خطايا "يويفا" و"ماريونيت" بيريز .. دوري الأبطال يحتضر و"السوبر ليج" الفارس المنقذ!

هل تخيلت يومًا أن تحمل مباراة مهما كانت قوتها في دوري محلي أهمية أكبر من مباريات دوري أبطال أوروبا؟ قبل عدة سنوات كنت ستجيبني بالنفي طبعًا، لكن ذلك ما حدث تمامًا مساء الأربعاء 15 فبراير 2023.

في تلك الليلة أقيمت مباراتان في ذهاب دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا، الأولى والأبرز كانت بين بوروسيا دورتموند الألماني وتشيلسي الإنجليزي التي كان من المفترض أن يهتم الكثيرون بمشاهدتها بعدما أنفق "البلوز" ما يزيد عن 600 مليون يورو في سوق الانتقالات، فيما جمعت الثانية بين كلوب بروج البلجيكي وبنفيكا البرتغالي.

أما على مستوى الدوريات الأوروبية المحلية، فقد أقيمت مواجهة نارية جمعت بين آرسنال ومانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي، وواحدة أخرى جمعت بين ريال مدريد وإلتشي في الدوري الإسباني.

توقيت واحد أفسد المتعة!

الأمر السيئ في مباراتي دوري أبطال أوروبا أنهما أقيمتا في نفس التوقيت، على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يمتلك بالفعل موعدين متاحين لإقامة المباريات بفاصل زمني مريح.

الأسوأ، أن مباراة الدوري الإنجليزي انطلقت قبل نصف ساعة من مباراتي دوري الأبطال، فيما أقيمت مباراة الدوري الإسباني في نفس التوقيت.

ذلك الأمر جعل الأنظار تبتعد قليلًا عن مباراتي دوري أبطال أوروبا لصالح مباراة مانشستر سيتي وآرسنال أكثر، بالنظر إلى أن ريال مدريد كان يواجه خصمًا سهلًا وسجل مبكرًا لينهي الأمور.

صحيفة "Relevo" كشفت أن مشاهدات مباراة ريال مدريد عبر النسخة الإسبانية من شبكة "DAZN" الرياضية كانت الأكبر يوم الأمس، على الرغم من وجود مباراة مانشستر سيتي وآرسنال، ومباريات دوري أبطال أوروبا، حتى أنها حققت نسبة مشاهدة أعلى من مباراة بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان يوم الثلاثاء.

أمر آخر يمكن ملاحظته في التغريدات المرفقة في الموضوع من حساب شبكة "beIN Sports" القطرية التي تذيع مباريات دوري أبطال أوروبا والدوريات الأوروبية، فقط لاحظ عدد مرات الإعجاب ومشاهدات الفيديو بين فرصة خطيرة للغاية في مباراة تشيلسي والنتيجة كانت تشير إلى التعادل السلبي، وهدف ريال مدريد الرابع في مباراة محسومة.

هل تقسم قشة السوبر ليج ظهر دوري الأبطال؟

شهد الأسبوع الماضي عودة التكهنات بشأن تنظيم بطولة "السوبر ليج" من جديد، في ظل قيادة ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس للأمر.

الفكرة الجديدة في عودة "السوبر ليج" تستند على الأداء الرياضي بدلًا من الحصول على عضوية مضمونة في البطولة، مثلما كان الحال في النسخة التي تم الدعوة لإطلاقها في 2021.

بيرند ريتشارت الرئيس التنفيذي لمجموعة "A22 Sports Management Group" التي تقف وراء الخطط الجديدة خرج في تصريحات نقلتها شبكة "COPE" الإسبانية للحديث عن المخطط الجديد.

وقال ريتشارت: "أسس كرة القدم الأوروبية في خطر الانهيار، لقد حان الوقت من أجل التغيير، الأندية هي التي تتحمل مخاطر ريادة الأعمال في كرة القدم، لكن عندما تكون القرارات المهمة على المحك، غالبًا ما يضطرون إلى الوقوف مكتوفي الأيادي بينما تنهار الأسس الرياضية والمالية من حولهم".

وأضاف: "السوبر ليج سيكون منافسة مفتوحة تتضمن عدة أقسام، تتكون من 60 إلى 80 فريقًا، وهذا يسمح بتوزيع مستدام للدخل على طول هرم كرة القدم".

واختتم: "يجب أن تكون المشاركة في كل موسم على أساس الجدارة الرياضية، مع عدم وجود أعضاء دائمين، يجب أن يكون نظام التأهل مفتوحًا بناءً على الأداء في المسابقات الوطنية، مما يسمح لجميع الأندية بالوصول إلى البطولة مع الحفاظ على الديناميكيات التنافسية على المستوى الوطني".

الأرباح المقترحة للشكل الجديد من "السوبر ليج" تتخطى مئات الملايين، وستحصل الأندية فيها على الكثير من المال مقارنة بما يحدث حاليًا من "يويفا" مع الأندية المشاركة في دوري أبطال أوروبا.

وقد يكون الجانب المالي دافعًا حقيقيًا أمام أندية إيطاليا وإسبانيا تحديدًا للانخراط في "السوبر ليج"، بالنظر إلى معاناتها اقتصاديًا أمام الأندية الإنجليزية والأندية المملوكة للدول.

بيريز يحرك الخيوط؟

من المعروف أن فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد هو الداعم الأول لإقامة "السوبر ليج" ويسعى جاهدًا لتنظيم البطولة مهما كلفه الأمر.

بيريز يعي جيدًا أن ريال مدريد لا يمكنه منافسة أندية الدوري الإنجليزي ماليًا، في ظل الدخل الكبير الذي تحصل عليه أندية "البريمييرليج" من عائدات البث، ولذلك يروج للأمر كلما سنحت له الفرصة في أي مقابلة.

"السوبر ليج" قد يكون أكثر واقعية للأندية الساعية للخروج من الكبوات الاقتصادية التي تفاقمت منذ جائحة فيروس كورونا، خاصة أن رقعة المشاركة ستكون أكبر بكثير من دوري أبطال أوروبا بشكله الحالي.

ومع الانتصارات المتلاحقة التي يحققها "السوبر ليج" قضائيًا لمنع احتكار "يويفا" لإقامة بطولات الأندية، فإن بيريز يريد أن يرى حلمه يتحول إلى حقيقة.