حاوره - أحمت يافوز
الأسد الفرنسي بافيتيمبي جوميس، أصبح واحدًا من أساطير نادي الهلال السعودي، رغم أنه لم يقض سوى عامًا واحد فقط داخل جدران الزعيم حتى الآن، ولكنه نجح في الوصول إلى قلوب عشاق الموج الأزرق.
لا يختلف 2 حول إمكانيات المهاجم الفرنسي صاحب الـ34 عامًا، والذي استطاع أن يقود الهلال للتتويج بلقب دوري أبطال آسيا الغائب عن الزعيم 20 عامًا.
المهاجم الفرنسي أجرى حوارًا مطولًا مع النسخة العربية من موقع جول، تحدث فيه عن كل شيء يخصه شخصيًا، وأيضًا عن نادي الهلال.
حوار أكثر من ممتع ستتعرف خلاله عن كل شيء يخص جوميس داخل الملعب وخارجه، خلال السطور التالية..
- في البداية، متى علمت أن لديك غريزة تسجيل الأهداف؟
مبكرًا للغاية، حينما كنت صغيرًا أحببت مشاهدة لاعبي كرة القدم، المهاجمين وخاصة ديدييه دروجبا والعديد من الأسماء الكبيرة مثله، وسريعًا أصبح كل منهم مثلي الأعلى.
بعد ذلك كان علي القيام بالمثل مع أصدقائي في المدرسة، وفي التدريبات، حيث بدأت أتعلم كرة القدم. وجود أشخاص كتييري هنري ودروجبا و(نيكولاس) أنيلكا أمر غريب، لأنني بعد 10-20 سنة لعبت مع هنري وأنيلكا في المنتخب الوطني.
كان إحساسًا جيدًا أن يتحول الحلم إلى حقيقة، وقد كان أمرًا جميلًا.
- في سن الـ25 عدت للدراسة بعدما توقفت في الـ15، أي بعد 10 سنوات، كيف كانت حياتك حين كنت صبيًا؟
حين ولدت كان الحالة صعبة .. لدي 9 إخوة وأخوات وأبي كان يعمل وأمي كانت تعتني بالعائلة، وحينما يكون لديك أطفال كثر لا يمكن الاعتناء بهم جميعًا ومشاهدة ماذا يفعلون في المدرسة، عليك الاعتناء بنفسك.
نعم، يمكنك الذهاب إلى المدرسة لكن أيضًا يجب عليك الاعتناء بنفسك، وحين تنشأ في منطقة تكون الحياة فيها صعبة، ذلك جعلني أسلك الطريق الخطأ.
لدي ندم كبير لأنني لم أكن جيدًا في المدرسة وحين أصبحت لاعب كرة قدم، كنت خجولًا من عدم امتلاكي مستوى عالٍ حين كان يتحدث الناس عني، عن الحياة وعن أمور أخرى بخلاف كرة القدم. لم أكن مرتاحًا لهذا.
بعد ذلك قلت لنفسي، حسنًا، فلنقم بخطوة للعودة إلى المدرسة، كي أصبح رجلًا أفضل يومًا بعد يوم، وكانت تجربة جميلة بالنسبة لي.
- هل كان لديك عمل بعيدًا عن كرة القدم حين كنت في الـ15؟
لا، لأن واجبي كان أن ألعب كرة القدم.. لم أرد أن أمتلك أي عمل، أردت أن أفعل كل شيء لأصبح لاعب كرة قدم. أعتقد أن هذه الروح وهذا الطموح جعلاني ناضجًا للغاية في صغري وصنع الفارق.
- أنت طويل للغاية، كمهاجم لا نرى خاصة في هذه الأيام الكثير من اللاعبين ذوي الطول الفارع على أرض الملعب، لذا حين كنت صغيرًا هل كنت تلعب كمهاجم منذ البداية؟
نعم، كنت مهاجمًا، المهاجم رقم 10 بعقلية هجومية دائمًا. لكن هذا طبيعي، فالكثير من الأفارقة طوال، هكذا هو مثلي الأعلى دروجبا، جورج وياه وأيضًا من جلطة سراي شعباني نوندا. لقد كانوا اللاعبين الذين تعلمت منهم الكثير.

