euroeuro

دموع رونالدو وفرنسا قاتلًا ومقتولًا .. أسوأ كوابيس وصيف اليورو

الفضة معدن محبوب دائمًا في كل شيء عدا المنافسات الرياضية، وتحديدًا كرة القدم، ارتداء قلادة فضّية بإمكانها أن تجعلك أكثر تألقًا، ولكن في ميادين الرياضة لن تجلب لك سوى المزيد من الحسرة، وتذكر ألم الخسارة وتجرع مرارتها في كل مرة تلمع فيها تلك القلادة في عينيك. 

ألم الخسارة يبقى ألمًا، ولكن حدته تزداد أحيانًا حين يكون السيناريو أكثر قسوة، خسارة مباراة نهائية وأنت الطرف الأضعف تختلف تمامًا عن نفس الأمر وأنت الطرف الأقوى حسابيًا.

ليس ذلك فقط، بل على أرضك تختلف عن خارج أرضك، بعد سنوات من الغياب تختلف عن غيرها، في الدقائق الأخيرة تختلف عن خروج المباراة من يديك منذ بدايتها، وإلى آخره من الفارق ما بين العادي والدرامي. 

ومن هذا المنطلق، أردنا البحث عن أبرز السيناريوهات القاسية التي يهرب منها الطرف الخاسر فيما يتعلق بمنافسات كأس الأمم الأوروبية، حيث انتهت 3 ليالٍ بخسارة 3 منتخبات للقب لصالح 3 منتخبات أخرى، ليتقلدوا الميدالية الفضية وطعم العلقم في آن واحد.

إيطاليا يورو 2000.. ولعنة الهدف الذهبي

Francesco Toldo Euro 2000Getty

مجرد لحظات كانت تكفي المنتخب الإيطالي للوصول للقب الأوروبي الثاني في تاريخه لو كان قد استطاع الحفاظ على نتيجة التقدم حتى صافرة الحكم النهائية ولكن بسيناريو درامي ومثير قلبت فرنسا الطاولة رأسًا على عقب وأضافت اللقب الأوروبي للقب كأس العالم في معادلة تاريخية لم يحققها غير الفرنسيين.

تشكيلة المدربين روجيه لومير ودينو زوف تغيرت في المباراة النهائية، فأدخل لومير كلًا من يوري دجوركاييف وكريستوف دوجاري منذ البداية في تشكيلة اللي بلوز، بينما حل ماركو ديلفيكيو في مكان فيليبو إنزاجي بتشكيلة الآتزوري.

البداية كانت رائعة من الفريقين فسدد تيري هنري كرة على فرانشيسكو تولدو الذي تصدى للكرة ببراعة من أمام دجوركاييف، وكاد ديمتريو ألبريتيني أن يقترب من هدف التقدم للآتزوري من ركلة حرة.

جاء التقدم للطليان في الدقيقة 55 بعد أن أرسل بيسوتو عرضية لماركو ديلفيكيو فشل مارسيل دوسايي في إسنادها ليرسلها مهاجم روما إلى الشباك، وكاد أليساندرو دِل بييرو أن يضيف الهدف الثاني بعد ذلك بدقائق في الوقت الذي حافظ فيه تولدو على أداءه المذهل طوال البطولة في هذه اللحظات.

استعان لومير بالبديل دافيد تريزيجية الذي نجح في خلق فرصة هدف التعديل لسيلفان وليتورد قبل النهاية بعدة ثوان فقط ليضع ويلتورد الكرة في الشباك ويرسل الفريقين للوقت الإضافي.

بعد أن نجح الفرنسيين في افتكاك هدف التعادل نجحوا مجددًا في ضرب آمال الطليان في مقتل بالدقيقة 103 بعد كرة من روبيرت بيريس إلى دافيد تريزيجيه الذي سددها في سقف شباك تولدو - وهو الهدف الذهبي- الذي مكن رفاق ديدييه ديشان قائد الديوك وقتها من رفع الكأس الأوروبية للمرة الثانية في تاريخ فرنسا.

السيناريو جاء لينهي حلم إيطاليا، وعلى رأس الحالمين الذي استفاقوا على الكابوس، جاء فرانشيسكو توتي، الذي قدم واحدًا من أفضل مردوداته الفردية عبر مسيرته، ولكن في النهاية؟ لا شيء، فضّة وعقلم في الحلق كلما عادت الذاكرة إلى تلك الليلة.

يورو 2004.. كابوس البرتغال ودموع رونالدو 

Cristiano Ronaldo at Euro 2004Getty

نسخة عام 2004 والتي أٌقيمت على أرض البرتغال للمرة الأولى في تاريخ كأس الأمم الأوروبية كانت خاصة أيضًا، أسطورة يسمى لويس فيجو وشاب صاعد يدعى كريستيانو رونالدو، وبينهما حلم شعب في رفع الكأس على أرض بلادهم.

