قرر ريال مدريد بعد عودة المنافسات الكروية استكمال المتبقي من الموسم الخاص بالليجا على ملعب "ألفريدو دي ستيفانو" الخاص بتدريبات الفريق في السابق بدلاً من قلعته "سانتياجو برنابيو" التي تخضع للإصلاحات.
اسم "دي ستيفانو" في النادي الملكي يرمز لأحد أساطير النادي وإسبانيا، بل واللعبة ككل، اللاعب الذي حمل قمصان ثلاثة منتخبات، ويعد الهداف التاريخي للكلاسيكو وثالث هدافي ريال مدريد، والنجم الذي قاده لاكتساح أوروبا في خمسينيات القرن الماضي.
La Ligaولم يكن انضمام دي ستيفانو إلى ريال مدريد بالسهل، ولكن كان خلفه قصة كادت تنقله إلى برشلونة الغريم الأزلي، وسط مفاوضات معقدة شهدت تدخل الاتحاد الدولي شخصياً، وحتى الجنرال فرانكو!
بزغ نجم الأرجنتيني في بلاده مبكراً بسن السابعة عشر لاعباً في صفوف ريفر بليت، وخرج مُعاراً إلى هوراكان حيث لفت الأنظار بتألقه، ليعيده ناديه الأصلي مجدداً لصفوفه في 1947 بعد أن سجل 10 أهداف في 25 مباراة في الإعارة.
في 1949 أضرب لاعبو الدوري الأرجنتيني الذي لم يكن بعد معترفاً به بشكل رسمي، وبسبب ذلك قرر نجوم المسابقة المغادرة، ومنهم دي ستيفانو الذي رحل إلى كولومبيا مع نادي ميلوناريوس الذي كان يبني "جالاكتيكوس" خاصاً به، وجاء انضمام لاعبين مثل فيريك نيريس المجري وثلاثة آخرين من بلاده، ولويجي دي فرانكو الإيطالي، والإنجليزيان تشارلي ميتين ونيل فرانكلين، بالإضافة لعديد النجوم الهاربين من الأرجنتين، وعلى رأسهم دي ستيفانو لتكوين دوري كان الأقوى في العالم وقتها.
دي ستيفانو كان يفترض أن ينضم لتورينو الذي اتفق مع ريفر بليت، ولكن الراتب الضخم الذي عرضه الكولومبيون صنع الفارق، بالإضافة لانضمام مواطنه أدولفو بيديرنيرا، وهناك تألق الثنائي مع بقية النجوم المنضمة وصنعوا ربيع ميلوناريوس وقادوه لعديد البطولات، ولكن المعضلة كانت أن الاتحاد الكولومبي لم يكن بعد وقتها معترفاً به من قبل الاتحاد الدولي، ولذا أصبح الأندية مضطرة لبيع نجومها.
Archivoفي 1952 استضاف ريال مدريد ميلوناريوس في دورة ودية كممثل عن أمريكا الجنوبية، وقيل وقتها إن سانتياجو برنابيو، رئيس النادي الملكي وجه الدعوة للكولومبيين لمراقبة بيديرنيرا، ولكن فوز النادي الكولومبي على ريال مدريد 4-2 وتألق دي ستيفانو جذب أنظار برنابيو ومسؤولي ناديه.
بدا أن الصفقة في طريقها للحسم لريال مدريد، خصوصاً في ظل تأييد رئيس ميلوناريوس للنظام الحاكم في إسبانيا بقيادة الجنرال فرانكو، ولكن أولاً كان سيخوض جولة ترويجية حول العالم مع النادي الكولمبي، وهنا وصل عرض برشلونة.
النادي الكتالوني تقدم بعرض قيمته 200 ألف دولار في 1954 لضم نجم ريفر السابق، وذلك بعد أن كاد الأخير يعتزل اللعبة بسبب فشل الاتحاد الكولومبي وقتها بأن يحصل على الاعتراف الرسمي، والأوضاع غير المستقرة في الأرجنتين وعدم رسمية الدوري.
بدا أن دي ستيفانو في طريقه لبرشلونة، ولكن الاتحاد الإسباني رفض قيد اللاعب، مما دفع النادي الكتالوني بالشكوى للفيفا، والذي عين أرماندو كاليرو للتفاوض بين الطرفين، ولكن الأخير كان يعرف عنه أنه مقرب من الجنرال فرانكو، والذي يعد من مشجعي ريال مدريد وأشد مناصريه، ليأتي الحكم الغريب بأن يتقاسم ريال مدريد وبرشلونة خدمات اللاعب، فيلعب أول موسمين في العاصمة الإسبانية، ثم الموسمين التاليين في كتالونيا.
بعد عدة مباريات لم يكن موفقاً بها دي ستيفانو بقميص ريال مدريد مطلع موسم 1953-1954، قرر برشلونة التخلي عن حقه في اللاعب واشتراه ريال مدريد نهائياً مقابل 5.5 مليون بيزيتا، وإن تسبب النزاع بين الناديين في تأجيج العداوة بينهما والتي لم تكن بدأت بعد ووصلت لمستواها الحالي، الفريقان حتى لم يكونا وقتها من أهل القمة، خصوصاً ريال مدريد الذي كان صاحب بطولتي دوري فقط.
بعد البداية البطيئة، انفجر دي ستيفانو مع ريال مدريد، فسجل 216 هدفاً بقميصه، وقاده لثماني بطولات دوري، وخمس بطولات للأبطال في أوروبا، وعديد الكؤوس الأخرى، ليتحول لأحد أكبر الأساطير في تاريخ النادي والسبب في بداية العداوة مع برشلونة.