- أنت أيضًا رياضي وتقوم بتسديدات أكروباتية بطرق متعددة، جسدك في حالة مختلفة. ما هو السر وراء ذلك؟ هل تلعب رياضات أخرى بعيدًا عن كرة القدم كي تصبح أكثر مرونة؟
أنا أعمل بجد بعد التدريبات. أبقى بعد كل تدريب لمدة نصف ساعة لتكرار طريقة التسجيل، لأنني بالطبع أملك الموهبة لكن يجب العمل كل يوم.
أردت النجاح تعرف أنه من المهم العمل أكثر من اللاعبين الآخرين، وتلك التفاصيل تصنع الفارق.
- بالطبع، خاصة أنك الآن في الـ34 لكنك ما زلت في أفضل حالاتك .. ما السر وراء ذلك، هل عليك القيام بعمل أكثر؟
العمل، إنه العمل لكي أكون محترفًا وكي تهتم بكل التفاصيل: ماذا تأكل، متى تنام. لدي فريق خاص قريب مني: الطبيب، أخصائي العظام، مساعد ومدرب شخصي. هذه هي التفاصيل التي يجب الاهتمام بها: نفسك وجسدك.. وإذا احترمت جسدك ستحترم طريقة لعبك، ستتحسن وستقدم مستويات عالية دائمًا.
- عندما كنت شابًا ذهبت لأكاديمية سانت إيتيان، ماذا تعلمت هناك؟
تعلمت أن أكون رجلًا، لأنني أتيت كطفل أفريقي مهاجر وكان علي أن أستمر في التحول إلى رجل لديه أشياء كثيرة جيدة.
كان علي أن أحترمكل الناس، أتعلم ثقافات أخرى لأن ثقافتي لم تكن الأفضل. تعلمت أمور كثيرة وهذا أفضل شيء، لأن كرة القدم بها الكثير من الأمور التي نحتاجها اليوم. لو لم أكن لاعب كرة قدم لما كنت لأتي إلى دبي أو السعودية أو اسطنبول.
بسبب كرة القدم، تعلمت الكثير من الأمور، أصبحت أعرف الكثير من اللاعبين والتقيت بأناس رائعون، وكرة القدم تعطيك هذه الفرصة ولا أتوقف أبدًا عن قول شكرًا لكرة القدم، لأنني حققت كل شيء بسببها.
- يبدو واضحًا أنك تحب علاقة حبك بكرة القدم..
نعم، لهذا حين كنت في جلطة سراي أحبني الناس لأننا امتلكنا رابط حب واحد. وحين أتيت إلى السعودية أحبني الناس لأنني رجل بسيط ولا أحب أن أمتلك الكثير من الغرور، لأنني أعتقد أنك حين تلعب بقلبك وحين تكون تحت الضغط سيدعمك الناس بالكثير من الحب.
هذه هي هويتي وهكذا علمني أبي الحياة، لقد تعلمت هذا من والدي وأريد أن أعلم هذا لابني وأن أشاركه مع الناس.
- والآن أنت تتحدث مع المشجعين عبر حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنك ما زلت متصلًا على سبيل المثال بالمشجعين في تركيا، في فرنسا والآن في السعودية.. كيف تستطيع القيام بذلك، كيف تستطيع الحفاظ على نفسك مع ذلك التواصل، خاصة مع المشجعين؟
بأن أكون حقيقيًا، لأنني لا أملك أحدًا يدير هذا الأمر لي. أنا وحدي أستخدم حساباتي وأحيانًا حين تكون لدي فكرة أعبر عنها. والمشجعين عليهم أن يعرفوا أنني لم أحضر أي شيء، إنه فقط مجرد شعور طبيعي. المشجعون يحبون هذا لأنهم سيشعرون أنهم أكثر قربًا مني، وهذا هو الأهم.
