أعلن ديدييه ديشان، مدرب فرنسا، عن اختيار نجم ليون حسام عوار لتمثيل أبطال العالم في المباريات المقبلة بدوري الأمم الأوروبية، القرار الذي جاء ليحسم النقاش المتواصل منذ أشهر حول هوية المنتخب الذي سيحمل اللاعب الشاب قميصه.
عوار، 21 عاماً، والذي ينحدر من أصول جزائرية لم يكن محظوظاً، إذ بعد ساعات من استدعائه تم الكشف عن إصابته بفيروس كورونا، وانسحب من تشكيل فرنسا، ليظل قانونياً يحق له تمثيل الجزائر، ولكن يبدو أن الأمور قد حُسمت.
Getty
نجم ليون الذي تألق مع الفريق الفرنسي هذا الموسم وقاده لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا أصبح مطمعاً لكبار القارة العجوز، ولكن كما شغل العناوين الرئيسية بخصوص فريقه القادم، كان الحال كذلك بخصوص من سيمثل بين الجزائر وفرنسا.
وسبق لعوار تمثيل الديوك الفرنسية في الفئات العمرية تحت 17 و21 عاماً، الأمر الذي بسببه اعتبر جمال بلماضي في 2019، مدرب الجزائر، أن اللاعب لن يلعب مع بلاده وسيمثل فرنسا حتى لو لم يلعب بعد مع المنتخب الأول.
ولكن مهارات عوار تركت أثرها على بلماضي، إذ انتشرت أقاويل وتقارير حول اتصالات بين الطرفين من أجل إقناع لاعب ليون بتمثيل محاربي الصحراء، مما يعد عكس سياسة مدرب أبطال إفريقيا بالتفاوض مع اللاعبين من أجل تمثيل المنتخب الوطني على حساب منتخبات أخرى.
Getty
ورغم الحديث عن تفكير متوسط الميدان جدياً في تمثيل الجزائر، وضغط من قبل كريم بنزيما الذي نصحه بعدم تكرار تجربته الشخصية، ولكن التقارير في الأيام الماضية ذكرت بأن اللاعب أخبر بلماضي والاتحاد الجزائري بأن فرنسا هي خياره الأول، ليأتي بعدها مباشرة الاستدعاء من ديشان.
وبعيداً عن قضية الانتماء وتفضيل عوار موطن ولادته عن بلده الأم، هل أحسن الاختيار فنياً؟ يجيد اللاعب في مركز لاعب المنتصف ضمن ثلاثي، أو اللعب خلف المهاجم أو على الجناح، مما يجعله مناسباً لخطط جمال بلماضي الذي في مثل تلك المراكز يحتاج للإحلال والتجديد.
ولا تزال العناصر التي ساهمت في التتويج باللقب القاري هي التي تحتل المقاعد الأساسية، عدلان قديورة يجاور إسماعيل بن ناصر، وسفيان فيغولي ويوسف البلايلي مستمران في الجناح، عناصر مميزة ولكن الفريق بحاجة لضخ دماء جديدة، ومن أفضل من لاعب بإمكانيات عوار.
Getty
عوار كان سيجد مكانته كأساسي بسهولة في صفوف الجزائر، ولكن حتى لو قانونياً يحق له تمثيل الجزائر بعد عدم لعبه رسمياً بقميص فرنسا على المستوى الأول، ولكن مبادئ بلماضي واضحة، الانتماء قبل أي شيء، والذي كان من أهم ما ميز هذا الجيل الاستثنائي للكرة الجزائرية.
ربما تأخر تمثيل حسام عوار لأبطال العالم، ولكن لحظة حمله لأزياء فرنسا أصبحت قادمة لا محالة، فهل يكون مثل قدوته زين الدين زيدان ويصبح مهاجراً آخر يصنع ربيع البلاد، أم يندم على قراره بعدم حمل ألوان الجزائر وتمثيل الوطن الأم؟