مايكل إيسيان

حوار جول - مايكل إيسيان عن تحديه الجديد واقترابه من مانشستر يونايتد وتغيرات تشيلسي مع ساري


محمود ضياء    فيسبوك      تويتر

عانق المجد مع تشيلسي في جيل ذهبي فاز بالبريميرليج في مناسبتين وحفر اسمه في سجل الفائزين بدوري أبطال أوروبا وكان من أهم عناصر فريق غانا الذي لعب للمرة الأولى في كأس العالم 2006، مسيرة طويلة لابن الـ36 عامًا مايكل إيسيان.

مسيرة طويلة بدأها مع نادي ليبرتي الغاني، وبعد مستوى مُبهر مع غانا في كأس العالم للشباب تحت 17 عامًا في 1999 انتقل إيسيان بنادي باستيا في فرنسا ومنه إلى ليون وتشيلسي وريال مدريد وإيه سي ميلان ثم باناثنيكوس اليوناني وباندونج الإندونيسي وأخيرًا مع سبائل الإذربيجاني.

تحدي جديد يخوضه الغاني مايكل إيسيان بالتواجد مع فريق سبائل في أذربيجان كلاعب ومدرب بعد مسيرة طويلة في الملاعب الأوروبية.

أحد أفراد الجيل الذهبي لتشيلسي ومنتخب غانا يتحدث في حوار خاص مع جول دوت كوم.

الموضوع يُستكمل بالأسفل
Michael EssienGetty

دوري جديد وتحدي جديد، لماذا فضلت الانتقال إلى سبائل ؟

تعرفت على إدارة النادي خلال زيارتي لحدث خاص بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم، أعجبت كثيرًا بما يريدون تحقيقه، بجانب أن العرض كان يشمل قيامي ببعض مهام المدرب في الوقت الذي أمثل به الفريق كلاعب، وهذا أكثر ما جذبني إلى هنا، خاصة وأنني أنهيت الدورة التدريبية B الخاصة بالاتحاد الأوروبي وأتطلع للمستوى الأخير قريبًا، اللعب والانضمام في الوقت نفسه إلى طاقم عمل تدريب الناشئين حتى أساعد الفريق لتحقيق أهدافه، هو ما دفعني لقبول العرض.

- ما رأيك في الأجواء في أذربيجان في أيامك الأولى هنا؟

المدينة رائعة، أحببتها حقًا. هي مدينة جميلة للغاية وسكانها رائعين، وأنا مستمتع كثيرًا، بالإضافة إلى أن إدارة النادي والمدير التنفيذي وزملائي اللاعبين رحبوا بي بطريقة جيدة جعلتني أشعر أنني بالفعل جزء من عائلة سبائل، لذلك كل شيء على ما يرام.

ما أتطلع إليه هنا أيضًا أن مدينة باكو ستستضيف بعض الأحداث الرياضية الكبرى مثل الدوري الأوروبي في إطار سعي السلطات لتطوير كرة القدم بأذربيجان. من الممتع حقًا أن أكون هنا في هذا التوقيت.

- ما هي طموحاتك مع سبائل؟

ما أطمح إليه في المرتبة الأولى هو أن أساعد الفريق كي ننهي الموسم بشكل قوي. المركزان الأول والثاني تم حسمهما لكن أتمنى أن أقود الفريق في احتلال المركز الثالث وبداية من الموسم المقبل نستطيع أن نبني على ذلك.

يجب أن يكون هدفنا أن نشارك في البطولات الأوروبية وأن نظهر بصورة جيدة، وكذلك أن ننافس على اللقب.

أنا شخص أحب الفوز دائمًا، وأتمنى أن نصل إلى أعلى المستويات ونحقق إنجازًا خاصًا. هذه هي خطتنا.

مايكل إيسيان

-بالعودة لبداياتك مع كرة القدم، الكثير لا يعرف أنك خضت فترة اختبار مع مانشستر يونايتد، حدثنا عن هذه الفترة

بعد كأس العالم للشباب في 1999 تلقيت خطابًا من مانشستر يونايتد لخوض فترة اختبار لمدة أسبوع مع الفريق هناك، لم أصدق وقتها أن واحدًا من أكبر الأندية في العالم قدم لي هذا العرض.

لم أتدرب مع الفريق الأول وقتها وخضت مباراة واحدة من الناشئين أمام ديربي كاونتي ولم تنجح الأمور، السير أليكس فيرجسون رفضني وقتها بسبب عدم توافر البنيان الجسماني المطلوب حسب رأيه وقتها.

تجاوزت الأمر بعدها بالتواجد مع باستيا وليون وطمحت دائمًا للعودة للبريميرليج وهوا ما حدث مع تشيلسي.

