية نجومه إلى استعادة لقب السكوديتو، بينما استمر ماجر في بورتو حتى 1991، قاده في تلك الفترة للقب دوري وكأس، ثم رحلة إلى تجربة قطرية قصيرة مع نادي قطر، وبعدها أعلن اعتزاله في سن الرابعة والثلاثين.


