Haaland Guardiola Mbappe

ديربي مانشستر | عذرًا يا مبابي.. نحن نعيش في زمن هالاند!

على القمة ولا يشعر بأي تهديد أو منافسة، نعم الحديث هنا عن إرلينج براوت هالاند، الاسم الذي بات ينشر الرعب والخوف في كافة الملاعب الأوروبية.

من المفترض أننا سنشاهد ديربي مانشستر، لكن الحقيقة أن هذا ديربي هالاند، فكل شيء اليوم قد سار وفقًا لما أراد هذا الوحش النرويجي.

مباراة تمكن منها مانشستر سيتي وفعل فيها ما يريد، أوضح فيها جوارديولا هيمنته المطلقة على فرق الدوري، وصدرت الضغط على إريك تين هاج.

"سفاح يثير الذعر"

جملة استخدمها المعلق "حسن العيدروس" من أجل وصف إرلينج هالاند والأداء الذي يقدمه، والحقيقة هو استطاع أن يصفه بشكله المثالي، نعم هو سفاح، ونعم هو يثير الذعر والخوف في قلوب الكل.

هالاند أطول وأقوى وأسرع من الكل، هو لا يشعر بأي ضغوطات أو منافسة على أرض الملعب، هو يركض دون الشعور بمن حوله لأنه يسبقهم دائمًا، أكاد أعتقد أنه يرى ملعب خالي دون عناصر، وبالتالي يركض أينما شاء.

نحن أمام ظاهرة في مركز الهجوم، هذا الوحش الكاسر يعلم كل شيء تقريبًا عن مهام مركزه، هو يتحرك بصورة مثالية ويمكننا رؤية ذلك في لقطة الهدف الثالث بعد أن غير من وضعية ركضه مرتين للحصول على أفضل تمركز.

ويعلم متى يرتقي لمقابلة الكرة العالية، ومعرفة ذلك نراها أيضًا في لقطة الإعادة البطيئة للهدف الثاني، حينما ظل هالاند يتابع الكرة إلى أن قرر أن يرتقي لضربها.

والفكرة أن هالاند الذي قيل عنه أنه لن يتأقلم مع جوارديولا بسبب الأدوار المركبة في صناعة اللعب، قد تحرك بشكل مثالي في لعبة الهدف الرابع، واستطاع أن يعطي تمريرة رائعة للغاية لفودين الذي وضع الكرة في الشباك.

هو أفضل من الكل في كل شيء، ولا يشعر بالتهديد، أعتقد أن هالاند لا يحتاج للتأقلم مع كرة القدم الإنجليزية، بل أن الكرة الإنجليزية هي ما تحتاج للتأقلم معه، وفهم إمكانياته الجبارة ومحاولة تداركها.

عذرًا يا مبابي!

في الفترة الأخيرة وخصوصًا في فترة الانتقالات الماضية تصدر اسم كيليان مبابي عناوين الصحافة لمدة طويلة للغاية من أجل معرفة قراره النهائي، هل سيرحل؟ هل سيبقى؟ ظلت الصحافة تحاول معرفة ما سيفعله.

وقتها وصف بأنه "أفضل موهبة شابة وصاعدة" في العالم، بل وضعه البعض في خانة أكبر من ذلك أيضًا، والحقيقة أن مبابي موهبة لا مثيل لها، لكن هناك من هو أفضل الآن.

Haaland Mbappe UEFA Champions LeagueGettyImage

هالاند سيطر على كل شيء، تواجده في إنجلترا وكونه يشارك مع مدرب مثل بيب جوارديولا وابتعاده عن المشاحنات والتصريحات المستفزة وتركيزه فقط على كرة القدم يجعله الأفضل فيها حاليًا.

مبابي يعيش أجواء طفولية متعلقة بحب السيطرة، لاعب يريد أن يحصل على كل شيء، ولكنه لا يركز على اللعبة نفسها.

الفوارق في العقلية والعطاء تحسم الأمور تجاه هالاند، نحن نتحدث عن لاعب يعطي حياته كلها لكرة القدم، وبالتالي فإنه يؤكد بصورة مباشرة وغير مباشرة أنه لن يتنازل عن عرش القمة في السنوات المقبلة.

الصبر على تين هاج!

الخسارة كبيرة وثقيلة وذلك سيجعل الانتقادات الموجهة إلى تين هاج لا حصر لها في الفترة المقبلة، وبالطبع لا ننكر أن المدرب الهولندي مسؤول عما حدث اليوم.

لكن يونايتد يحتاج إلى فترة هدوء، فترة يجرب فيها تين هاج ويفشل ويستمر في ذلك لحين الوصول إلى أفضل شكل للفريق، وهذا لن يتحقق إذا تم مهاجمة الرجل في كافة أنواع الإعلام.

Erik Ten Hag Manchester United Sheriff 2022-23Getty Images

إذا حاولنا السير في "مشروع" رياضي فلا بد أن نلتزم بمعايير نجاح هذه الفكرة، فليس من المنطقي أن ينجح أي مشروع دون وقت وصبر وفشل بين الحين والآخر.

ونستطيع ذكر بعض التفاصيل من مشروع ليفربول، والحديث عن سقوط كلوب المستمر قبل أن ينجح في نهاية المطاف بصناعة شيء استثنائي.

لذلك، على جماهير يونايتد وضع ثقتها في تين هاج، فقط الصبر وحده من يستطيع مساعدة الهولندي في تحسين الأجواء.

جوارديولا أنت عبقري!

أسلوب لعب جوارديولا في السنوات الماضية كان يستدعي أن يتواجد مهاجم يستطيع المشاركة في أدوار مركبة متعلقة بالهبوط إلى نصف الملعب وتدوير الكرات والاستلام بين الخطوط.

وبالطبع يجيد هالاند تلك الأشياء، ولكن ليس بالجودة التي كان يعطيها لاعب مثل سيرخيو أجويرو أو جابرييل جيسوس.

وبالطبع يدرك جوارديولا نقطة مثل ذلك، وبالتالي غير من طريقة مانشستر سيتي في الهجوم، وبات الاعتماد أكثر على التحولات السريعة من أجل إيجاد المساحة التي حتمًا سيركض فيها هالاند ويسبق المدافعين.

Pep Guardiola Man CityGetty

لقطة يمكن رؤيتها تطبق في كل مواجهات مانشستر سيتي هذا الموسم.

لكن التغيير لم يتوقف عند تلك المرحلة، ولكن مرحلة البناء والتدرج بالكورة تغيرت أيضًا، حيث حاول بيب ابتكار شكل آخر يمكن من خلاله تقليل الاعتماد على مشاركة هالاند في لمس الكرات، لكنه بات يتواجد كآخر عنصر في الهجمة، وبالتالي يركض في أي مساحة مصنوعة ويتحصل على تمريرة من منتصف الميدان.

أفكار كلها يمكن دراستها وشرحها بتعمق أكبر، لكن المحصلة من كل ذلك أن جوارديولا ابتكر الحلول، وهو أمر بديهي مع واحد من أفضل المدربين في تاريخ اللعبة.

أينما وجدت كرة القدم، وجد جوارديولا، وأينما وجدت الأهداف، وجد هالاند، وربما سنشهد ثنائية تاريخية في السنوات القادمة.

إعلان
0