أغلق سوق الانتقالات في دوري روشن السعودي منتصف ليل أمس الإثنين دون أن تنجح كل الأندية في التعاقد مع اللاعبين الأجنبيين مواليد 2003 فما فوق، وقد برز سؤال الآن .. لماذا سمح الاتحاد السعودي لكرة القدم للأندية بتلك الخطوة؟
اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي
الأهداف المتوقعة من ذلك القرار والتي تحدث عنها الإعلام والمسؤولون مرارًا وتكرارًا أبرزها وأهمها الاستثمار في المواهب الشابة، رياضيًا وماليًا، حيث يتم التعاقد مع لاعبين أجانب صغار تُمنح لهم فرصة التطور والنضج ليصلوا للمستوى المطلوب، وهنا إما يقدموا الإضافة للفريق على أرض الملعب أو يتم بيعهم لأندية أخرى بمقابل مالي أعلى، وفي الحالتين النادي مستفيد ماليًا لأنه إما أنعش خزينته أو اكتسب لاعبًا مهمًا بمبلغ بسيط.
أندية دوري روشن فرغت ذلك القرار من مضمونه وحولت الهدف إلى زيادة عدد الأجانب من 8 إلى 10 لاعبين فقط لا غير، ولذا بدلًا من البحث عن مواهب شابة يتم الاستثمار بها سعت خلف لاعبين مميزين بالفعل يمتلكون قيمة سوقية عالية نسبيًا مقارنة بأعمارهم.
أسماء مثل ألكسندر وماركوس ليوناردو وويسلي وأنجيلو هي بمثابة النجوم في أنديتهم، وقد انضموا للأندية السعودية مقابل مبالغ طائلة تُدفع للاعبين الكبار سنًا، وهذا نسف تمامًا الهدف الرئيسي من قرار الاتحاد السعودي.
السلبية الأخرى في تطبيق هذا القرار تجلت في البحث المطول جدًا عن اللاعبين المنتمين لتلك الفئة العُمرية، حيث انتظرت الأندية حتى اللحظات الأخيرة من سوق الانتقالات لضم اللاعبين مواليد 2003 فما فوق، وجل الأندية لم تنجح في إيجادهما، بعضها لم يُوقع مع أي لاعب وبعدها اكتفى بواحد فقط.
هذا الفشل في إيجاد اللاعبين الشباب يؤكد وجود خلل في منظومة "الكشافة" لدى الأندية السعودية، ويؤكد أنه يجب العمل على تحسين جودة ذلك الجزء في الأندية السعودية لأنه بات الأهم في العالم حاليًا، خاصة مع الارتفاع المجنون في أسعار اللاعبين سنويًا، ولنا في ريال مدريد وكيف يقتنص المواهب البرازيلية الشابة بأسعار جيدة جدًا، مقارنة بأسعار النجوم الكبار، خير مثال.
نادي العين الإماراتي أحرج كافة الأندية السعودية بالإعلان عن ضم 7 لاعبين أجانب بين عُمري 18-19 عامًا دفعة واحدة لدعم فريق تحت 23 عامًا .. هذا هو الاستثمار الحقيقي! بالتأكيد لن ينجح اللاعبين الـ7 ويتحولون إلى نجوم كبار، لكن نجاح 2-3 كافٍ تمامًا ومكسب كبير جدًا للنادي، سواء لعبوا مع الفريق الأول وقدموا الإضافة له أو انتقلوا لأندية أخرى وأنعشوا خزينة النادي.
عملية البحث عن المواهب هي الأهم في كرة القدم حاليًا، ولذا نجد الحديث بدأ يتركز في السنوات الأخيرة عن الكشافين وأصحاب العيون النافذة في اختيار المواهب، وبات انتقال كشاف من نادٍ إلى آخر حدث مهم يتحدث عنه الإعلام باستفاضة.
هناك أندية تخصصت في أوروبا في مثل هذا الاستثمار، على رأسها بالطبع بورتو وبنفيكا وبوروسيا دورتموند، وقد حققت نجاحات كبيرة رياضية ومالية، بل هذا العمل سمح لها بالسباحة مع القروش وخطف الألقاب المحلية والقارية رغم الفوارق المالية الكبيرة.
قد يقول قائل أن أندية صندوق الاستثمار تحديدًا لا تحتاج المال وتريد ضم لاعبين جاهزين لخدمة الفريق الأول مباشرة! هذا غير صحيح تمامًا، وقد استمعنا طوال الصيف لشكاوي المسؤولين في الأندية من نقص الأموال وشح الميزانيات للتعاقد مع اللاعبين الكبار، كان على تلك الأندية استغلال هذا القرار لتحويله إلى وسيلة لزيادة المداخيل مستقبلًا، وبالطبع الأندية المتوسطة والصغيرة مطالبة أكثر بهذا الأمر ولنا في الشباب وصفقة متعب الحربي، وسابقًا حسان تمبكتي، أكبر مثال على أن الاستثمار في المواهب هو حلها الوحيد ربما لمقارعة الكبار.
.jpg?auto=webp&format=pjpg&width=3840&quality=60)