Salah Goal25Goal/Getty

زملاء صلاح في المقاولون: هدف "مارادوني" غير مسيرته، ومدربه السابق: توقعت الكنز!

بمرور الوقت يواصل محمد صلاح كتابة فصول جديدة في مسيرته الاحترافية اللامعة، فبات شغل العالم الكروي بأدائه المذهل فأمسى على كل لسان وزاد صيته الذائع أصلاً، رواجًا في المعمورة.

لا يزال شريط الذكريات يمر على نجم ليفربول والدوري الإنجليزي وهو يفكر في عقده الاحترافي الأول بسن الـ14 عامًا، مغادرته المدرسة مبكرًا للحاق بالتدريب، خوضه رحلة بسيون للقاهرة خمسة أيام كل أسبوع لمدة ثلاث أو أربع سنوات، ركوب ثلاث حافلات أو أربع وأحيانا خمس من أجل الوصول للتدريب والعودة للمنزل.

بات صلاح بفضل كل تلك التضحيات والصعاب في البداية، خير سفير لبلاده مصر وللأمّة العربية، لكن القصة ورائها الكثير من التفاصيل.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

عندما تقلب في ذكريات صلاح الشبابية في صفوف ناشئي المقاولون، ستجد صورة  شهيرة له في محطة قطار برفقة بعض زملائه.

موقع جول نجح في الوصول لاثنين منهم حيث كشفا عن قصتها وبعض تفاصيل بداية توهج صلاح كلاعب.

البداية مع أحمد سعد أحد أبطال الصورة وزميل صلاح السابق في المقاولون ولاعب نادي السكة الحديد الحالي، فأخبرنا عن قصة الصورة قائلاً: "شريف علاء زميلنا هو من قرر أن نأخذ تلك الصورة.. كنا في محطة القطار ونلعب لناشئي المقاولون ونستعد للسفر إلى أسيوط".

وتذكر سعد بدايات صلاح فقال "في إحدى المباريات تحت 16 عامًا لم يكن محمد صلاح جيدًا، وبعد نهاية الشوط الأول، وبخه المدرب بشدة حتى أن صلاح بكى.. وفي الشوط الثاني سجل 3 أهداف".

وتابع: "صلاح لعب في البداية كظهير أيسر وكجناح أيسر، وكان دائمًا يحلم بالاحتراف على عكس أغلب اللاعبين الذين كانوا يفضلون اللعب للأهلي أو الزمالك "أكبر ناديين في مصر".

وأتم حديثه عن شخصية صلاح فقال: "محمد لا يزال يتمتع بالشخصية نفسها، هو على تواصل معنا ومتواضع للغاية".


شريف علاء وقصة الهدف المارادوني وتل الجبل الأخضر

وإلى شريف علاء، ظهير أيسر المقاولون والزمالك السابق، صاحب فكرة التقاط الصورة الشهيرة، والذي ابتعد عن كرة القدم حاليًا لأسباب، فيحدثنا عن بدايات صلاح بالقول: "كان جسمه نحيلاً بعض الشيء، لكنه كان صلبًا".

أضاف: "صلاح كان يقطع مسافات طويلة في وسائل النقل للوصول إلى نادي المقاولون، لدرجة أنه قبل النادي كان هناك مطلع شهير في الجبل الأخضر لنادي المقاولون مساحته حوالي كيلومتر كامل، كان يقطعه مشيًا على قدميه في بعض الأحيان ليصل إلى التدريبات، هذا كان أمرًا شاقًا للغاية عليه!".

وواصل "كان صلاح أساسيًا مع فريق الشباب للمقاولون، لكنه في سنة من السنوات جاء مدرب لم يعتمد عليه بشكل أساسي وقال له أنه لا يصلح للمشاركة بشكل أساسي.. لكن صلاح قاتل في التدريبات وعندما تحصل على الفرصة جعل المدرب نفسه يعتمد عليه باستمرار".

وتحدث شريف عن قصة تصعيد صلاح لأول مرة للفريق الأول: "هناك هدف وهو في الناشئين كان سببًا في صعود صلاح للفريق الأول للمقاولون.. كنا نواجه فريق شباب الزمالك القوي الذي كان يضم عمر جابر ومحمد إبراهيم، وكنا متقدمين بهدف نظيف".

"في العادة عندما تتقدم على فريق كبير تدافع وتلجأ للدفاع، لكن محمد صلاح الذي كان يلعب كظهير أيسر، تحصل على الكرة من منطقة جزائنا، واخترق ومر وتلاعب بكل من قابله حتى منطقة جزاء الزمالك وسجل الهدف الثاني وحسم المباراة".

"عندما حضرنا للتدريب بعد هذه المباراة، فوجئنا أن صلاح لم يعد موجودًا، وعرفنا أنه تم تصعيده للفريق الأول.. كنا نبلغ 15 عامًا، وصلاح فتح أعيننا على فكرة اللعب للفريق الأول وفي الدوري الممتاز. وجود صلاح في الفريق الأول في هذه السن ساعده كثيرًا".

Salah Egypt

مدربه توقع أن يجد الكنز

يعود الفضل في منح محمد صلاح أول فرصة للظهور مع الفريق الأول لنادي المقاولون ولأول مرة في الدوري المصري إلى المدير الفني السابق للفريق محمد رضوان.

رضوان لا ينسى أبدًا تلك الليلة التي اكتشف فيها ضرورة تصعيد لاعب لم يتجاوز الـ16 عامًا من عمره للفريق الأول، وكأنه يشعر بأنه سيجد كنزًا لكن كل ذلك عن طريق الصدفة.

ويقول رضوان: "في 2008 كنت المدير الفني للفريق الأول للمقاولون العرب وقررت مشاهدة مباراة فريق المقاولون تحت 16 سنة. الجهاز الفني المساعد لي تعجب، قال لي وماذا ستحتاج من لاعبين أقل من 16 عامًا؟! لكني كنت مصرًا على مشاهدة المباراة".

وتابع: "في تلك المباراة لفت محمد صلاح نظري وتألق بشدة وقررت فورًا تصعيده للفريق الأول. ولأنه كان يبلغ 15 عامًا لم يكن قوي بدنيًا، فقررنا وضع برنامج غذائي وبدني له".

أضاف: "في نهاية 2008 لعب محمد صلاح أول مباراة له في الدوري المصري الممتاز أمام إنبي. كان يبلغ 15 عامًا و10 أشهر لذلك هو أصغر لاعب يشارك في تاريخ الدوري المصري".

"كان إنبي قويًا للغاية في هذه الفترة، والمقاولون لم يكن في أفضل حالاته، كان صلاح يجري عمليات الاحماء، فقلت له أنك ستشارك، وسألته هل أنت خائف؟ رد بثقة لا يا كابتن!".

وواصل: "طلبت من اللاعبين الكبار في الفريق مساندته ودعمه على أرض الملعب".

وأتم رضوان: "محمد صلاح من الوهلة الأولى كان يمتلك السرعة والموهبة، كان القرار المصيري فقط هو الاستعانة بلاعب صغير ومنحه الفرصة".

إعلان