أقيم النهائي على ملعب النور في العاصمة البرتغالية لشبونة بين المنتخب البرتغالي الذي قدم بطولة مميزة ونجح في إقصاء المنتخب الهولندي على مستوى منافسات الدور نصف النهائي بهدفين مقابل هدف وحيد بفضل رأسية كريستيانو رونالدو وهدف مانيشي.

على الجانب الآخر، فإن مفاجأة البطولة المنتخب اليوناني كان قد أقصى المنتخب التشيكي بهدف نظيف سجله ديلاس في الأشواط الإضافية، المواجهة  لم تكن الأولى بين المنتخبين، حيث التقيا في الافتتاح وكان الفوز لليونان بهدفين مقابل هدف واحد. 

أوتو ريهاجل قاد اليونان نحو معجزة بأداء دفاعي متوازن واعتماد على المرتدات والضربات الثابتة، وبالفعل نجحت تلك الخطة برأسية خاريستياس في إعلان المنتخب اليوناني بطلًا للبطولة وسط دهشة الكثيرين، حيث كانت اليونان بعيدة عن المشهد الكروي قبل ريهاجل، ولم يرشحها أحد للتأهل إلى الإقصائيات أصلًا. 

وأهدى هدف خريستياس اليونان لقبها الأوروبي الوحيد في تاريخها، وحرم البرتغاليين من التتويج بلقبهم الأول أوروبيًا على أرضهم وبين جماهيرهم، لتنهمر دموع كريستيانو رونالدو حزنا ودموع أبناء أثينا فرحَا باللقب الذي لم يكن يرشحهم أحد له.

صورة دموع رونالدو ظلّت تعنون مسيرته مع منتخب بلاده طيلة 12 عامًا، حتى جاءت لحظة الدموع الأخرى في 2016 بعد تحقيق اللقب أمام فرنسا.. 2016؟ أمام فرنسا؟ حسنًا، نحن على موعد مع قصة درامية ثالثة.

يورو 2016.. مؤلمة يا فرنسا.. مؤلمة جدًا! 

Cristiano Ronaldo Portugal France Euro 2016 final 10072016Getty Images

نهائي 2016 هو الأقرب للذاكرة بالنسبة للجميع كونه يتحدث عن البطولة الأخيرة لليورو، وبناء عليه، فإن الحكاية تشرح تفاصيلها بمجرد ذكر العنوان، الأسماء، أو أي شيء يتعلق بالمباراة النهائية لآخر نسخ كأس الأمم الأوروبية. 

ملعب فرنسا أو ستاد دو فرانس هو الملعب الوطني لفرنسا ويقع في ضواحي باريس وبالضبط في سان دوني. تبلغ سعته 81,338 مقعد وهو بذلك سادس أكبر ملعب أوروبي، ويستضيف اللقاءات الدولية لكلا المنتخبين الفرنسيين لكرة القدم وللرجبي.

كريستيانو رونالدو وأنطوان جريزمان يخطفان الأنظار، دقائق قليلة وتبدأ الدراما، كريستيانو رونالدو يسقط مصابًا وتنهمر دموعه قبل أن يخرج ويترك المباراة النهائية التي تشكل له حلم التتويج بلقب مع منتخب بلاده. 

تمر الدقائق والتعادل السلبي مسيطر، فرنسا أفضل وتشكل خطورة أكبر وأكثر وصولًا إلى المرمى، ولكن في النهاية، لا أهداف، وبناء عليه يأتي دور الأشواط الإضافية، والتي تحمل موعدًا مع الخلاص. 

البديل إيدير الذي لم يظهر فيما بعد ولا فيما قبل أخذ حظه من التاريخ بلقطة واحدة، الهدف التاريخي الذي منح المنتخب البرتغالي لقب اليورو بتسديدة أرضية، صافرة الحكم تنطلق، فرنسا تخسر اللقب على أرضها. 

الحسرة كانت مضاعفة كون المنتخب الفرنسي كان المرشح الأبرز، وكونه غائب عن التتويجات العالمية والقارية منذ 16 عامًا، وكون البطولة أقيمت على أرضهم، وكون كل شيء كان يسير في صالحهم حتى الهدف الذي استقبلوه، يكفي أن أفضل لاعب في العالم في ذلك العام خرج مصابًا، ولكن ربما كان تمهيدًا لطعنة مؤلمة أكثر. 

ضرب تحت الحزام وبطل بالقرعة .. حكايات اليورو (1)

في النهاية وقف جريزمان يتحسر على ثنائية دوري أبطال أوروبا واليورو التي خسرها في شهر ونصف، مباراة نهائية تتلوها أخرى، والألم واحد في صدره، وفي صدر الشعب الفرنسي بأكمله بعد أن لامسوا الحلم وتبخر في آخر المشوار.

إعلان