إد وودوارد المدير التنفيذي لمانشستر يونايتد، أعلن رحيله مؤخرًا عن النادي بنهاية هذا العام، على هامش أحداث مشروع السوبرليج، ولكن ماذا بعد؟
الرجل الذي أثار الجدل طوال فترة عمله مع الشياطين الحمر، كان الضحية الأولى للمشروع الذي أصبح الفشل مصيره الحتمي، وسط توقعات بوجود ضحايا آخرين.
هناك العديد من الكواليس الخاصة برحيل وودوارد، الذي كان أحد أهم الأعمدة في هذا المشروع بالتعاون مع فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد وأندريا أنييلي رئيس يوفنتوس.
بداية الانهيار
أندية آرسنال، تشيلسي، مانشستر يونايتد، ليفربول، توتنهام ومانشستر سيتي، كانوا يعملون معًا من أجل الانشقاق عن الاتحاد الأوروبي، والانضمام للسوبرليج الموازي لدوري أبطال أوروبا.
الأمور حدثت كلها بسرعة بحركة تعاون غير مسبوقة بين السداسي، وانهارت سريعًا، أمس الثلاثاء، لينتهي الحلم بعد حركة احتجاجية واسعة من الجماهير الإنجليزية.
موقع "ذا أثلتيك" الإنجليزي، أكد أن انهيار الصرح، أثر بشكل كبير على انهيار وودوارد الذي عمل مع مانشستر لما يقرب من ثماني سنوات.
فشل وودوارد في توصيل خططه إلى أولي جونار سولشاير ولاعبي يونايتد، تسبب في هذا القرار الذي زلزل النادي، بسبب حالة عدم الثقة التي نشأت وبدأت في التصاعد.
أليكساندر تشيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي، وصف وودوارد كأحد الثعابين الذين قادوا هذه العملية، بعد موافقته على الإصلاحات في دوري أبطال أوروبا، وخروجه للمشاركة في السوبرليج باليوم التالي.
خداع الأشرار
Getty Imagesوودوارد أخبر الجميع بنسخة مختلفة تمامًا من الأحداث التي كانت تدور خلف الكواليس، حيث أصر على اتفاقه مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تم بحسن نية.
ومع ذلك جاءت تعليمات جويل جليزر أحد ملاك النادي بشأن السوبرليج، لتساهم في تصاعد الموقف لتغيير ديناميكية توجه مانشستر يونايتد وكذلك وودوارد الذي لم يكن موافقًا على الخطة في البداية.
كانت هناك بعض الشكوك حول المشروع، حيث لم يتم تداول أي اتصالات داخلية بالنادي ولا في اليوم التالي، بينما كان البريد الإلكتروني الأول الذي تلقاه الموظفين بالنادي هو قرار الانسحاب.
استقالة وودوارد وفقًا لموقع "ذا أثلتيك" تشير إلى عدم ارتياحه للموقف داخل النادي، حيث قال مصدر مطلع على التطورات:"الأشرار الحقيقيون مازالوا موجودين حتى بعد رحيله".
موقف اللاعبين
Getty Imagesوودوارد قام بالاجتماع مع 6 لاعبين من مانشستر يونايتد عن طريق الإنترنت، بتواجد أولي جونار سولشاير المدير الفني للفريق.
المدير التنفيذي المستقيل تواجد مع جون مورتو، مدير كرة القدم المعين حديثًا بالنادي الإنجليزي.
نجوم الفريق كانوا في حالة من الارتباك، هاري ماجواير كانت لديه نبرة لم تكن تصادمية، لوك شاو كان فضوليًا، بينما حذرهم برونو فيرنانديش من هذه الخطوة.
صانع الألعاب البرتغالي أصر على أن هذه الخطوة قد تؤثر عليهم في المستقبل، وستعرضهم لخطر الاستبعاد من الدوري الإنجليزي، كما أن السوبرليج لا يمتلك نفس تاريخ دوري أبطال أوروبا.
ماركوس راشفورد مهاجم الشياطين الحمر نشر اقتباسًا من السير مات بوسبي قال فيه:"كرة القدم لا شيء من دون مشجعين".
الخطر الحقيقي
(C)Getty Imagesالإشارة هنا كانت إلى الخطر الحقيقي على مانشستر يونايتد، وهم عائلة جليزر، التي تواجه العديد من الاتهامات المستمرة بالجشع في النشاط التجاري على حساب الجانب الرياضي.
أندية الدوري الإنجليزي لا تشعر بالتعاطف تجاه وودوارد، بسبب قيادته هذا المشروع مع الستة الكبار، حيث كان في نظر البعض مهندسًا للاستيلاء على كرة القدم في العالم.
أحد مدراء الدوري الإنجليزي قال لصحيفة "ذا أثلتيك":"لقد كان قائد عصابة كل الأعمال العدوانية ضد بقية أندية الدوري، وكان لديه المزيد في جعبته".
المشكلة التي سيتسبب فيها مشروع السوبرليج ستظل قائمة حتى بعد نهاية الأمر وانسحاب الأندية، وذلك بسبب حالة انعدام الثقة بين أندية البريميرليج وكبار البطولة.
اقرأ أيضًا .. أنييلي : نهائي دوري الأبطال ليس الأكثر قيمة والسوبرليج اقترب من الفشل
الانهيار مستمر .. ثلاثي إيطاليا وأتلتيكو مدريد ينسحبون من السوبرليج
تبخّر حلم الأثرياء .. كيف تجمّد دوري السوبر الأوروبي قبل أن يبدأ؟
البعض سيتجه الآن في التشكيك بنوايا كبار البريميرليج، وعلى رأسهم مانشستر يونايتد وعائلة جليزر، حيث تتصاعد الأصوات بشكل مستمر للمطالبة برحيلهم.
التركيز على الجانب المالي فقط ومنحه الأفضلية على كل المعايير الأخرى، ظهر في أسوأ صوره من خلال مشروع السوبرليج وسيظل كما هو في أي خطوة مستقبلية.
ماذا بعد؟
(C)Getty Imagesالإقدام على هذه الخطوة كان أكثر أمانًا خلال أزمة كورونا، لأن الجمهور كان سيرد بعنف شديد لو كانت المباريات تقام بتواجدهم، ولكن الغياب لن يستمر للأبد.
الجمهور لا يمكنه نسيان ما حدث، وهذا الموقف سيظل تراكمًا لكل الخطايا التي قامت بها عائلة جليزر على مدار السنوات الماضية.
عائلة جليزر تدرك جيدًا الخطر التي ينتظرها، ومن المتوقع أن تكون أكثر انفتاحًا على بيع النادي في أقرب فرصة ممكنة.
أحد المستشارين عن حركة بيع وشراء الأندية قال لصحيفة "ذا أثلتيك":"تلقيت مكالمتين من مستثمرين آمريكيين كبار بمجرد انتشار الأخبار، وأرادوا معرفة مدى إمكانية شراء هذه الأندية الإنجليزية".
أسعار سهم مانشستر يونايتد انخفضت بشكل كبير بعد انهيار دوري السوبر، التطورات التي تضع عائلة جليزر في مخاطر مستقبلية كبيرة، تمامًا مثل الأمريكي الآخر ستان كرونكي رئيس آرسنال، فهل يكون الاستسلام الحل؟ وتصبح بداية جديدة في تاريخ الدوري الإنجليزي؟