هيثم محمد فيسبوك تويتر
إذا أردنا وصف العام الذي عاشه إنتر في 2018 فلن نجد أفضل من كلمات أغنية الفريق الرسمية: "لا تجعلنا نعاني، ولكن لا بأس، سنفعلها سوياً"، هكذا كان عام إنتر الكثير من المعاناة والتضحيات واللحظات الصعبة التي تخللها الكثير من الجنون وخطوات مهمة داخل وخارج الملعب في رحلته نحو العودة لمكانته الطبيعية في القمة.
بدأ إنتر عامه في منتصف موسم مبشر مع لوشيانو سباليتي مدرباً ومشروع الإدارة الصينية بإعادة بناء الفريق، ووضعت هدفاً رئيسياً هو العودة لدوري الأبطال. الفريق كان ينافس على قمة الدوري مع يوفنتوس ونابولي، ولكن بداية 2018 كانت شبيهة بنهايتها، وإنتر كعادته في السنوات الأخيرة يبدأ في التراجع وتذبذب المستوى بحلول الشتاء.
نجح إنتر في التماسك بالنصف الثاني وإعادة تنظيم صفوفه، وكان التعاقد مع رافينيا من برشلونة وإعادة اكتشاف مارسيلو بروزوفيتش، بالإضافة لتألق ماورو إيكاردي تهديفياً عوامل أساسية، بالإضافة لبعض من الحظ والمساندة من الفرق الأخرى، لينجح الفريق في حسم تأهله بطريقة دراماتيكية لدوري أبطال أوروبا في المباراة الأخيرة من الموسم أمام الخصم المباشر لاتسيو، وكعادته بهدف في الأوقات الأخيرة عبر ماتياس فيتسينو، ليخطو مشروع إنتر خطوة هائلة بالعودة للبطولة الأغلى بعد غياب ست سنوات.
gettyصيف إنتر كان مختلطاً ما بين صفقات مميزة مجانية على غرار ستيفان دي فراي، ومغامرات بكثرة الإعارات مثل كايتا بالدي وشيمي فرساليكو، وفشل في الحفاظ على نجمي الموسم الماضي رافينيا وجواو كانسيلو، خصوصاً مع انتقال الأخير ليوفنتوس، وضياع حلم جلب لوكا مودريتش لميلانو، ولكن سباليتي في النهاية حصل على تدعيمات عدة وأصبح يملك فريقاً متعدد الحلول ويتوفر على اسماء مميزة بمعظم الخطوط.
نفس الأمر، ولكن بدرجة أقل، تكرر في الموسم الجاري، الفريق تراجع مستواه مع حلول شهر نوفمبر وتوقفت سلسلة الانتصارات بالدوري عند سبعة وفشل الفريق بتحقيق أي فوز خارج ملعبه منذ نهاية أكتوبر على لاتسيو، ولكن الطامة الكبرى كانت فشله في تحقيق فوز بالمتناول على بي إس في إيندهوفن بميلانو والخروج من الدور الأول لدوري الأبطال في ضربة موجعة لمشروع الفريق.
ومن أبرز ظواهر عام إنتر كان جنون اللحظات الأخيرة، إذ لعبت أهداف اللحظات الأخيرة دوراً كبيراً، فمن ينسى هدفي فيتسينو أمام لاتسيو وتوتنهام، وخصوصاً الأخير واحتفال ترافيسياني وأداني المجنون، إيكاردي في الدقيقة 91 وحسم الديربي، بروزوفيتش في التسعين أمام سامبدوريا بعد هدفين أُلغيا بتقنية الفيديو، وأخيراً لوتارو مارتينيز بالوقت بدلاً من الضائع على نابولي.
Getty Imagesولكن ليس كل النهايات كانت وردية للنيراتزوري، فالفريق في نهاية مباريات أخرى تلقى صدمات موجعة مثل مباراة يوفنتوس الموسم الماضي وتوتنهام في ويمبلي، بالإضافة لمعاناة الدقائق الأخيرة أمام إيندهوفن، وإن كان العنصر المشترك في تلك المباريات ليس فقط الخسائر، وإنما تغييرات وقرارات سباليتي التي حولت مسار مباريات.
إخراج إيكاردي وإدخال سانتون، التراجع أمام إيندهوفن بعد التسجيل، إخراج بوليتانو وتحويل جواو ماريو إلى جناح، قرارات لم يجد المتابع لإنتر لها تفسيراً وكلفت الفريق غالياً في لحظات فارقة في مشوار إنتر هذا العام محلياً وأوروبياً، مما جعل علامات الاستفهام تطرح على مدى ملائمة سباليتي ليكون هو قائد الفريق لأعوام قادمة رغم الطفرة التي قام بها وإعادته النادي للأجواء التنافسية وتطويره وإعادة إحيائه لعديد اللاعبين.

أما على الصعيد الإداري، استمرت نجاحات مجموعة "سونينج" فتقلصت ديون النادي، وبدأ في التحرر من قيود قواعد اللعب النظيف والتحرك بنوع من الحرية في سوق الانتقالات، كما ازدادت مداخيل النادي من استثمارات ورعاى كُثر وفرتهم المجموعة الصينية. الفشل الإدارة الوحيد كان بعدم نجاح تجربة والتر ساباتيني في العمل كمدير رياضي لإنتر وجيانجسو ورحيله عن منصبه بعد أقل من ستة أشهر بسبب عدم التوافق، ولكن الأمر تم تداركه بسرعة التحرك وجلب المخضرم بيبي ماروتا بما يحمل من خبرات يفتقدها المشروع واحترافية، وهو ما ظهر سريعاً في إدارته لأزمة نجم الفريق رادجا ناينجولان.
Gettyنقطة سوداء شابت عام إنتر كانت في نهايته بالوقائع المؤسفة التي شهدتها مباراة الفريق أمام نابولي من وفاة مشجع في اشتباكات قبل المباراة واستهداف كاليدو كوليبالي بالهتافات العنصرية من قبل جماهير النيراتزوري، في واقعة ليست بالجديدة على الفريق، وهو ما جلب انتقادات حادة للفريق والدوري الإيطالي ككل من العالم أجمع.
العنصرية ضد كوليبالي | القصة الكاملة لأحداث إنتر ونابولي
يمكن القول أن في المجمل كان 2018 عاماً إيجابياً للنيراتزوري بعودته مجدداً لدوري أبطال أوروبا واستعادة الفريق لجزء من هيبته وشخصيته على الصعيدين المحلي والدولي، وباستثناء عثرة الخروج من دوري المجموعات، لكن يمكن اعتبار أن المشروع يمضى بالطريق السليم مع الصينيين، بانتظار نهاية العام للتعرف على مصير سباليتي ومدى قدرة الفريق على العودة لمنصات التتويج هذا الموسم.




