زهيرة عادل فيسبوك تويتر
دعونا نعود للوراء عشر سنوات، موسمًا مختلفًا، مليئًا بالحماس، افتقدته الكرة المصرية آنذاك وكانت في حاجة لعودته لتعود روح المنافسة الحقيقية بعد سيطرة الأهلي على اللقب لمدة أربع سنوات متتالية دون وجود صراع حقيقي، عن موسم 2008-2009 نتحدث..
هذا الموسم شهد منافسة من نوع مختلف، عاد الإسماعيلي للمنافسة على اللقب مع الأهلي في ظل تراجع كبير في نتائج الزمالك، الذي احتل وقتها المركز السادس في جدول الترتيب برصيد 42 نقطة.
الدراويش يحققون انتصارات متتالية مع اقتراب الموسم على نهايته، في الوقت الذي فقد به الشياطين الحمر ست نقاط بثلاثة تعادلات متتالية قبل النهاية بثلاث جولات، ليفتحوا مجالًا للإسماعيلي للاقتراب منهم، لكنه لم يكن فقط اقتراب بل تساويا في النقاط بالفعل.
تبقت جولة واحدة فقط، والأهلي في الصدارة بـ60 نقطة متساويًا مع الإسماعيلي في النقاط، كلٌ منهما يحتاج هدية من الآخر كي يقتنص اللقب، الشياطين الحمر في مواجهة طلائع الجيش، والكتيبة الصفراء في ملاقاة الترسانة.

حقق الدراويش فوزًا سهلًا، فمن الأساس هبط الشواكيش في هذا الموسم إلى دوري الدرجة الثانية محتلين المركز قبل الأخير بـ24 نقطة فقط من 30 مباراة، ليختتموا الموسم بهزيمة بثلاثية أمام الإسماعيلي، سجلها مهاب سعيد ومحمد حمص وعبد الله السعيد في الدقائق 11 و63 و83، فوزًا مريحًا للدراويش، في الجهة المقابلة كانت الأجواء مشتعلة..
الأهلي في مواجهة مستعصية أمام الطلائع، انتهى شوطها الأول بالتعادل السلبي دون أهداف، ليس فقط ذلك بل أن الفريق العسكري تمكن من افتتاح الشوط الثاني بهدف في الدقيقة 52 من عمر اللقاء، من تسديدة صاروخية من قوس منطقة الجزاء بأقدام أحمد عبد الله، هي التسديدة الوحيدة للطلائع وتمكنوا من من وضع المارد الأحمر في موقف صعب، رغم أن الأخير أتيحت للاعبيه عديد الفرص، لكن عابهم سوء إنهاء الهجمات.
في الدقيقة 66، أرسل سيد معوض عرضية متقنة داخل منطقة الجزاء، وصلت إلى محمد أبو تريكة، الذي ترجمها برأسية في الشباك مدركًا التعادل.
الدقائق تمر ثقالًا على جمهور القلعة الحمراء، وصلنا إلى الدقيقة 2+90 والتعادل يهدي اللقب للدراويش، لكن وبمهارة فردية رائعة استلم أحمد فتحي الكرة من تمريرة حسام عاشور، ومر إلى داخل منطقة الجزاء مراوغًا مدافع الطلائع ثم مطلقًا تسديدة قوية، سكنت الشباك، وسط اعتراضات واسعة من الجهاز الفني للطلائع، وأضاف بعدها محمد طلعت الهدف الثالث في الدقيقة 6+90، ليتساوى الأهلي والدراويش في النقاط بـ63 نقطة، ويلجأ الاتحاد المصري لمباراة فاصلة لحسم بطل الموسم.

في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الأحد 24 مايو 2009، استاد المكس بالإسكندرية يشهد اللقاء الفاصل، الذي يديره طاقم تحكيم إسباني يترأسه كارلوس فيلاسكو كاربالو.
الأنجولي أمادو فلافيو أنهى المباراة مبكرًا لصالح الأهلي بهدف من رأسية في الدقيقة الخامسة من عمر الشوط الأول بعدما استقبل عرضية من مواطنه جيلبرتو من ركلة ثابتة، ليتوج الأهلي بطلًا للدوري للمرة الـ34 في تاريخه.
قد يعتقد البعض أن الأمور انتهت عند ذلك، لا جديد الأهلي بطلًا للدوري للمرة الخامسة تواليًا، لكن الإسماعيلي لم يجعل الأمور تمر مرور الكرام، وطالب باحتساب اللقب لصالحه بعد مرور ست سنوات..
بعد أن اعتزل أبو تريكة خرج معترفًا بعدم صحة هدفه في الطلائع، حيث أكد أنه دفع المدافع كي يسجل الهدف، قائلًا: "هي دفعة طبيعية، لكن لو كان حكم المباراة قد سألني، كنت سأعترف أن هناك خطأ لصالح الطلائع إلا أنه لم يفعل".
كذلك محمد كمال ريشة؛ الحكم الذي أدار لقاء الأهلي والجيش، أكد هو الآخر عدم صحة هدف الماجيكو: "من المستحيل أن يكون كافة قرارات أي حكم في المباريات صحيحة، الحكم الأفضل هو الأقل أخطاءً، ودفع أبو تريكة لمدافع الجيش استحالة أن أراها، لأن اللعبة سريعة وهناك كثير من اللاعبين أمامي، لكن بعد أن رأيتها في التلفاز فبالفعل هناك دفعة، وليس من العين أن أعترف بخطأي، لأن حتى كأس العالم تحدث به أخطاء"، وهنا قرر مجلس القلعة الصفراء اتخاذ موقف..
في يونيو 2015، أصدر مجلس إدارة الإسماعيلي برئاسة محمد أبو السعودي آنذاك، بيانًا رسميًا يطالب به الاتحاد المصري لكرة القدم فتح تحقيقًا في أسباب خسارته للقب الدوري موسم 2008-2009.
وطالب مجلس الإسماعيلي في خطابه بالتحقيق في اختيار محمد كمال ريشة لإدارة مواجهة الأهلي أمام طلائع الجيش بالجولة الأخيرة، خاصة مع عمله في قناة الأهلي عقب اعتزاله التحكيم
الدراويش كذلك تسائلوا عن أسباب تعيين ما وصفوه بالحكم الإسباني المغمور، لإدارة المباراة الفاصلة، كونه ليس على حجم الحدث، مهددين باللجوء للمحكمة الرياضية حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
كل هذا كان له دافعًا يرجع إلى أيرلندا، فقد فتح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ملفات الظلم والتشكيك، مما أسفر عنه منح الاتحاد الأيرلندي خمسة ملايين يورو، لتعرضه للظلم في مواجهة فرنسا الشهرة، حيث سجل تيري هنري هدفًا بيده، أهل الديوك إلى كأس العالم 2010 وأطاح بالأيرلنديين، وفقًا لما أكده جون ديلاني؛ المدير التنفيذي للاتحاد الأيرلندي، بهدف عدم اتخاذ الأخير أي إجراء قانوني ضد فيفا بعد أن اشتعل الغضب في البلاد.
في النهاية، بقى الأمر كما هو عليه، واصل الأهلي سيطرته على اللقب، ولم تنجح محاولات الدراويش.


