عبد الرزاق حمدالله النصر الوحدة دوري أبطال آسياGetty Images

كيف تخلق المشاكل وتُصبح مديونًا؟ النصر يُعطي مثالًا رائعًا

حين تكون مديونًا، تحاول ترشيد نفقاتك لتتخلص من الديون أولًا، هذا أحد مبادئ النجاح ماليًا في الحياة ... وأحد أسباب الفشل أن تزيد من ديونك بشراء شيء ما، والفشل الأكبر أن تزيد ديونك بشراء شيء ليس مهمًا بالنسبة لك بل ربما يضرك. هذا ما فعله تمامًا النصر.

لجنة الكفاءة المالية في وزارة الرياضة السعودية أعلنت أن ديون النصر بلغت 136 مليون ريال سعودي تقريبًا، وعدم تسديده إياها يعني منعه من قيد اللاعبين في فترة الانتقالات الصيفية الجارية.

النصر لم يتحرك حتى الآن بجدية في هذا الملف، بل كان نشاطه موجهًا تجاه إبرام المزيد من الصفقات وإنفاق المزيد من الملايين، بالتعاقد مع أندرسون تاليسكا وفينسنت أبو بكر، وإن كنت لا أختلف مع الصفقة الأولى لكني أضع علامات استفهام عديدة على الثانية.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

توقعت حين تم الإعلان عن الصفقة أن اللاعب الكاميروني يلعب جناح أو صانع لعب أو حتى مهاجم متحرك، ليتواجد بجانب عبد الرزاق حمدالله في خط الهجوم بدلًا من بيتي مارتينيز أو نور الدين أمرابط، لكني صدمت حين علمت بعد بحث أنه يلعب مهاجم متقدم ولا يلعب إلا في هذا المركز الذي يشغله الهداف المغربي.

مرت أسابيع على تعاقد النصر مع لاعب بشكتاش السابق وحتى الآن لا يوجد أي حديث عن إمكانية رحيل حمدالله عن النصر، لماذا إذًا التعاقد مع مهاجم آخر سيحصل سنويًا على راتب قدره الإعلام السعودي بـ4-6 مليون يورو؟

النصر بإبرام تلك الصفقة أعطى المثال الأفضل لأي نادٍ يُريد أن يُصبح مديونًا ويخلق مشاكل كبيرة في غرفة ملابسه، لأن أولًا حمدالله وأبو بكر لن يجلس أحدهما على دكة البدلاء للآخر، ولا مجال كذلك لتواجدهما معًا على أرض الملعب إلا في فترات قليلة وظروف خاصة .. بالتالي التنافس بينهما سيضر الفريق، لأننا هنا لا نتحدث عن لاعبين عاديين بل نجمين كبيرين لهما سمعتهما وماضيهما الممتاز.

وثانيًا، النصر هكذا ستحمل راتبين ضخمين جدًا للاعبين أحدهما بديل للآخر! لماذا هذا الإهدار للمال؟ أتفهم الإقدام على تلك الخطوة وسط رفاهية مالية ووجود فائض كبير في الميزانية، لكن ليس وأنت مديون بـ136 مليون ريال ومطالب بسدادهم قبل أغسطس القادم.

قد يقول قائل أن مستوى حمدالله تراجع في الموسم الماضي، حسنًا .. هذا أمر مُعرض له الجميع خاصة مع ظروف الموسم واللاعب والفريق الاستثنائية من إصابات وكورونا وأزمات إدارية وفنية، ولاعب بقيمة حمدالله وما قدمه يستحق أن يُمنح فرصة لاستعادة مستواه.

وإن كان النصر قد توصل إلى قناعة بأن رحلة حمدالله انتهت معه ويجب التعاقد مع مهاجم آخر، كان على الإدارة التخلص من اللاعب أولًا سواء بتسويقه أو فسخ عقده، ومن ثم ضم بديله.

لا أحد يُنكر جودة المهاجم الكاميروني، لكن هل النصر بحاجة له في ظل تواجد حمدالله؟ الإجابة قطعًا لا، وما يجب أن يحدث الآن هو التخلي عن الهداف المغربي قبل انطلاق الموسم الجديد لتوفير المال والأهم لمنع أي مشاكل في غرفة الملابس من شأنها أن تُفسد موسم الفريق تمامًا.

المشكلة التي قد تُواجه إدارة مسلي آل معمر أن التخلص من حمدالله لن يكون سهلًا، خاصة مع راتبه المرتفع وتراجع مستواه في الموسم الماضي، وكذلك حاجة النادي للتخلص منه .. مما يعني أن العالمي سيلجأ لفسخ العقد ومنح اللاعب قيمته كاملة أو محاولة التوصل إلى تسوية ودية والخروج بأقل الأضرار.

إعلان