الغريق يتطلع إلى قشة صغيرة قد تنقذه .. والنصر يتطلع إلى مباراة الهلال لتنقذه من بدايته السيئة في الدوري السعودي وتُعيد له آماله في المنافسة على اللقب الذي فقده في الموسم الماضي لصالح جاره وعدوه اللدود.
الهلال بدأ الموسم بامتياز، إذ فاز على العين وضمك والاتفاق وتعادل مع أبها، ليتواجد على صدارة جدول ترتيب دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين السعودي برصيد 10 نقاط وبفارق الأهداف عن الشباب، فيما كانت بداية النصر سلبية للغاية بثلاثة خسائر صادمة أمام الفتح والتعاون والشباب ثم انتصار أخير على القادسية.
الزعيم سيستضيف فارس نجد على استاد الملك فهد الدولي مساء اليوم الإثنين ضمن الجولة الخامسة من الدوري السعودي، وهي مباراة تهم النصر أكثر من الهلال، إذ يراها فرصته الأكبر لاستعادة الثقة والانطلاق من جديد في الدوري السعودي، ولثلاثة أسباب رئيسية:
1- تقليص فارق النقاط مع الهلال قبل فوات الأوان
الهلال يتقدم حاليًا على النصر بفارق 7 نقاط كاملة، ورغم أننا في بداية الموسم إلا أنه فارق كبير يصعب تعويضه مع مرور الجولات، خاصة مع نتائج الهلال القوية وأدائه المقنع.
مواجهة المنافس المباشر هي دومًا الفرصة الأكبر لتقليص النقاط معه أو الابتعاد عنه أكثر، إذ هي مباراة بـ6 نقاط كما نقول دومًا، لذا سيسعى النصر بكل قوة للفوز وتقليص الفجوة مع الزعيم إلى 4 نقاط، وإلا قد يجد نفسه مبكرًا جدًا خارج المنافسة خاصة مع مستوى الأهلي والشباب المتصاعد وقوة وندية فرق الوسط هذا الموسم.
2- استعادة الثقة وثقة الجماهير
لا شيء أفضل للخروج من أزمة نتائج وثقة إلا تحقيق الفوز على المنافس التقليدي .. هو أمر يُمثل جرعة كبيرة من الأوكسجين لرجل يختنق!
النصر تعرض لأزمة شك كبيرة عقب خسائره الثلاثة في بداية الدوري السعودي وبعد الخروج من دوري أبطال آسيا، وقد بدأ جمهوره يُشكك في جودة الفريق ومدربه ولاعبيه، وبدأ الحديث عن لاعبين جدد ورحيل بعض العناصر وإمكانية تغيير المدرب.
الفوز على الهلال لو حدث سيصب الكثير من الماء على تلك النار، سيُبعد كل تلك الشكوك ويُعيد الثقة للاعبين بأنفسهم وثقة الجماهير بهم وبالمدرب والإدارة.
3- الحفاظ على الاستقرار
كثر الحديث بعد البداية المتعثرة للنصر عن إقالة المدرب روي فيتوريا والتعاقد مع مدرب آخر، حتى وصل الأمر ببعض وسائل الإعلام إلى الحديث عن الخيارات البديلة، لكن جاء الفوز على القادسية وقلل من جدية هذا الحديث.

أي خسارة أخرى قادمة ستُعيد النصر للمربع صفر من جديد، ما بالك أن تكون أمام المنافس التقليدي!
فقدان المزيد من النقاط واتساع الفارق سيفتح الباب للكثير من القيل والقال حول اللاعبين والمدرب فيتوريا، فيما الفوز سيُحافظ على الاستقرار الفني ويُوفر هامش من الهدوء للجميع لإعادة الأمور إلى نصابها السليم.
المباراة صعبة بالتأكيد على الطرفين، وتعد بالكثير من المتعة والإثارة خاصة مع قوة تشكيل الفريقين وازدحامهما بالعناصر القادرة على صناعة الفارق، لذا نحن على موعد من المتعة والإثارة مساء بعد غدٍ في ديربي الرياض.