فمثلًا بالأمس كنت في المستشفى للجراحة والعديد من المشجعين أتوا واستطعنا أن نتحدث وأن نشارك ذلك على سبل التواصل الاجتماعي، وهكذا أرى كرة القدم. بالطبع لدينا لاعبي كرة القدم، لكن علينا أيضًا أن نشارك بعض الوقت أحيانًا مع المشجعين، لأن كرة القدم جميلة بسبب دعم المشجعين للفريق، وهم جزء مهم من اللعبة.

- دعنا نتحدث عن إياب نهائي دوري أبطال آسيا. في الشوط الثاني أضعت عدة فرص وكان هناك توتر كبير. حين كانت النتيجة 0-0 ولم تستطع التسجيل وأهدرت الفرص، ماذا كان يدور برأسك؟
أنت تعلم، مثل هذه المباريات يجب أن تحضر لها. تعلم أنك ستحصل على الفرص، لكن حين تكون مهاجمًا كبيرًا وتحصل على الفرص، فهذا لأنك تقوم بقراراك جيدة وتتحرك جيدًا، والكرات تأتي.
وحين تخسر فرصة عليك القول لنفسك أنك ستنجح في التالية، لأنك تشعر أنك جيد وأن المدافع لا يمكنه إيقافك. حين تأتي الفرصة، وبالطبع أتت متأخرة في المرة الأخيرة لكنها أتت، الأمر يتطلب مهاجمًا كبيرًا لاتخاذ القرار الجيد في الوقت المناسب.
الحمد لله أنني سجلت وساعدت زملائي على الفوز بهذه الكأس بعد 20 سنة (آخر فوز في 2000). لقد كان ذلك صعبًا لكننا فريق قوي للغاية، لسنا زملاء بل 20 من الإخوة. لدينا روح جيدة وكنا محظوظين بوجود رئيس جيد، قيادة جيدة دائمًا تدعمنا ومدرب جيد.
هذا العام كان جيدًا لأن الهلال تعلم من الأخطاء السابقة، وهذا العام غيروا تفاصيل كثيرة، لأن كرة القدم ذات المستوى العالي متعلقة دائمًا بالتفاصيل وأنا أحب طريقة وشخصية الهلال، مشجعينا وقيادتنا في دعم اللاعبين وأيضًا دعم اللاعبين لبعضهم البعض للفوز بهذه المباراة.
- وأتت تلك اللحظة وسجلت الهدف، ثم بدأت تبكي.. ما الذي جعلك عاطفيًا للغاية في تلك اللحظة؟
جميع المهاجمين عاطفيون، فكي تصبح مهاجمًا جيدًا وتسجل الأهداف عليك أن تكون قريبًا من الناس، فأنت تحظى على الكثير من الحب حين تكون مهاجمًا. بعض المشجعين يكونون سعداء يوم الإثنين بعد نهاية الأسبوع لأنني أسجل الأهداف وأجعلهم سعداء بفوز الهلال أو جلطة سراي، وبعد ذلك يظهر الناس لك الكثير من الحب والاحترام.
أيضًا الكثير من التضحيات، لأنني حين أستيقظ في الصباح أحيانًا أرغب في تناول ما أريد مع عائلتي، لكنني لا أستطيع فعلي أن أقوم بالتدرب. أود أحيانًا الذهاب في عطلة لكنني لا أستطيع، حيث ينبغي علي أن أعمل لأصبح لائقًا. أحيانًا أريد الذهاب للتمتع مع أصدقائي لكنني لا أستطيع، لأن علي التفكير في أن غدًا لدي تدريب والناس يثقون بي وعلي أن أكون لائقًا لأكون جيدًا.
وكل تضحية قمت بها للفوز بهذه الكأس وحين خسرت الكثير من الفرص ثم سجلت، لم أستطع (منع نفسي من البكاء)، بعدما رأيت الناس يأتون من الرياض إلى اليابان (وخسرنا)، بعدما خسرنا في العام الماضي كل الكؤوس. دائمًا قلنا لأنفسنا أن آسيا هي هدفنا وآسيا هي حلمنا، وحين فهمت أهمية الفوز بهذه الكأس، أن أكون الهداف وأن أصبح اللاعب الأفضل بالطبع .. كل ذلك جعلني أبكي.
