Fascia di AstoriSocial

رأي غير محايد | عن شارة القيادة التي كشفت عورة النظام


هيثم محمد    فيسبوك      تويتر

خرج علينا الاتحاد الإيطالي مؤخرا بأحدث اختراعاته، فبعد تغيير شعار الدوري لمواكبة التطور على حد تعبيره، قرر توحيد شارة القيادة لكل الفرق إسوة بالدوري الإنجليزي الممتاز، وكأن تلك الخطوات هي الحل لقطع المسافة الضوئية بين الدورين على الصعيد التنظيمي.

وأدى القرار إلى نشوب أزمة شغلت الرأي العام الإيطالي في الأيام الأخيرة بين فيورينتينا من جانب، والاتحاد الإيطالي على الناحية الأخرى، فالفيولا رفض لاعبوه التخلي عن الشارة التي تشير إلى القائد الراحل الموسم الماضي دافيدي أستوري.

رفض فيورينتنيا للتخلي عن شارة قائده الرمزية أتت معه قرارات بالغرامة من قبل الاتحاد الإيطالي في كل مرة يرتديها جيرمان بيتزيلا، قائد الفيولا، وهو ما تسبب في حملة تعاطف واسعة من قبل الجميع في إيطاليا مع الفريق.

الموضوع يُستكمل بالأسفل
Astori Pezzella Fiorentina fasciaSocial

ورغم التصريحات عن إمكانية استثناء فيورينتينا، ولكن الاتحاد الإيطالي أصر على موقفه بالعقوبات ووجد له مؤيدا وحيدا وفريدا في عاصفة السخرية والانتقادات من قراره في صورة جيوسيبي ماروتا، المدير الرياضي ليوفنتوس.

خرج ماروتا بتصريح قال فيه: "شارة أستوري؟ نعم العواطف مهمة، ولكن هناك قوانين ونظم يجب احترامها"، من يتكلم؟ الرجل الذي يضع ناديه على مدخل ملعبه ومقره صورة تحمل شعار "السكوديتو" وعليه الرقم 36، إشارة إلى رقم البطولات التي فاز بها الفريق، رغم أن الاتحاد الإيطالي لا يعترف إلا بفوز يوفنتوس بأربعة وثلاثين بطولة بعد سحب لقبين منه في أعقاب الكالتشيوبولي.

Juventus Allianz

ماروتا ذاته هو نفس الرجل الذي عندما تولى منصبه كان من أول تصريحاته أن يوفنتوس يجب أن يستمر باعترافه بلقبيه المسحوبين، نحن هنا لا نتحدث عن تاريخ يوفي وإدانته من عدمه في الكالتشيوبولي، ولا عن قضايا أجريكولا أو غيرها، ولكن نتحدث عن "احترام" القانون كما يقول الرجل نفسه، هل النظام يسري على شارة لتحية قائد راحل ولكن لا يصلح لبطل الدوري الإيطالي؟

تصريحات ماروتا أتت بعاصفة من الهجوم ليست بالجديدة على يوفنتوس والاتحاد الإيطالي ومسألة الكيل بالمكيالين فيما يخص البيانكونيري، أريانا رافيلي، الصحفية بجريدة "كورسيرا"، وجهت رسالة مباشرة لماروتا قائلة: "حديث يأتي من الرجل الذي ناديه يفتخر بلقبين مسحوبين، نصيحة، تحدث أقل وركز في الأمور الأكثر أهمية لأنك تعطي الفرصة للآخرين للسخرية مننا".

Marotta Juventus

وتشير رافيلي إلى جريدة "بيلد"  التي في مناسبتين مؤخرا تحدثت عن الكرة الإيطالية وأوضاعها، مؤخرا كتبت الصحيفة الألمانية ساخرة من أزمة الشارة قائلة: "مرة أخرى الإيطاليون لا يجدون شيئا يفعلوه فيتشاجرون حول شارة"، بينما كانت نفس الصحيفة نشرت في مارس الماضي تحقيقا حول أوضاع الكرة الإيطالية وترديها في السنوات الأخيرة، وأشارت إلى يوفنتوس الذي سيحتفل قريبا بدوري جديد يرى مسؤولوه أنه السادس والثلاثين رغم أنه الرابع والثلاثين، واصفة الوضع بالآتي: "رغم الإثبات المفروغ منه في التلاعب من قبل النظام الفاسد لصالحه سيحتفل يوفنتوس بلقب سابع التوالي وينكر حقيقة سحب لقبين منه وحصوله على 34 وليس 36 لقب".

بالطبع سيرى جمهور يوفنتوس أن كل ذلك يدخل ضمن نطاق حملات الهجوم والحقد على نجاح فريقهم المستمرة منذ قديم الزمان بحق البيانكونيري، كما أن معظمهم لا يعترف بالأساس بصحة قرارت المحكمة فيما يخص الكالتشيوبولي، وبالتالي لا يرون خطأ في الاعتراف بالألقاب المسحوبة، ولكن الوضع الحالي بإيطاليا  كما عنوت "بيلد" في أزمة الشارة "هزلي ومجنون"، الوضع الحالي مجرد مؤشر لمدى التدهور الذي آلت له الكرة الإيطالية.

مؤخرا دار الحديث عن الأتزوري وعدم وجود بصمة واضحة لروبيرتو مانشيني على الفريق حتى الآن وغياب المواهب عن تشكيلته، ليعود لذاكرتي تصريحات كارلو أنشيلوتي عن رفض المنصب، وقتها قال مدرب نابولي الحالي: "تريدوني أن أتولى تدريب منتخب ولا يوجد رئيس اتحاد؟ مع من سأعمل بالظبط، من سيضع خطة المستقبل، هذا أمر غير منطقي".

مشاكل إيطاليا الكروية أكبر بكثير من مجرد غياب مواهب على صعيد اللاعبين أو شارة قيادة يجب أو لا يجب السماح بها، كلها مواقف تكشف عورة النظام في إيطاليا، دائما ما كانت هناك فوضى وفضائح نعم في إيطاليا، ولكن كان هناك خطوط كان لا يتم تخطيها، ويبدو أن حال الكرة في بلاد الطليان أصبح مجرد مرآة لأوضاع البلاد الاقتصادية والسياسية المتدهورة في السنوات الأخيرة.

إعلان