دائمًا وأبدًا يكون المنتخب الأرجنتيني مرشحًا للحصول على أي بطولة يدخلها حتى لو لم يكن في أفضل حالاته ولو كان يمر بأسوأ فتراته تاريخيًا.
وهكذا كان الوضع في بطولة كوبا أمريكا التي أقيمت عام 1995 في الأوروجواي بمشاركة 12 فريقًا تم تقسيمهم على ثلاث مجموعات كل مجموعة من أربعة فرق.
أوقعت القرعة المنتخب الأرجنتيني مع كل من الولايات المتحدة وبوليفيا وتشيلي وبالفعل حقق الفريق الأرجنتيني الفوز في أول لقائين أمام كل من بوليفيا وتشيلي وضمن الصعود لدور الـ 8.
في المقابل حقق المنتخب الأمريكي الفوز في مباراة وحيدة أمام تشيلي وخسر ضد بوليفيا وكاد يودع البطولة أو يصعد كأفضل ثالث في أفضل الأحوال ليجد نفسه في مواجهة صعبة بدور ربع النهائي أمام المستضيف أوروجواي متصدر المجموعة الأولى، فمواجهة الجولة الأخيرة ستكون أمام متصدر الترتيب وواحد من أقوى منتخبات البطولة الفريق الأرجنتيني.
كل الأمور تسير في اتجاه تحقيق المنتخب الأرجنتيني للفوز الثالث، خاصة أن ضيفه في أمريكا الجنوبية الولايات المتحدة لا يملك من العناصر ما يساعده على أي نتيجة أخرى.
خرج روبيرتو أيالا نجم فريق بارما الإيطالي في ذلك الوقت والمنتخب الأرجنتيني ليزيد من التوقعات بالنسبة للشعب الأرجنتيني وقال لصحيفة "جارديان": "مع كامل احترامي لهم، أنا لا أعرف الكثير عن عناصر المنتخب الأمريكي بالرغم من أنهم لعبوا في كأس العالم بالعام الماضي".
كلمات أيالا كان لها تأثير السحر على عناصر المنتخب الأمريكي، وأضافت خيارات دانييل باساريلا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني في ذلك الوقت لتلك المباراة المزيد من الحماس لنجوم فريق الولايات المتحدة.
باساريلا اختار أن يريح عددًا كبيرًا من عناصره الأساسية لعلمه التام أنه قد حسم الأمور وصعد لدور الـ 8، ولأنه لم يكن لديه خوفًا كبيرًا من قبل الولايات المتحدة التي كانت في حاجة للفوز بثلاثة أهداف نظيفة حتى تصعد في المركز الأول بدلًا من فريقه.
Getty"تلك الكلمات حمستنا، واختيارتهم للمباراة أيضًا، كان لدينا نوع من الاتفاق على أن الجميع سيحمي زملائه، وأن أحدًا لن يترك زميله يقع دون أن يكون في ظهره، لو قام أحدنا بمحاولة فاشلة للحصول على الكرة سيحصل عليها من خلفه، هكذا كانت الأمور، وهكذا وقعت في المباراة"، كانت تلك كلمات إريك وينالدا هداف المنتخب الأمريكي مؤخرًا في روايته لما حدث.
وأضاف وينالدا: "في الطريق لملعب المباراة سمعت دييجو سيميوني يصيح ويشتم ويسب في عناصر فريقي، سيميوني كان يتوعد الجميع بالضرب، التفت حولي وسألت زميل لي هل يدرك أننا نفهم اللغة الإسباني؟ لكن يبدو أنه كان يعلم ذلك".
المباراة بدأت ونفذ عناصر المنتخب الأمريكي وعدهم لبعضهم البعض، فكانت الشراسة هي السمة الغالبة على الأداء، وبدا فورًا على وجوه المنتخب الأرجنتيني.
نجح المنتخب الأمريكي في فرض الأسلوب البدني على اللقاء وفشل نظيره الأرجنتيني في تمرير الكرة والاحتفاظ بها أمام القوة البدنية والاندفاع الرهيب للفريق الشمالي، بل زاد ضغط أبناء العم سام حتى أحرزوا الهدف الأول.
الذهول نال من الجميع بما فيهم عناصر المنتخب الأمريكي الذين قرروا أن المباراة لم تنتهي، وتعاملوا معها على انهاء مشاجرة في الشارع كما وصف وينالدا في تصريحات له حيث قال: "أبي أخبرني وأنا صغير ونصحني أنني عندما أتشاجر في الشارع يجب أن أكون أول من يسدد اللكمات لخصمي، وأنه يتوجب علي أن أجعل تلك اللكمات قوية، وعندما يقع الخصم لا يجب أن أتركه يقوم من جديد، وعلمنا أن المنتخب الأرجنتيني يستطيع أن يقوم، لذلك استمررنا في توجيه اللكمات لهم بينما هم على الأرض".
جاء الهدف الثاني قبل انتهاء الشوط الأول، فدخل نجوم المنتخب الأمريكي لغرف الملابس وهم على دراية في حاجتهم لهدف إضافي لتصدر المجموعة، هم حققوا هدفهم الأساسي بالفعل واقتربوا من الفوز لكن عنجهية المنتخب الأرجنتيني التي ظهرت في تصريحات ما قبل المباراة وتغييرات المدير الفني للألبيسيلستي بالإضافة لطموحهم في خصم أقل صعوبة بدور ربع النهائي زادهم اصرارًا على تسجيل الهدف الثالث.
وبالفعل وفي الشوط الثاني بالرغم من دفع منتخب الأرجنتين بسيميوني وعدد من التغييرات تلقى الفريق الهدف الثالث وخسر بثلاثية نظيفة صعد بسببها المنتخب الأمريكي لدور الـ 8 متصدرًا مجموعته وواجه المكسيك بينما صعد الأرجنتين ثانيًا وواجه البرازيل وخرج بركلات الترجيح.