لأن الكثير من الناس مثل مساعدي بوراك، زوجتي، عائلتي، أمي، كل الناس يدعمونني في الأوقات الجيدة السيئة، وحين يأتي الوقت الجيد ونحن بشر يكون البكاء طبيعيًا، لأنني أحب الهلال وأنا سعيد للغاية لأنني فعلت ذلك لأجل عائلتنا في الهلال.
- فلنقل أن هذا هو أفضل إنجاز في مسيرتك ..
نعم، الفوز بدوري الأبطال هو واحد من أفضل اللحظات في مسيرتي. الحمد لله أنني كنت محظوظًا بمسيرة جيدة، لقد عشت تجربة رائعة مع جلطة سراي، كانت فريدة من نوعها. لعبت للمنتخب الوطني وتلك كانت لحظة قوية، لعبت أيضًا لمارسيليا وهذا كان فريقي في الصغر، وكنت قريبًا من عائلتي لذا حين كنا نفوز كنت أشارك ذلك وأستمتع مع أصدقائي في مدينتي.
لكن، الفوز بدوري الأبطال مع الهلال، هذا كان الهدف الذي جلبني من تركيا. لقد قالوا لي أنهم منذ 20 عامًا لم يتمكنوا من الفوز في آسيا ونحن نريد لاعبين يمكنهم أن يجعلوننا فريقًا قويًا، وأنت لديك الخبرة لقيادة هذا الفريق لإعادة هذه الكأس إلى الرياض بعد 20 سنة. وحين تحقق هذا الحلم، لم يكن سهلًا لكن كانت التجربة رائعة.
- الآن ستذهبون إلى قطر لكأس العالم للأندية، هناك أندية كبرى مثل ليفربول وفلامنجو. إلى أي مدى تعتقد أن الهلال يمكنه الذهاب؟
كرة القدم هي تفاصيل، سوف نرى.. إذا فزنا بدوري الأبطال لأننا نملك الجودة، علينا الآن أن نقاتل، أن نعمل بقوة، أن نكون جاهزين، أن نمتلك الروح اللازمة وأن نتعامل مع كل مباراة تلو الأخرى، لا أن نقول حسنًا علينا أن نواجه ليفربول في النهائي، الأمر ليس كذلك.
علينا أن نحترم كل الفرق، الفريق الأول سيكون الترجي التونسي وهم فريق جيد للغاية وعدواني. لدينا الوقت للاستعداد، آمل أن نفوز ونواجه فلامنجو وأن نتعامل مع كل مباراة في وقتها وحينها سنرى، مثل دوري الأبطال.
- ما الفارق هذا الموسم؟ تبدون فريقًا أقوى مع رازفان لوشيسكو .. ماذا تغير؟
الروح والثقة .. في كرة القدم حين يكون اللاعبين الأسوأ بالأمس ثم يصبحون غدًا الأفضل، كل شيء متعلق بالثقة، الطريقة التي تتحدث بها.. والمدرب لوشيسكو هو أكثر من مجرد مدرب بالنسبة لنا، فهو يأتي ليتحدث معنا ودائمًا حين تواجه مشكلة يمكنك الذهاب إلى المكتب والتحدث معه عنها وعن حياتك.
اليوم لدي إصابة وقد اتصل بي 3 مرات، وهذه هي تفاصيل صغيرة مهمة للغاية، فحين تتحدث مع لاعبيك وتشارك الكثير من الأوقات معهم، سيمنحونك هم أيضًا الكثير في المقابل. أحب طريقة إدارته، لقد التقيت بالكثير من المدربين وأيضًا طريقة إدارة فاتح تريم لفرقه مثل هذه، منح الكثير من الحب للَّاعبين واستقبال الكثير منهم، وهذه هي الطريقة التي رأيت بها كرة القدم وأحبها بهذه الطريقة.
