الجميع يتذكر سيطرة إشبيلية على الدوري الأوروبي في الفترة بين 2014 و 2016، ثلاثة بطولات متتالية جعلت الفريق الأندلسي هو الأكثر تتويجًا بها، لكن هناك شيئًا ربما لا يعلمه الجميع، أن رحلة السيطرة على البطولة خلال القرن الحادي والعشرين لم تبدأ في ذلك الحين.
إشبيلية توج بالبطولة مرتين متتاليتين منذ 12 عامًا، نعم بهذا الجيل الذي ضم فريدريك كانوتيه ولويس فابيانو وسيرخيو راموس وداني ألفيش وخيسوس نافاس والبقية، موسمي 2006 و 2007 كانا بداية تتويجات إشبيلية التي لم يكن أحد يتوقع أنه سيصبح الأكثر تتويجًا بالبطولة بعد 10 سنوات فقط من تتويجه بها لأول مرة.




ومن أجل نهائي 2007 تحديدًا نحن هنا..
مسرح اللقاء كان هامبدن بارك في مدينة جلاسجو بأسكتلندا، طرفا النهائي من بلد واحدة؛ أسبانيا، تلك التي فاز طرفان منها أيضًا بنهائي المسابقتين الأوروبيتين الأخيرتين في 2006، برشلونة بطلًا لدوري أبطال أوروبا وإشبيلية بطلًا للدوري الأوروبي، الجدير بالذكر أن كأس السوبر الأوروبية انتهى بفوز إشبيلية على برشلونة بثلاثية نظيفة حينها.
السيطرة الإسبانية تتواصل في الدوري الأوروبي، في الوقت الذي يودع فيه الإسبان دوري الأبطال مبكرًا يجتمع إشبيلية وإسبانيول في نهائي البطولة الأقل أهمية، بمسماها القديم "كأس الاتحاد الأوروبي" لا بد أنك تعلم قصة المسمى تلك، فتاريخ تغييرها إلى الدوري الأوروبي ليس بالبعيد.
مشوار إشبيلية حتى النهائي لم يكن صعبًا، يتأهل وصيفًا لمجموعة تضم إي زد الكمار الهولندي، وسبورتينج براجا البرتغالي، وسلوفان ليبيريتس التشيكي، وزيوريخ السويسري، نعم كانت المجموعة حينها تضم خمسة فرق، ليس 4 فقط كما هو النظام اليوم.
يتخطى ستيوا بوخارست الروماني في دور الـ 32، ثم شاختار دونتسيك الأوكراني في دور الستة عشر، ثم الحلقة الأصعب في ربع نهائي البطولة توتنهام هوتسبيرز الإنجليزي، قبل أن يقصي مواطنه أوساسونا ــ مفاجأة البطولة حينها ــ من الدور نصف النهائي في مباراة دراماتيكية بين ذهابها وإيابها.
على الجانب الآخر، إسبانيول يتصدر مجموعتع التي ضمت أياكس أمستردام الهولندي، وزولتة فاريجيم البلجيكي، وسبارتا براجا التشيكي، وأوستريا فيينا النمساوي، ثم يقصي ليفورنو الإيطالي من دور الـ 32، ومن ثم مكابي حيفا من الكيان الصهيوني من دور الستة عشر، ثم بنفيكا البرتغالي من الدور ربع النهائي، وأخيرًا فيردر بريمن الألماني من نصف النهائي.
يحين موعد النهائي، ذلك الذي سيعطي لقبًا منتظرًا لقطب كتالونيا الأضعف، وإما سيحافظ لإشبيلية على لقبه الذي فاز به قبلها بعام لأول مرة في تاريخه.
Gettyإسبانيول يدربه من؟ مدرب برشلونة الحالي الذي نعرفه جميعًا إرنستو فالفيردي، بينما يقود خواندي راموس إشبيلية، وهو مدرب ريال مدريد المؤقت سابقًا.
إسبانيول ــ فالفيردي ــ يبدأ المباراة بالـ 4/4/2، ويبدو أن قصة هيامه بهذا الرسم التكتيكي لا تبدو وليدة الموسم الحالي ولا الموسم السابق، إيراثوث في حراسة المرمى، توريخون والراحل داني خاركي في قلب الدفاع، زاباليتا على اليمين ودافيد على اليسار، رباعي وسط الملعب هورتادو ورييرا وروفيتي ودي لا بينيا، خلف الثنائي راؤول تامودو ولويس جارسيأ.
على الناحية الأخرى يبدأ إشبيلية بالـ 4/3/3، أندرياس بالوب في حراسة المرمى، بوريتا ونافارو في قلب لدفاع، داني ألفيش على اليمين ودراجوتينوفيتش على اليسار، ثلاثي الوسط مكون من بولسين وأدريانو ومارتي، خلف ماريسكا ولويس فابيانو وفريدريك عمر كانويته.
المباراة بدأت بشكل ساخن، لم تكن فترة جس النبض والتي تحضر عادة في النهائيات حاضرة في ليلة جلاسجو، أدريانو كوريا الذي سينتقل لاحقًا إلى برشلونة يسجل هدف التقدم لإشبيلية سريعصا، بعد مرور 18 دقيقة فقط من عمر شوط المباراة الأول، قبل أن يعدل رييرا النتيجة لصالح إسبانيول بعدها بـ 10 دقائق فقط.
الشوط الأول ينتهي على وقع التعادل بهدف لمثله، والشوط الثاني يشهد العديد من الفرص الضائعة من هنا وهناك، مع تألق لافت لحارس مرمى إشبيلية أندرياس بالوب.
وقت أصلي ينقضي، لنصل إلى الأشواط الإضافية، تلك التي لم تقل إثارة عن ما حدث في الوقت الأصلي، فريدريك كانوتيه يسجل الهدف الثاني لإشبيلية في الدقيقة 105، قبل أن يعدل البديل جوناثان دومينيجوس النتيجة لصالح إسبانيول بعدها بـ 10 دقائق، لينتهي الوقت الإضافي على وقع التعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما.
احتكم الفريقان لركلات الترجيح، إشبيلية يبدأ مطمئنًا بشكل أكبر نظرًا لخبرة أندرياس بالوب في التعامل مع ركلات الجزاء، فضلًا عن تألقه في المباراة نفسها بشكل لافت، بينما إسبانيول يتسلح بالروح التي اكتسبها من عودته في النتيجة قبل 5 دقائق فقط من نهاية الوقت الإضافي.
بدأت ركلات الترجيح، وأضاع لإسبانيول كلًا من لويس جارسيا وصاحب هدف التعادل دومينجوس وتوريخون، بينما سجل له والتر وبانياني فقط.
على الجانب الآخر، أضاع داني ألفيش فقط من إشبيلية، بينما سجل كل من كانوتيه وإيفيتسا ودراجوتينوفيتش وأنتونيو بويرتا، ليحسم إشبيلية اللقب بأربعة ركلات مقابل اثنتين.
حكايات نهائي الأبطال (1) - 2004.. حين توج بها مورينيو مع بورتو
إشبيلية يحافظ على لقبه ويحقق لقبه الثاني في تاريخه والثاني تواليًا، وهي ثالث بطولة قارية يحصدها الفريق في 12 شهرًا فقط، ويبدو أن هناك مرحلة تاريخية ستبدأ، تلك التي سيستكملها الفريق على يد أوناي إيمري بداية من 2014، تلك التي سنتطرق إلى تفاصيلها حين يأتي الوقت، لن نحرقها لك الآن على أية حال.
