في الأشهر الماضية عمدت حسابات إنتر المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي لاستخدام هاشتاج #Notforeveryone و#Rivederelestelle، أي "هؤلاء ليسوا لأي أحد" و"إعادة رؤية النجوم"، جملتان يمكن ربطهما بما قدمه النادي في الميركاتو الأخير.
قدم إنتر سوق انتقالات من بين الأكبر ليس فقط في إيطاليا، ولكن في أوروبا، فبعيداً عن ثلاثي الليجا ريال وأتلتيكو مدريد وبرشلونة، كان هو الأكثر صرفاً، ولكن صرف بذكاء وحكمة جعلته ميركاتو من الأميز في تاريخ النادي.
عمد ثنائي الإدارة بيبي ماروتا وبييرو أوسيليو لإعادة هيكلة الفريق بناء على احتياجات أنطونيو كونتي وخطته 3-5-2، ولم يبخل الفريق في صرف الأموال، وإن كان يحسب له حسن التعامل في بعض الصفقات مثلما فعل في صفقة سانشيز.
ميركاتو إنتر تميز بالتفوق على المنافسين المباشرين، فباكراً حسم الصراع على دييجو جودين، ثم خطف ستيفانو سينسي من ميلان، وبعده نيكولو باريلا بعد محاولات روما، وكذلك الحال في صفقة روميلو لوكاكو بعد محاولات يوفنتوس.
Gettyعلى صعيد الأطراف، تعاقد إنتر مع الثنائي كريستيانو بيراجي وفالنتينو لازارو، لاعبان يتناسبان مع احتياجات كونتي وتوظيفه لهذا المركز، وبالمقابل تخلص من المهتز دالبرت هنريكي ولم يجدد إعارة سيدريك سواريس من ساوثامبتون.
ولم يتجاهل إنتر عناصر الشباب، فأعاد الثنائي فيديريكو دي ماركو وأليساندرو باستوني من الإعارة في بارما، وحسم صفقة الشاب الفرنسي لوسيان أجومي من سوشو مقابل خمسة ملايين يورو، وبالنظر للفترة الإعدادية، فهؤلاء الشباب يدخلون في خطط كونتي للموسم الجديد.
هجومياً أعاد إنتر هيكلة صفوفه، التحول من اللعب بأجنحة مع لوشيانو سباليتي إلى رأسي حربة مع كونتي غير النظام والاحتياجات، ومع أزمة خروج ماورو إيكاردي من الحسابات كان يجب التغيير. سياسة الشد والجذب أتت أُكلها في ضم لوكاكو بالمبلغ الذي أراده إنتر، 65 مليون يورو وإضافات في شكل حوافز، ثم ضم سانشيز مقابل مليون يورو فقط ثمناً للإعارة، ومتحملاً ما يقارب خمسة ملايين يورو من راتبه البالغ 12 مليوناً.
Inter Milanوربما ما يعاب على ميركاتو إنتر هو عدم قدرته على بيع اللاعبين الذين لا يدخلون في الحسابات، إذ كان نظام الإعارة هو الخلاص له في حالة كلاً من إيفان بيريشيتش إلى بايرن ميونخ، دالبرت إلى فيورنتينا، وجواو ماريو إلى لوكوموتيف موسكو، وقبلهم رادجا ناينجولان لكالياري، وأخيراً ماورو إيكاردي الذي رحل غير مأسوفاً عليه.
رحيل إيكاردي كان من أبرز مهام إدارة النيراتزوري التي خرجت بفرمان بالتخلص من الأرجنتيني بعد تصرفاته هو وزوجته، وحاولت بيعه لتحقيق ربح مادي يساعد في توفير سيولة لصفقات أكثر، ولكن كان الأهم هو عدم تواجده مع الفريق، ومع إعارته إلى بي إس جي وقبلها تجديد عقده، يحافظ إنتر على فرصه بالتحصل على ذلك المبلغ ولكن الموسم المقبل.
إنتر صيف 2019 نجح في تحميس جمهوره التي عادت لترى النجوم في صفوف فريقها من جديد في شاكلة اسماء بحجم لوكاكو، جودين، وسانشيز، ومن قبلهم كونتي، النجم الأبرز، والذي تبنى عليه الآمال لإعادة الفريق للقمة ومنصات الألقاب، وإن كانت الإدارة قد قدمت سوق انتقالات مثالي لتدعيم الفريق، والبقية على الجهاز الفني واللاعبين على مدار موسم طويل وشاق منتظر.