- كمهاجم، تحتاج للدعم من خط الوسط.. كيف يعمل الأمر في الهلال؟
أنا محظوظ للغاية أن لدي فريق جيد للغاية، الأفضل في آسيا. أنا محظوظ أنني سجلت الكثير من الأهداف في مسيرتي، لكنني أحتاج دائمًا للدعم من الجناح أو من لاعب وسط جيد، وهذا يظهر جيدًا في هدفي الأخير في النهائي حيث يمكنهم رؤية كارييُو يقوم بعمل جيد ويمنحني تميرة هدف عظيمة للغاية.
- من هو أفضل صديق لك في الهلال، هل هو محمد الشلهوب؟
نعم، إنه أسطورة.. بالنسبة لي هو ليس رجلًا، بل ملاكًا. لديه قلب كبير للغاية ومثل هؤلاء اللاعبين يظهرون قيمة الهلال. لقد كان اللاعب الوحيد المتبقي من الفريق الفائز بدوري الأبطال قبل 20 سنة وقد قلنا أننا نريد أن نفعلها لأجل الشلهوب، لأنه حين يأتي كل يوم نبتسم، فهو إيجابي مع كل لاعب.
حين لا نكون في مزاج جيد أو لا نحقق نتيجة جيدة، يأتي ويفكر دومًا بطريقة إيجابية، وخبرة الشلهوب مهمة للغاية للهلال لكن أيضًا لجميع اللاعبين السعوديين. إنه الآن في الـ38 ويلعب في دوري الأبطال في هذا المستوى ويسجل، دائمًا يصل إلى التدريبات أولًا وحين نركض يكون الشلهوب دائمًا الأول، وهذا أمر مهم للغاية.
- ماذا عن العيش في السعودية؟ أنت هنا منذ عامين تقريبًا وها هي البلاد تفتح أبوابها للسياحة. البلد تتغير، فكيف تشعر حيال ذلك؟
لهذا كان مهمًا للغاية الفوز بهذه الكأس لأجل السعودية، لأن السعودية بالنسبة لي واحدة من أجل البلاد في العالم. قبل ذلك لم يكن لديهم سياح كثر، لكنني زرت الكثير من الأماكن وعرضتها على حسابي على إنستجرام وقد كانت أماكن جميلة للغاية في السعودية، كما أن الناس هنا لطيفون للغاية ودومًا دافئون.
أشعر أنني بخير وكأنني في بيتي في السعودية، وفي المستقبل أعتقد أننا سنرى السعودية تعود لتصبح واحدة من أقوى الدول في العالم. أؤمن بذلك، فهنا لدينا في كرة القدم والسياسة بعض الأشخاص الأقوياء ذوي الرؤية الجيدة. آمل وأؤمن أن السعودية ستكون دولة قوية ومهمة للغاية.
- كما أن هناك ثقافة كروية هائلة في البلاد..
نعم، ليس فقط الهلال وحده هنا. هناك الكثير من الفرق الجيدة، العديد من المشجعين الجيدين لكل فريق. كل أسبوع أسافر إلى النصر، الاتحاد، الشباب والأهلي ودائمًا الملاعب تكون ممتلئة ويمكنك الشعور بأن هذه بلد كرة قدم.
- هل تعلمت بعض العربية؟
نعم، سوف أبدأ الأسبوع المقبل حصصًا للُّغة العربية.
- حقًا؟ ماذا تعرف بالعربية؟
لقد تعلمت بعض الكلمات: قهوة، كيف حالك، بعض الكلمات. أشعر أنني بخير هنا وصدقني أنا محظوظ لامتلاك هذه الهوية في فريقي وزملائي رائعين جميعهم.
- هل ترى الهلال قادرًا على تحقيق الثلاثية هذا الموسم؟
الهلال يلعب كل مباراة للفوز وبعد ذلك سوف نرى، فالأمر لا يعتمد فقط علينا، قد يعتمد على إصابة، على مشكلة. كرة القدم تفاصيل، وعلينا أن نتعامل كما قلت مع كل مباراة تلو الأخرى ثم سنرى.