- إذا تحدثنا عن مباراة برشلونة 2009 ، كيف شعر اللاعبون بعد الكثير من الحديث عن ضربات جزاء استحقها تشيلسي؟ أخبرنا عما حدث وراء الكواليس

 كان هناك الكثير من الغضب بعد المباراة مباشرة بسبب الطريقة التي انتهى بها كل شيء عندما كان من الممكن أن نحصل على ركلتي جزاء أو ثلاث وتنتهي المباراة بالتعادل في النهاية وتغادر البطولة، لم نكن نستحق الخروج وقتها وتعرضنا لظلم واضح.

شعرت وقتها أن الهدف الذي سجلته لم يعد له أي قيمة فلقد خسرنا فرصة لعب النهائي التاني على التوالي، استغرق الأمر بضعة أيام للتخلص من هذا الإحباط ولكننا امتلكنا وقتها شخصيات قوية للغاية فبعد العودة للتدريبات ولعب المباريات تخطينا هذا الإحساس وعدنا لتحقيق الانتصارات حتى وصلنا لهدفنا بالفوز بالبطولة عام 2012.

- ما هي اللحظة الأفضل في مسيرتك؛ الفوز بالدوري الإنجليزي أم دوري الأبطال أم التواجد في كأس العالم للمرة الأولى؟

الفوز بالبطولات دائمًا يكون شعور مميز ويبرز نجاح الموسم، حققت عديد الألقاب مع تشيلسي ولكن لقب الدوري الاول لي في إنجلترا هو الأقرب لقلبي. بالطبع دوري الأبطال إنجاز تاريخي للنادي ولكن الفوز بالبريميرليج للمرة الأولى له إحساس مختلف.

أما كأس العالم فنحن لم نفز به، لذلك لن أصنفه ضمن الأفضل في مسيرتي مقارنةً بالدوري الإنجليزي ودوري الأبطال رغم أنه كان إنجازًا جيدًا أيضًا.

- لعبت في عديد الأندية حول العالم، فما هي الفوارق بين اللعب في غانا، فرنسا، إنجلترا، إسبانيا، إيطاليا، اليونان، وإندونيسيا؟

جميعها مستويات مختلفة عن بعضها من ناحية طريقة اللعب والإمكانيات وتنظيم المسابقات بشكل عام، بالإضافة إلى الاختلاف في الدعم وجودة الفرق.

لا يمكننا أن نقارن ما بين فرنسا وإنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وبين غانا واليونان وإندونيسيا، المستويات مختلفة تمامًا، الثلاثي الأخير أمامهم الكثير حتى يصلوا إلى ما وصل إليه الرباعي الأول.

الأهم بالنسبة لي أن أجد الشغف والاهتمام لتحقيق الإنجازات وهو ما لمسته في كل الأندية التي لعبت لها، الفارق يكون في الإمكانيات والدعم المُقدم.

مايكل إيسيانGoal

-ما هي الاختلافات بين اللعب مع الأندية والمنتخبات بالنسبة للاعبين؟

 بالنسبة لي في البداية كانت هناك اختلافات كبيرة في أساليب التدريب والتنظيم وكيف يتم الاعتناء باللاعبين بشكل عام. ومع ذلك ، فقد أغلقت هذه الفجوة في السنوات الأخيرة وخاصة على الجانب التكتيكي.

في الأندية تتدرب بشكل يومي مع نفس المجموعة ونخوض العديد من التحديات لذلك تكون هناك فرصة أكبر للانسجام وتطبيق فكر المدرب وهوا ما يساعد بشكل كبير.

مع المنتخب الوطني أيضًا نحن لا نلتقي كثيرًا لذلك يحتاج المدرب لجهد أكبر من أجل إيصال الأفكار للاعبين، الآن مع التطور في المستويات والعقليات أصبحنا نمتلك القدرة على استيعاب الأفكار في وقت قصير وهو ما ساعد على تقليص الفجوة.

إذا سألتني هذا السؤال قبل عدة سنوات لكان الفارق كبيرًا ولكن الآن الفوارق أصبحت بسيطة ولكن يظل اللعب مع الأندية أسهل من المستوى الدولي.

- جيلك في منتخب غانا نجحوا في  الوصول إلى ربع نهائي كأس العالم ولكنكم لم تفوزوا أمم أفريقيا. لماذا لم يحقق النجوم السوداء اللقب القاري لهذه الفترة الطويلة؟

من الصعب أن أشرح الأسباب، لأننا نقدم نفس المستوى والجهد في كلا البطولتين، لكن كرة القدم من الوارد حدوث بها أي شيء، أحيانًا تحاول بكل ما أُتيت من قوة وفي النهاية لا تفوز، المهم أنه تكون واثقًا بأنك قدمت كل ما لديك عندما تأتي لحظة مغادرة الملعب وتخرج مرفوع الرأس.

