Real Madrid leipzigPressbox/Getty

درس ألماني منظم وقاسي.. الأفضل فاز وهذا ما لم يعتد عليه ريال مدريد!

انتهت مباراة ريال مدريد أمام لايبزيج بفوز الأخير بنتيجة 3-1، المشكلة ليست في النتيجة أبدًا، لأن من الطبيعي أن يخسر الملكي حتى وإن كان للمرة الأولى في الموسم.

المشكلة الحقيقية تكمن في الأداء، في العرض المتواضع الذي قدمه الملكي في ألمانيا، حيث ظهر ريال مدريد بمستوى غريب لم نشاهده من أول الموسم.

الحقيقة هي أن لايبزيج اليوم ظهر بثوب البطل، بثوب الفريق الأفضل، واستحق الفوز دون أدنى شك، أما ريال مدريد فقد خيب ظن الجميع، وظهر بثوب المستسلم.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

هذا ليس ريال مدريد!

منذ بداية الموسم ولم يخسر الملكي حتى هذه المباراة، الفريق الإسباني يسير بصورة رائعة للغاية في كافة البطولات، وحتى المواجهات الكبيرة في الدوري المحلي لم تستطع توقيفه.

والمثير للإعجاب في منظومة الملكي هذا الموسم هي أنها قوية ومتماسكة بالفعل، فهناك نظام لعب هجومي محدد وفعال، وسهل على ريال تحقيق الفوز في أكثر من مواجهة محلية.

أما عن العرض الذي قدمه ريال مدريد اليوم، فلا يمت لوضعيته الطبيعية بصلة، نحن رأينا فريق يخسر الكرة كثيرًا ويخترق بسهولة، وهذا أمر ليس معتادًا على الملكي.

بالطبع فإن الإصابات كان لها دور كبير في ظهور الملكي بهذا الشكل، نحن نتحدث عن فقدان كريم بنزيما في خط الهجوم، وبالتالي فإن ريال قد خسر العمق الهجومي واللعب على العرضيات.

كما فقد تحركات الفرنسي خارج الصندوق، وتفاهمه الرائع مع فينيسيوس جونيور الذي اجتهد لوحده اليوم في محاولاته للتسجيل.

كما نعلم أيضًا أن لوكا مودريتش قد غاب، وبالتالي ندرك أنه لا يوجد أي لمسات ساحرة في خط الوسط، ونرى ذلك في الفارق الواضح بين أسلوب الأمير الكرواتي وبين إدواردو كامافينجا.

كما يتضح أيضًا في غياب أي تمريرة تكسر الخطوط، أو تضع أحد لاعبي الهجوم أمام المرمى، وبالتالي رأينا أداء متوسط للغاية من لاعبي منتصف الميدان.

real madridGetty Images

وجاءت الضربة القاضية بغياب أفضل لاعب في موسم ريال مدريد الحالي، فالفيردي الذي يقدم عروضًا رائعة للغاية، نعم عوضه أسينسيو بأداء ليس سيئًا.

لكن غياب الأوروجوياني مؤثر للغاية على الرواق الأيمن، فمع تواجد لوكاس فاسكيز في مركز الظهير، فإن الأداء الدفاعي في هذا الجانب ليس في أفضل حال، فأسينسيو لا يساعد زميله بالشكل المطلوب كما يفعل فالفيردي عادةً.

الشاهد من كل ذلك أن الملكي افتقد لاعبيه الذين يحملوه نحو الفوز في أصعب الظروف، لكن هذا ليس عذرًا للظهور بهذا الشكل الغريب.

خسر ريال مدريد في دوري الأبطال، وهذا ليس شيئًا معتادًا، فلم يعتد الملكي أن يخسر في هذه المنافسة، خاصةً حينما لا يكون الطرف الأفضل، لكن القدر شاء أن نرى عدالة السماء وهي تحقق ولو لمرة واحدة في الموسم قبل أن يضرب الملكي الجميع ويحقق اللقب في النهاية كما عودنا.

هكذا يكون الألمان

في بداية الموسم كان فريق لايبزيج يظهر بصورة سيئة للغاية في كافة البطولات، الأمر استمر على هذا الحال حتى جاء المدرب ماركو روزه وتولى مسؤولية النادي الألماني.

ومن بعدها تطور المستوى بشكل ملحوظ، ويمكننا إدراك ذلك من مواجهة الذهاب التي لعبت في سانتياجو برنابيو، نعم، خسر الفريق الألماني، لكنه كان خطيرًا وأزعج ريال مدريد.

واليوم، قدم لايبزيج عرضًا أفضل مما فعله في إسبانيا، الفريق متماسك ولديه نمط ممتاز في الخروج بالكرة والتدرج لحين الوصول إلى المناطق الدفاعية للخصم.

ONLY GERMANY Marco Rose Dortmund BVBImago Images

كما أنه يتمتع برباعي هجومي مدهش، استغلهم روزه في تحقيق عملية حرية الحركة، فيمكننا رؤية كريستوفر نكونكو في مركز المهاجم أو الجناح أو صانع الألعاب، وحدثت أكثر من مرة في اللقاء.

فيما توقعنا رؤية أندريه سيلفا في مركز المهاجم، لكن في بعض الأحيان كان يمكننا رؤيته على الجناح الأيسر قادمًا من الخلف، أو تحت المهاجم يحاول الضغط على توني كروس.

النظام، الفكرة كلها في النظام، النظام هو الكلمة التي تستطيع وصف الكرة الألمانية، الفلسفة كلها تتمحور حول صناعة الأنماط وتكرارها بصورة كبيرة لحين الإتقان.

فاز لايبزيج في ليلة ساحرة من الفريق الألماني، ربما تكون تاريخية أيضًا لأنها ضد ريال مدريد.

إعلان