لكن ما أنا واثق منه أنه لا يوجد فريق أكثر طموحًا من الهلال، والهلال فريق كبير للغاية ويمكنك رؤية هذا من المشجعين الذين لا يقبلون الهزيمة أبدًا، وهذا يدفع اللاعبين بشدة لعدم تقبل الهزيمة وارتداء قميص الهلال دائمًا للقتال لكي نصبح الملوك.
- قبل عدة أشهر تلقيت شبلًا صغيرًا كهدية. كيف شعرت حيال الأمر؟
لقد تفاجأت للغاية من مجيء الرئيس ومنحي أسدًا هدية. ذلك كان قبل عام الآن وقد أصبح الشبل أسدًا حقيقيًا الآن وبسببه فزنا بالدوري (2017-18) (مازحًا). لقد كانت هدية جيدة للغاية وقد لمستني.
- هل تذهب لرؤيته؟
نعم، لا يمكنني العيش مع الأسد بالطبع لكن أحيانًا أذهب لرؤيته. أحيانًا لا يكون سعيدًا للغاية لكن لا بأس بذلك.
- أنت الآن في الـ34 من عمرك وكرة القدم تتطلب الكثير من الطاقة، كما أنك تنافس في دوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية. هل لديك أي خطط للاعتزال؟
لا، لا أفكر بهذه الطريقة. دائمًا ما قلت أنني ما زلت شابًا. أنا أستمر في أن أصبح قويًا، وإذا علمت ذات يوم أنني لم أعد أملك نفس الشغف ولم يعد بوسعي صنع الفارق، سوف أتوقف. لكن حتى الآن ما زلت أشعر أنني قوي للغاية، أحب عملي وأنا سعيد للقيام دومًا ببعض التضحيات. أريد اللعب لعامين أو ثلاثة أعوام أخرى، أعتقد أن ذلك سيكون كافيًا.
لا أعلم شيئًا عن مستقبلي لأن عقدي ينتهي بعد 6 أشهر، لكن لدي ثقة كبيرة في كرة قدمي ولدي علاقة كبيرةمع الهلال. سوف نجتمع قريبًا للحديث عن مستقبلي واتخاذ القرار الأفضل للهلال لأنه النادي الذي أحترمه كثيرًا، وأيضًا لي لأنني أعتقد أن مشجعي الهلال والإدارة قدمتت لي الكثير من الحب. سوف نتخذ القرار الأفضل لنا.
- لا نرى الكثير من اللاعبين في السعودية يلعبون في أوروبا، ماذا ينقص اللاعبين السعوديين؟
لا ينقصهم أي شيء، الأمر متعلق فقط بالثقافة. أؤمن أنهم في المستقبل سيبدأون في السفر لمحاولة اللعب في بلدان أخرى، لأن السعودية بدأت تنفتح وهي بلد كرة قدم والناس هنا يحبون اللعبة. أيضًا سيكون جيدًا رؤية صبي من البلاد يلعب في فرنسا أو إنجلترا، لأنهم يملكون المستوى للبدء في المشي قريبًا، واللاعبون يعرفون كيف يصبحون محترفين: كيف تأكل، متى تنام، حين يكون لديك تدريب يكون عليك التعلم مبكرًا للغاية.
أثق أن بعض السعوديين يومًا ما سيذهبون لتحقيق النجاح في أوروبا ويعودون، مثل محمد صلاح في مصر الذي عاد للمنتخب الوطني وقاتل معه. سوف نرى سعوديين، إماراتيين أو قطريين جيدين للغاية، لا أعلم لكن هذه المنطقة في حالة استيقاظ جيدة للغاية. السعوديون خاصة يمكن مقارنتهم بالبلدان الإفريقية، لأن الناس هنا يحبون كرة القدم وحين تكون في الشارع تجد الكثير من الناس يلعبون كرة القدم ولا يكون لديهم شيئًا سوى حب كرة القدم.
لهذا لا يمزح مشجعو الهلال أبدًا فيما يتعلق بحب الهلال، لأن هناك شغفًا بكرة القدم في السعودية، ومثل هذا الشغف يمكن إيجاده في أفريقيا، البرازيل، الأرجنتين وتركيا أيضًا. إذا عمل السعوديون بجدٍ في الأكاديمية سيمتلكون الكثير من اللاعبين الموهوبين في المستقبل، وسيحظون بالنجاح في أوروبا وفي كأس العالم إن شاء الله.

