لا يخفى على أحد أن برشلونة يمر بأزمة حادة على المستوى الاقتصادي، والتضييق مستمر من قبل رابطة الدوري الإسباني عليهم كل عام فيما يتعلق بسقف الرواتب.
إرث الإدارة السابقة هو أمر صعب التعامل معه بكل تأكيد، والخروج المبكر من دوري الأبطال لعامين على التوالي هو أمر يزيد الطين بلة.
لكن كل ذلك لن يشفع لتشافي هيرنانديز ولا جوان لابورتا ولا أي شخص آخر في مكاتب برشلونة أي فشل قد يحدث في الموسم الجديد، بالأخص بعد أن أصبح للفريق بذرة قوية يستطيع الاعتماد عليها مستقبلًا، ونجح في حصد الدوري الإسباني بها بالفعل.
لكن للبناء على تلك البذرة كان يجب على الفريق أن يقوم بعدة انتقالات قوية لدعم المراكز التي ظهر فيها عجز في الموسم الماضي والتي تضررت من رحيل بعض النجوم هذا الصيف.
عدم الدفع لبديل بوسكيتس
مع بداية سوق الانتقالات أعطى برشلونة إشارة واضحة للجميع أن الفريق لن يستطيع القيام بصفقات رنانة كما كان الحال في الموسم الماضي عندما ضم روبرت ليفاندوفسكي وجول كوندي ورافينيا وغيرهم، بالتحديد بعد أن فشل في إعادة ليونيل ميسي.
لكن في الواقع فبرشلونة قد دخل سوق الانتقالات وهو في رأسه خطة واضحة المعالم لدعم خط الوسط بعد رحيل سيرجيو بوسكيتس.
المثير في الأمر هنا أن برشلونة يبدو وأنه يملك الأموال لمراكز أخرى بعيدًا عن مركز بوسكيتس، فرأينا النادي يقوم بضم فيتور روكي بـ 74 مليون يورو سيتم دفعها على فترة طويلة.
وبدلًا من إيجاد بديل قوي لبوسكيتس ذهب ليحاول التوقيع مع أوريول روميو من صفوف جيرونا مقابل مبلغ زهيد.
طلبات تشافي غير مجابة
لكن نعود ونستغرب من جديد الموقف الذي يجد فيه تشافي هيرنانديز نفسه في سوق الانتقالات الجاري، بعد ما حدث في يناير من العام الجاري أيضًا.
المدير الفني للنادي الكتالوني كان لديه رغبة واضحة في الحصول على خدمات جواو كانسيلو، قبل أن تفشل الإدارة في حسم الصفقة التي كانت عبارة عن إعارة فقط من مانشستر سيتي.
ونعود لبداية سوق الانتقالات الجارية عندما ارتبط اسم برشلونة بنجوم كان على رأسهم يوشوا كيميش لاعب وسط بايرن ميونخ كبديل لبوسكيتس، وها هو الآن يستقر على أوريول روميو الصاعد من الدرجة الثانية قبل عام واحد بدلًا من أحد أبرز النجوم في ذلك المركز في العالم.
لغز الظهيرين!
برشلونة لا يعاني فقط في مركز الوسط المدافع، لكن أيضًا في مراكز الدفاع، وبالتحديد على الظهيرين وإن كانت مشكلة الظهير الأيمن أكبر من الظهير الأيسر وهو المركز الذي يوجد فيه أليخاندرو بالدي المبشر للغاية والذي أصبح من الكبار في الموسم الماضي.
رغم أن صحيفة "سبورت" أكدت أن تشافي يريد الدعم في مركز الظهير الأيمن، إلا أن النادي لم يتحرك حتى الآن بشكل جدي وإن كانت تقارير عديدة قد شددت على عكس ذلك.
كذلك هو الحال في مركز الظهير الأيسر، فتشافي يريد بديلًا لبالدي حال تعرض لأي مكروه بعيدًا عن ماركوس ألونسو صاحب المستويات المتواضعة، لكن النادي أيضًا لم يتحرك.
تفسير كتالوني جيد لكنه منقوص
بعض الصحف الكتالوني أكدت أن ذلك الخيار كان بهدف الحفاظ على المواهب الشابة في صفوف لاماسيا في ظل وجود عدة أسماء مبشرة في ذلك المركز.
على سبيل المثال صحيفة "سبورت" تحدثت عن الثنائي هما مارك كاسادو وهو الذي سيسافر مع الفريق في الجولة التحضيرية، بالإضافة إلى جيرارد هيرنانديز.
وأكدت أن ضم روميو سيكون بمثابة رسالة طمأنينة لهؤلاء الشباب، أن النجم الجديد الذي انضم لفريقهم لن يستمر طويلًا في الملاعب، وأن حتى حال لعب أساسيًا فلن يكمل الـ 60 دقيقة في كل مباراة.
ذلك التفسير يوضح بعض الغموض الذي يحيط بصفقة روميو، لكننا لا نستطيع من خلاله أن نفهم التقاعس في إعادة ليونيل ميسي، أو في دعم الأظهرة.
بيت القصيد
ربما نحن بحاجة للانتظار حتى نهاية سوق الانتقالات قبل أن نطلق الأحكام على إدارة برشلونة المقيدة بالفعل بقوانين اللعب المالي النظيف وكوارث إرث إدارة بارتوميو الثقيل للغاية ماديًا.
لكن كما يقال "يظهر الكتاب من العنوان"، لا يبدو أن برشلونة سيقوم بسوق انتقالات جيد أو حتى متوسط هذا العام، بالأخص لو قمنا بالمقارنة بما يقوم به ريال مدريد على الجانب الآخر.
في النهاية لا يسعنا سوى أن ننتظر لنرى إذا ما كان تشافي سيستطيع أن يطبق أفكاره ورغبته في المنافسة على كل الجهات مع كل تلك المشاكل في سوق الانتقالات، أم سيكون ضحية الشجاعة المفرطة ويخسر كل شيء في ظرف عدة أشهر!


