Conte Zanetti InterGoal Ar / Getty

رأي غير محايد | أنطونيو كونتي .. اليوفنتيني الذي أصبح إنتريستا أكثر من زانيتي!

دقائق قليلة مرت على انتهاء لقاء أتالانتا وإنتر بانتصار غير متوقع للأخير في بيرجامو بهدفين نظيفين، وعرض فني من الأفضل للفريق، ليخرج مدربه أنطونيو كونتي في هجوم عنيف على إدارته عبر مختلف وسائل الإعلام أشعل الأجواء في البيت الأزرق والأسود.

كونتي اتهم الإدارة بعدم مساندته هو ولاعبيه، وترك الفريق دوماً عرضة للهجوم والانتقادات من الإعلام، ووجه اتهامات خطيرة بوجود "واشي" في صفوف الإدارة، مشيراً إلى سابقه لوشيانو سباليتي الذي طرح نفس القضية في الماضي.

كلمات المدير الفني القوية تأتي في توقيت غريب، الفريق حقق لتوه أفضل نتائجه منذ قرابة عشرة أعوام، نعم الحلول ثانياً خلف يوفنتوس بنقطة واحدة يبقى خادعاً نظراً أن الأخير خسر مباراتين بعد حسم الدوري رسمياً، ولكن يجب الإشارة إلى كون إنتر نفسه امتلك مصيره بيده معظم فترات الموسم، ولولا إضاعة نقاط سهلة وفي المتناول، لكان هو من يحتفل بالسكوديتو.

Antonio Conte Inter Bologna Serie AGetty

اقرأ أيضاً .. رأي غير محايد | وداعاً لمن وصل إيكاردي ورحل نارا

كونتي اختار الحديث قبل أيام قليلة من انطلاق منافسات الدوري الأوروبي، الأمل الأخير ليحقق الفريق لقباً هذا الموسم، وأن لا يخرج المدرب الإيطالي للمرة الأولى خالي الوفاض في عامه الأول بتجاربه التدريبية مع الأندية، فهل كان التوقيت مقصوداً؟

رغم شدتها وتوقيتها، ولكن تصريحات قائد يوفنتوس السابق لاقت تعاطفاً وتأييداً كبيراً في أوساط جمهور إنتر، أخيراً وجد أحدهم الجرأة لتوجيه أصابع الاتهام في الاتجاه الصحيح، نعم كونتي يتحمل بعضاً من المسؤولية على ضياع فرصة تحقيق الدوري هذا الموسم، ولكن الحديث هنا عن ما هو أكبر من البطولات والميركاتو، الحديث عن إدارة نادي كبير بحجم إنتر تفشل في توفير الحماية لفريقها.

على مدار الموسم الحالي كان الفريق محطاً للهجوم من الإعلام، حديث عن أزمات وانهيار المشروع، انتقادات للاعبين مع كل هفوة بسيطة، وكل ذلك يأتي في موسم كما ذكرنا هو الأفضل منذ ذلك الذي حقق فيه الثلاثية، بل أن الفريق حصد نفس عدد النقاط الذي مكنه من لقب الدوري بذلك العام.

10 July embed only GdsSocial

كونتي تعود في يوفنتوس على وجود إدارة قوية تحافظ على صورة فريقها وتماسكه، ولا تسرب أبسط مشاكله للإعلام، الحديث عن لويجي كريبا، المسؤول الإعلامي للنادي وأنه هو المقصود بالانتقادات من سباليتي في الماضي وكونتي حالياً يبدو الآن منطقياً، ولكن كونتي يشير إلى إدارة ناديه ككل، إلى زهانج الأب والابن، إلى زانيتي وأوسيليو، وحتى ماروتا من أتى به إلى ميلانو في المقام الأول.

اقرأ أيضاً .. رأي غير محايد | عندما ضم إنتر ماجر رسمياً ولكن

في معرض هجومه القوي بالأمس قال المدير الفني إنه سيتحدث مع الرئيس بنهاية الموسم، ولكن عاد وعلق ساخراً: "ولكنه في الصين"، مما يوضح حجم عدم ثقته في المتواجدين في ميلانو الآن، ومعه كل الحق بعد الفضيحة الخاصة بإرسال البريد الإلكتروني الخاص بالنادي بالخطأ إلى صحيفة "كورييري" بما يحتويه من مناقشات لخطط الفريق للموسم الحالي والمقبل!

إنتر دائماً كان مجنوناً، شعاره ونشيده هو "باتزا إنتر"، ودوماً كانت الفوضى عنواناً لإدارته والمشاعر هي الحاكم بأمره، ولكن متى عرف الفوز والانتصارات؟ عندما تواجدت شخصيات صارمة مثل جوزيه مورينيو وروبرتو مانشيني وهيلينيو هيريرا، شخصيات عرفت كيف تفرض النظام داخل النادي وتتغلب على العواطف، وخارجه أجبرت الجميع على احترامه ومعاملته كالنادي الكبير الذي هو عليه.

Jose Mourinho - Massimo Moratti | Inter Milan vs Barcelona | UEFA Champions League 2009/10 finalGetty Images

كونتي من تلك المجموعة من المدربين، نعم هو كثير الشكوى ويتحمل بعضاً من المسؤولية، ولكن هذه المرة هو محق وكان يجب الوقوف والتحدث بصوتِ عاليِ حتى تصل الرسالة للجميع وتتحرك الإدارة إذا كانت تريد حقاً العودة لسكة الانتصارات، فإصلاح المشاكل الداخلية تأتي أولاً قبل الحديث عن جلب ليونيل ميسي!

نعم، كونتي هو قائد يوفنتوس السابق وعلم من أعلامه، ولكنه محترف في المقام الأول وشخص يبحث عن الانتصارات، سواء كان بألوان البيانكونيري أو ألد الخصوم إنتر، وتصريحاته تلك كان الأولى أن تأتي من شخص مثل خافيير زانيتي الذي يتولى منصب نائب الرئيس في النادي الذي يصنفه ضمن الأساطير، ولكن منذ دخوله الإدارة لم يسمع منه إلا المجاملات والكلام المحفوظ.

في فترته مع إنتر قال سباليتي: "رجال أقوياء في إنتر، مستقبل قوي في إنتر، رجال ضعفاء يعني مستقبل ضعيف، لا يوجد طريقاً آخراً"، جملة تشرح وتلخص بكل بساطة كل ما قاله كونتي بالأمس، وقتها الإدارة استمعت بشكل جزأي وأطاحت بإيكاردي، ولكن الآن حان الوقت أن تنظر نحو نفسها وتطيح بمن وصفه كونتي بالحمل الزائد حتى لا يستمر النادي في دوامته وتخبطه لأبد الآبدين.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0