سلمان (الفرج) هو القائد، إنه يملك الشخصية والجودة. آمل أن يمنح هذا الفوز بدوري أبطال آسيا بلدنا ولاعبينا المزيد من الثقة كي يصبحوا لاعبين مهمين وينضجوا بشكل مبكر أكثر.
- هل تعطيهم هذه النصائح في التدريبات التي تعلمتها من تركيا، مارسيليا إلخ..؟
نعم بالتأكيد، أنا هنا أيضًا لمساعدة زملائي، لكن أؤمن أنهم رجال جيدون ولاعبون عظماء ولا يحتاجون للكثير من النصيحة. إنهم لاعبون موهوبون ولذلك نفوز.
- هل لديك أي طقوس تقوم بها تجعلك متفائلًا قبل المباراة؟
لا، أنا دائمًا إيجابي. حين أذهب للملعب أكون في وضع الأسد، أفكر دائمًا في أن علينا أن نكون الفريق الفائز، أن نصبح اللاعبين الفائزين.
دائمًا ما أفكر هكذا، وبالطبع أحيانًا لا تلعب جيدًا ويكون عليك أن تتعلم من أخطائك وتعود للتدريبات، من أجل أن تقاتل وتتدرب أكثر لتصبح لاعبًا أفضل وتقدم أداءً عظيمًا. لهذا يجلبونني، وأنا دائمًا أقاتل لكي أصبح لاعبًا عظيمًا.
- لقد قضيت بعض الوقت في تركيا، هل تفتقد العيش فيها؟
أفتقد اسطنبول كثيرًا. أنا سعيد في الرياض لكن التجربة التي عشتها في اسطنبول لعام واحد كانت رائعة. لدي حقًا علاقة قوية مع الأتراك ولدي حلم بالعودة إلى اسطنبول بعد تجربتي في الرياض، لأن عائتلي تشعر أنها بخير في هذه المدينة والأتراك رحبون للغاية.
لا يهمني إذا ما كان المشجعون يدعمون فناربخشه أو جلطة سراي، بالنسبة لي أشعر أنني مثل الأتراك، حين أذهب لشرب القهوة في مكان صغير أرى الناس حقيقيين يبتسمون دومًا، أحيانًا لا يكون لديهم أي شيء في الحياة لكنهم يعطونك البسمة والحب. هذه المدينة لا تصدق وهي رائعة، وتلك الطاقة في اسطنبول ... أنا سعيد لأنني زرت العديد من المدن، لكن اسطنبول فريدة.
- يبدو أنك تفضل اسطنبول على مارسيليا..
بالطبع، أحب مدينتي، مسقط رأسي، لكن ما أشعر به في اسطنبول أشبه بحين تلتقي أحيانًا بشخص تحبه ولا تعلم لماذا. هكذا الأمر حين التقيت اسطنبول.
لا أذهب إلى أماكن كثيرة لأنني بحاجة للاعتناء بمستواي وينبغي علي أن أرتاح، مثلما قلت أنا في الـ34 من عمري وعلي أن أهتم بجسدي وأرتاح بعد التدريب، لذا لا يمكن الذهاب للخارج. سوف أزور اسطنبول حين أعود، لكن الناس، المكان، المواقع التاريخية كلها رائعة. إنها غنية للغاية فيما يتعلق بالثقافة، بالطعام .. كل شيء يمكنك إيجاده في اسطنبول، هذه المدينة رائعة للغاية، 24 ساعة في اليوم.
- بعيدًا عن كرة القدم، ما هي هواياتك في الحياة، كيف تقضي وقتك؟
أنا أرتاح وأقضي وقتي مع عائلتي، لأنك حين تكون لاعب كرة قدم دائمًا ما تسافر، تذهب للتدرب ولا يكون بوسعك قضاء الوقت مع العائلة. فقط أن ترتاح وتقضي بعض الوقت مع العائلة والأطفال، هذا مهم للغاية.