الصفقات الهجومية هوس لدى أندية دوري روش السعودي، ولذا نادرًا ما تجد فريقًا في السعودية يضم لاعبين محليين في تشكيله الأساسي، الجميع يعتمد على الأجانب في مراكز المهاجم والجناح وصانع اللعب .. لكن هذا يضمن لهم التفوق والفوز بالألقاب؟ لا أبدًا!
لاشك أن فعالية الهجوم تلعب دورًا بارزًا وأساسيًا في جمع النقاط والتتويج بالدوري السعودي، لكن لا يجب أن يخدعك أحد ويقول لك أن الهجوم كافٍ لتحقيق الإنجاز، بل هو خط متوازٍ يسير بجانب خط آخر هو الدفاع.
الاتحاد تُوج باللقب في الموسم الأخير دون أن يكون الأقوى هجومًا، بل تفوق عليه وصيفه النصر بفارق 3 أهداف، والعميد نفسه لم يزد عن الشباب صاحب المركز الرابع سوى بـ3 أهداف، لكن العميد كان الأقوى دفاعًا باستقبال 13 هدفًا فقط في مرماه.
كتيبة مارسيلو جروهي وأحمد حجازي وأحمد شراحيلي وطارق حامد تحديدًا هي من قادت الاتحاد للفوز بالدوري السعودي، بجانب العمل الدفاعي المنظم والمذهل من جانب المدرب نونو سانتو، هجوميًا لم يكن الفريق خارقًا للعادة بل مجرد يعتمد على التنقلات السريعة والهجمات المرتدة الخاطفة بعكس فرقًا مثل الهلال والشباب والنصر تمتعت بهجوم شرس جماعيًا وفرديًا.
المثير في الأمر أن الاتحاد ليس الفريق الأول الذي يفوز بالدوري السعودي دون أن يكون الأقوى هجومًا، بل حدث ذلك في 4 مواسم سابقة من تاريخ دوري المحترفين.
المرة الأولى كانت في موسم 2011-2012 حين سجل الشباب 50 هدفًا فقط وتُوج باللقب على حساب الأهلي صاحب الـ60 هدفًا، فيما الثانية حدثت في موسم 2012-2013 الذي شهد معجزة الفتح وتتويجه بالدوري على حساب الهلال رغم امتلاكه 52 هدفًا فقط في رصيده مقابل 62 لمنافسه.
المرة الثالثة كانت خلال موسم 2017-2018 حين سجل هجوم الأهلي 59 هدفًا لكنه لم يستطع الفوز باللقب بل هزمه الهلال رغم أن أهدافه لم تتجاوز الـ47، والمرة الرابعة حدثت في موسم 2020-2021 حين حل الشباب ثانيًا خلف الهلال رغم أنه كان الأقوى هجوميًا بـ68 هدفًا مقابل 60 فقط للزعيم.
هذه الأرقام تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن القوة الهجومية لا تضمن الفوز بالدوري السعودي خاصة في المواسم الأخيرة، إذ خسر صاحب الهجوم الأقوى اللقب 3 مرات في آخر 5 مواسم وهو إشارة واضحة لتنامي أهمية الدفاع في الدوري السعودي مؤخرًا.
هذا الأمر ربما يُفسر سعي الكبار الحثيث هذا الصيف لدعم دفاعهم بمدافعين مميزين كما هو حرصهم على ضم أفضل العناصر الهجومية .. هذا يؤكد أنهم لن يخدعوا مجددًا بجملة "الأقوى هجومًا يفوز بالدوري".