حقق فريق مانشستر يونايتد الفوز على نظيره وست هام بهدف نظيف سجله ماركوس راشفورد في الدقيقة الـ 38 من عمر اللقاء وبصناعة كريستيان إريكسن.
الفوز جاء بمشاركة البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يظهر أساسيًا في المباراة، وقدم مستويات أقل من المتوسطة بعد أيام من تسجيله في شيريف تيراسبول.
ما قدمه رونالدو من مستويات يجعلنا نتساءل إذا ما كان المدرب الهولندي إريك تين هاج كان على حق بالإبقاء عليه على مقاعد البدلاء لكل تلك الفترة؟
ماذا قدم رونالدو ضد وست هام؟
أرقام رونالدو ضد وست هام خلت من التهديف أو الصناعة وكان له تسديدة واحدة على المرمى ولم يقدم أي تمريرة خطيرة، لكن كان له مراوغتين ناجحتين.




خطة لحرقه!
الجميع يعلم أن رونالدو لم يعد اللاعب الذي كان عليه سابقًا، لكن يبدو أن تين هاج يدرك تمام الإدراك أن ذلك العلم لا يملكه اللاعب البرتغالي نفسه.
ربما أراد تين هاج أن يوصل تلك الرسالة لرونالدو بالدفع به أساسيًا أمام فريق محترم لطالما جعل الأمور صعبة على الشياطين الحمر في السنوات الماضية.
لو تابعت ردود الأفعال على أداء رونالدو في المباراة ستجد غالبية جماهير مانشستر يونايتد تنتقد المدير الفني للدفع به وتنتقد اللاعب نفسه لما يقدمه من مستويات منخفضة.
أحدهم حتى قال إنه لم ير رونالدو يلمس الكرة بما يكفي ويتناسب مع قدراته واسمه الكبير خلال المباراة وأنه لا يعرف ما الذي يقدمه أو يضيفه وهو في عمر الـ 37.
هل يمكن البناء حول كريستيانو رونالدو؟
مما رأيناه في مواجهة وست هام فقط فأن ذلك الأمر يعد مستحيلًا، ومنح البرتغالي 90 دقيقة في مباراة بتلك الصعوبة هو نوع من أنواع التضحية.
نعم التضحية في ظل السباق الشرس كل عام في الدوري الإنجليزي على الوصول إلى أحد المراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا.
وجود رونالدو في الفريق في الوقت الحالي هو مجرد رفاهية، لذلك لا يمكن الاعتماد على وجوده فنيًا بالقدر الذي كان عليه الأمر في السنوات الماضية.
يجب أن يحقق الفريق الاستقلال بنفسه بمنأى عن إمكانات رونالدو، وهو ما حقق تين هاج جزءًا كبيرًا منه بالفعل، لكنه لا يزال في حاجة لبعض العمل.
الإجابة على السؤال بالأعلى هي لا، لا يمكن البناء حول رونالدو من أجل المستقبل، من أجل تحقيق ذلك على رونالدو أن يخرج تمامًا من الصورة فنيًا.
هذا لا يعني الاستبعاد الكامل، لكن يمكن للفريق الاستفادة من خبراته المتراكمة خارج الملعب وفي التدريبات، وداخل الملعب في دقائق محدودة للغاية.
المشروع أهم من أي شخص
كان تين هاج محقًا بما لا يدع مجالًا للشك في بقاء رونالدو على مقاعد البدلاء في الأسابيع الماضية، ولا يجب أن يكون ذلك مرتبطًا برغبة البرتغالي في الرحيل في الصيف الماضي.
بقاء رونالدو على مقاعد البدلاء كان لأن البرتغالي لا يملك من يضيف في فريق يعتمد على ضغط كل لاعب في المنظومة من أجل استعادة الكرة.
واستمراره على الدكة كان لأن صاحب الـ 37 عامًا مهما كان يملك من إمكانات بدنية فلن يستطيع مجاراة شباب مثل جادون سانشو وماركوس راشفورد يستطيعون الركض بطول الملعب وعرضه طوال الـ 90 دقيقة دون أدنى مشكلة.
لذلك على تين هاج أن يتمسك بما كان الأمر عليه قبل أسابيع، وأن يركز على المشروع والبناء للمستقبل أكثر من التركيز على النجوم والأسماء اللامعة.
بيت القصيد
لا نريد أن نتجنى على رونالدو وأن نبني حكمًا من مباراة واحدة ظروفها قد تختلف كلية على بقية الموسم، لكن كل تلك المؤشرات ظهرت خلال الموسم الماضي حتى وهو هداف للفريق، وظهورها من جديد هذا الموسم تحت قيادة فنية مختلفة يجعل الأمر مؤكدًا.
لا يمكن أن يتم البناء حول رونالدو من أجل المستقبل، لكن يمكن البناء في وجوده كعامل مساعد ومحفز وناقل للخبرات والشخصية الكبيرة في صفوف الشياطين الحمر.
في النهاية لن تريد جماهير مانشستر يونايتد أي شيء سوى النجاح لفريقها، سواء كان بوجود رونالدو أو غيابه، هذا أمر لا جدال فيه!