-الإصابة منعتك من التواجد مع غانا في كأس العالم 2010 والإنجاز التاريخي بالوصول لربع نهائي المونديال، هل يمكن أن تعتبر هذا الجزء الأسوأ في مسيرتك؟

الإصابة هي كابوس لاعب كرة القدم وعندما تأتي في هذا الوقت قبل المشاركة في بطولة بحجم كأس العالم يكون الأمر أصعب.

شعرت بإحباط كبير وقتها ولكنني دعمت زملائي وشعرت بالفخر بهذا الإنجاز الذي أنساني ولو بقدر بسيط غيابي عن المشاركة، لا يمكنني اعتباره الجزء الأسوأ فكل ما مررت به ساعدني على التطور بعد ذلك لأصل لما وصلت إليه الآن.

- ما الذي ينقص غانا حتى تتوج باللقب القاري؟ هل تعتقد أن النجوم السوداء قادرين على خطف اللقب الأفريقي من مصر؟

نحتاج إلى لاعبين جيدين متشوقون للعب والبطولات وإدارة جيدة، بجانب القليل من الحظ.

أنا واثق من أن المنتخب سيقوم بكل ما في وسعه حتى يفوز بكأس أفريقيا 2019، بالتأكيد الأمر لن يكون سهلًا، لأن هناك العديد من الفرق القوية بأفريقيا، والتي تتطلع للفوز، لذلك المنافسة شديدة العام الجاري. ما يمكنني تأكيده حاليًا أن لاعبي غانا جاهزون تمامًا وسيظهرون ذلك في الوقت المناسب.

Michael Essien West Ham v Chelsea Premier League 11092010Getty

- من ترشح للفوز باللقب القادم في مصر؟

هذا سؤال صعب، لأن هناك الكثير من الفرق الجيدة خلال الفترة الحالية وهذا يصعب من مهمة اختيار البطل، فمثلًا لا يمكننا أن غض الطرف عن فرق شمال أفريقيا، خاصة المستضيف مصر في ظل وجود محمد صلاح، ثم غانا ودول وسط أفريقيا كنيجيريا والسنغال والكاميرون، جميعهم أقوياء، وأعتقد أن اللقب لن يخرج من يد إحدى هذه المنتخبات، والأفضل سيخطف اللقب.

يمكنني أن أقول أن اللقب لن يخرج بين فرق مصر والمغرب ونيجيرا والسنغال والكاميرون ولكن الاختيار بينهم الآن سيكون صعبًا للغاية

 كيف ترى ما يحدث في تشيلسي الآن؟ هل من الصواب تغيير أسلوب اللعب الذي اعتاد النادي أن يلعب به ويذهب مع ساري؟

 بالنسبة لي، لا يتعلق الأمر كثيرًا بأسلوب اللعب ولكن بالأحرى كيف يطبق اللاعبون أنفسهم على أرض الملعب بغض النظر عن الأسلوب.

ساري لديه أسلوبه الخاص والذي يحاول تطبيقه مع الفريق الآن، من الطبيعي أن يحتاج لبعض الوقت والدعم من اللاعبين وإدارة النادي للوصول لهدفه، ما يحدث الآن لا يعني فشل أو نجاح الأسلوب ويحتاج لوقت أكبر من أجل الحكم عليه.

 أياً كان الأسلوب الذي يُطلب منك أن تلعبه، كلاعب محترف يمكنك التكيف معه وهذا ما يحاول اللاعبون فعله الآن. المدرب هو القائد ويتعين على جميع اللاعبين الاستماع إليه وتنفيذ تعليماته لصالح الفريق والنادي.

كيف ترى التحول بين جورجينيو وكانتي وكيف يؤثر ذلك على أسلوب الدفاع والخروج بالكرة في تشيلسي؟

 هذا التحول يرجع إلى المدرب ولا يهم ما يفكر به البقية، للمدرب أسلوبه في اللعب وهو من يرى اللاعبين كل يوم في التدريب ويعرف نقاط قوتهم وضعفهم. لذلك على هذا الأساس، إذا قرر أن يلعب هذا اللاعب هنا والآخر في مركز مختلف، فلا يوجد شيء يستطيع أي شخص فعله.

كل ما يمكننا فعله كمشجعين لتشيلسي هو دعم الفريق للفوز بغض النظر عن أماكن اللاعبين.

