في عام 2004 لعب آرسنال أمام بورتسموث في كأس إنجلترا في ملعبه المميز فراتون بارك وحقق آرسنال فوزًا 5/1، لكن الغريب أن جمهور بورتسموث كان يهتف لآرسنال ولعرضه الرائع ووجه تحية خاصة لتيري هنري، الذي انبهر بما كان يسمعه.
عندما عاد آرسنال في وقت لاحق من ذلك الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد تأكيد فوزه بالبطولة التي حققها بسجل لم يهزم فيه، أمضى مشجعو بورتسموث معظم الشوط الثاني يغنون باسم هنري، والبعض ترجاه للتوقيع لبورتسموث.
قام هنري عقب المباراة بارتداء قميص بورتسموث وذهب لكل أرجاء الملعب ليحُيي جمهور "البومبي".
وقال هنري عقب المباراة "كان ارتداء قميصهم في أرضهم هو الشيء الوحيد الذي يمكنني فعله لإعادة شيء ما إليهم".
"لم أر ذلك في حياتي من قبل من جمهور منافس. آمل أن يعني ذلك شيئًا. لن أنسى تلك الليلة في فراتون بارك لأنك تعلم أن الكثير من الناس يقدرون ما تفعله. من يدري ماذا سيحدث في المستقبل".
وبحسب مايكل كوكس في كتاب "ذا ميكسر" يقول "شعرت أن هنري ينتمي إلى الدوري الممتاز ككل وليس آرسنال فقط".
حتى جوزيه مورينيو يعد أحد المعجبين بجمهور بورتسموث، وفي عام 2018 عندما كان يتولى تدريب مانشستر يونايتد وبعد فوز 2/0 على هدرسفيلد وصف ملعب أولد ترافورد بأنه "ملعب هادئ".
ثم قارن أولد ترافورد مع فراتون بارك وقال "إنه ليس بورتسموث"، متذكرًا أجواء الملعب الذي وصفه بالمذهل عندما كان مسؤولاً عن تدريب تشيلسي".
Gettyومن المعروف أن جمهور بورتسموث، الذي ينافس في الدرجة الثانية ويأمل في الصعود للتشامبيونتشيب، لديه ارتباط لا حدود له بناديه.
"البومبي" الذي كان علامة في الدوري الممتاز، وبطل كأس إنجلترا 2008، تعرض لأزمات مالية طاحنة، جعلته يتخلى عن نجومه نجمًا تلو الآخر، حتى وصل الأمر لدخول النادي تحت الإدارة المالية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز وخضوعه للحراسة القضائية، وظل يتهاوى حتى وصل للدرجة الرابعة وهي أدنى درجات الكرة الإنجليزية للمحترفين!
بورتسموث الكبير كان على حافة النسيان والانقراض، هنا تدخلت جماهير النادي وقررت أخذ المبادرة، وفي عام 2013 قامت الجماهير بجمع ما يكفي من المال وقاموا بشراء النادي.
تكاتفت جماهير بورتسموث وقامت بشراء ناديها، ما ساهم في رفع الحراسة القضائية على النادي، ونجحت الجماهير في إنقاذ النادي وأصبحت تتحكم بمصيره، على أمل أن تعيش الأجيال الجديدة لحظة عودة "البومبي" للبريميرليج مرة أخرى!
بعد هذا الموقف البطولي من جانب المشجعين، تم تدشين لوحة تاريخية على مدخل النادي تقول "في هذا المكان يقف فريق كرة قدم قوي. لا يمكننا تغيير الماضي، لكن يمكننا صناعة المستقبل. هذا المكان مكرس للجماهير التي وقفت إلى جانب النادي ورفضت أن يموت نادي بورتسموث لكرة القدم".