فاجأ هيرفي رينارد المدير الفني للمنتخب السعودي الجميع بعدم استدعاء عبد الرحمن غريب لمعسكر سبتمبر الجاري الذي سيخوض خلاله الأخضر مباراتين وديتين استعدادًا لنهائيات كأس العالم 2022 في قطر.
الحقيقة أن اختيارات المدرب الفرنسي لقائمة الأخضر حملت الكثير من علامات الاستفهام، أبرزها حول ضم فهد المولد ومحمد كنو وهما لا يلعبان منذ فترة طويلة، واستبعاد خالد الغنام صاحب الموهبة الكبيرة، وبالطبع استمر الجدل حول مركز حراسة المرمى وتحديدًا الإصرار على تجاهل عودة عبد الله المعيوف عن الاعتزال الدولي.
استبعاد غريب حمل صدمة كبيرة للاعب الذي أصر على الرحيل عن ناديه الأهلي بعد هبوطه لدوري الدرجة الأولى والانتقال للنصر بهدف الحفاظ على حظوظه في اللعب مع الأخضر في المونديال الذي سينطلق في الـ20 من نوفمبر القادم.
وما زاد تلك الصدمة قوة هو استدعاء هيثم عسيري مهاجم الأهلي الذي ظل وفيًا لناديه وبقي يُحارب معه في "ظلمات" دوري يلو السعودي، والمهاجم الشاب هو اللاعب الوحيد في الفريق الجداوي الذي يستحق تمثيل الأخضر بالفعل، وربما لو تواجد غيره لتمت دعوته دون النظر لعدم اللعب في دوري روشن السعودي.
رينارد كان قد أوضح موقفه من استبعاد المعيوف، وقد صرح علانية أنه لا يرى دعوة المعيوف للمنتخب السعودي أي وجه من وجوه العدل في كرة القدم، مشيرًا إلى أن محمد العويس وفواز القرني ومن تحمل مسؤولية قيادة الأخضر في تصفيات المونديال هم الأحق في الحصول على شرف اللعب في كأس العالم 2022.
وقد حسم الأمر نهائيًا قبل يومين بقوله للصحفي فيصل عطا عند سؤاله عن سبب استبعاد حارس مرمى الهلال رغم تألقه "لو كنت متزوجًا وخلعتك زوجتك، هل ستُعيدها؟ بالطبع لا".
هنا يظهر لنا أن رينارد أراد توجيه رسالة أخلاقية لجميع اللاعبين تقول أن تمثيل المنتخب الوطني هو واجب وشرف لا يعلوه شيء، وأن الهدف الأول للجميع يجب أن يكون ارتداء قميص الأخضر والتألق به، وأن على جميعهم الامتثال لتعليمات المدرب واحترام قراراته أيًا كانت، وأخيرًا أن المنتخب ليس شيئًا "يُركن" على الرف لحين الحاجة له!
اشترك الآن واحصل على خصم 25% على باقة الرياضة لمدة سنة كاملة تدفع شهريًا
Goal Arتُرى هل أراد رينارد توجيه رسالة أخلاقية جديدة للاعبين السعوديين؟ هل أراد حثهم على الوفاء لأنديتهم وعدم "خيانة" جمهورهم؟ هل امتعض مما فعله عبد الرحمن غريب بالتخلي عن الأهلي وقت الشدة والانتقال للنصر ليُواصل اللعب في دوري المحترفين؟
مما يبدو أن إجابة تلك الأسئلة أقرب ما تكون للإيجاب، لأننا إن تحدثنا فنيًا فلا يوجد أي سبب يدعو رينارد لاستبعاد غريب من معسكر سبتمبر، فهو اللاعب الأفضل في النصر خلال الموسم الجاري، بل يُمكن وصفه بأنه النقطة المضيئة الوحيدة بجانب أوسبينا في ملعب مرسول بارك.
تتعاظم تلك الرؤية مع النظر للخيارات البديلة، من هم لاعبو الدوري السعودي المستدعون من رينارد في خانة الجناح؟ سالم الدوسري البعيد تمامًا عن مستواه منذ انطلاق الموسم ويتعرض لانتقادات واسعة من إعلام وجمهور الهلال، هتان باهبري ونواف العابد اللذان لا يلعبان في التشكيل الأساسي للشباب وينحصر دورهما في البديل الجيد، فهد المولد الذي لم يلمس كرة القدم منذ مارس الماضي.
غريب بأدائه هذا الموسم يتفوق عليهم جميعًا وبفارق جيد جدًا، بل حتى نهاية الموسم الماضي كانت إيجابية وقوية جدًا للاعب، والجمهور والإعلام يرى فيه أحد العناصر التي يُبنى عليها الأمل في تخطي المجموعة الصعبة في كأس العالم والصعود لدور الـ16.
كنت سأقطع الشك باليقين أن استبعاد غريب من المنتخب السعودي يعود لأسباب تتعلق بقناعات أخلاقية لدى رينارد أكثر منها فنية، لكن هذا اليقين هاجمته الشكوك حين قرأت اسم محمد كنو في القائمة! اللاعب الموقوف لارتكابه مخالفة صريحة هي توقيعه على عقدين مع ناديين مختلفين، وهو ما قد يصفه البعض بأنه "لا يصح أخلاقيًا"!
تُرى هل يرى رينارد أن ما فعله كنو يندرج تحت بند "الأفعال المخالفة للاحترافية" في كرة القدم لكنه لا يندرج تحت "الأفعال المنافية للأخلاق والمبادئ"؟ أم أن استبعاد غريب كان مجرد رؤية فنية للمدرب الفرنسي؟ ... وهنا سنخاف أكثر على الأخضر.
Goal Ar