كانتي وجورجينيو يستطيعان اللعب في كلا المركزين ولديهما قدرات كبيرة لذلك ما يراه المدرب هو الأصح، وكما ذكرت سابقًا فالوقت هو من سيحكم على نجاح أو فشل تبادل المراكز أو الفكر بشكل عام.

لن أكون متفاجئًا من نجاحهما مستقبلًا بعد التكيف على مهام المراكز الجديدة أو حتى تعديل أسلوب المدرب بالعودة للوضع قبل ذلك فهو الأجدر بالحكم على هذا.

مايكل إيسيانGoal

- تشيلسي كانت وجهة للعديد من اللاعبين الأفارقة منذ بداية هذا القرن ، سواء كانوا من الشباب أو النجوم. لماذا تغير هذا في رأيك في الآونة الأخيرة على الرغم من الجودة العالية للاعبين الأفارقة؟

لست متأكدًا من أنه قد تم تغييره عمداً، فاستقطاب اللاعبين على الاحتياجات المحددة وتفضيل المدرب لبعض النوعيات، وفي الوقت الحالي يبحث النادي عن لاعبين في مكان آخر بدلاً من إفريقيا. هناك الكثير من اللاعبين الأفارقة في أكاديمية تشيلسي لذلك نأمل أن ينضجوا بالشكل الكافي للعمل مع الفريق الأول.

 يقوم مدربي الأكاديمية بعمل رائع مع الشباب الآن سواء الأفارقة أو لاعبين من جنسيات أخرى وأنا متأكد بأنه في المستقبل القريب سنرى فرصة لهؤلاء الشباب مع الازدياد الكبير في أسعار اللاعبين ووجود عدد مهول من اللاعبين في أكاديميات تشيلسي إضافةً إلى المعارين الذين سيفيديون الفريق بشكل كبير.

-كيف ترى تطور اللاعبين الأفارقة في أوروبا هذه الفترة؟ لدينا صلاح وماني ومحرز وأوباميانج وغيرهم الكثير. ما الذي يحتاجون إليه لنرى فائزًا جديدًا بالكرة الذهبية من إفريقيا بعد جورج وياه؟

 إنهم بحاجة إلى مواصلة العمل بجد واللعب بشكل جيد ومن ثم ستأتي الجوائز. استغرق الأمر وقتًا طويلاً من جورج وايا ليفوز بالكرة الذهبية وكان عليه أن يعمل بجد للتغلب على بعض اللاعبين الكبار.

 التحدي ذاته يواجهه اللاعبون الأفارقة الحاليون فلاعبين مثل كريستيانو وميسي استثنائيان لدرجة أنه لم يكن من السهل كسر سيطرتهما على الكرة الذهبية ولكن الآن أصبح الأمر ممكنًا بعدما رأينا مودريتش يفوز بها العام الماضي.

عليهم أن يواصلوا العمل فمستوى التنافس أصبح أقوى الآن وحتى بعد رونالدو وميسي فهناك عديد اللاعبين القادرين على الفوز بالكرة الذهبية وإذا واصلوا اللعب في مستويات عالية لفترات طويلة فقد يفوزون بها في أقرب وقت.

-هل يعتبر صلاح من بين أفضل الأفارقة في التاريخ؟

 إنه بالتأكيد في طريقه ليصبح واحداً من أفضل اللاعبين وعليه مواصلة العمل بجد واللعب بشكل جيد. أعتقد في السنوات القليلة القادمة سنتحدث عنه باعتباره واحدًا من الأفضل في تاريخ إفريقيا بدون شك.

رأيناه يحطم الأرقام مع ليفربول الموسم الماضي ويفوز بجائزة الأفضل في إنجلترا وساعد مصر في العودة لكأس العالم بعد غياب ووصل لنهائي دوري أبطال أوروبا. لم يكن محظوظًا بالإصابة في المباراة النهائية.

الآن أمامه فرصة للفوز بالدوري الإنجليزي مع ليفربول وبطولة إفريقيا مع مصروعديد التحديات في المستقبل بالتأكيد، عليه أن يواصل العمل بنفس القوة ويسطر لنفسه تاريخًا يضعه ضمن الأفضل في العالم.

لقبين للدوري الفرنسي ومثلها للسوبر مع ليون تبعها مسيرة حافلة مع تشيلسي فاز فيها بالبريميرليج في مناسبتين وكأس الاتحاد ثلاث مرات  وكأس الرابطة مع لقب دوري أبطال أوروبا الأول في تاريخ البلوز زينت جميعها مسيرة تاريخية لواحد من أفضل لاعبي الوسط الأفارقة في التاريخ.

إعلان