Cristiano Ronaldo JuventusGetty/Goal

جول 50 | تأثير رونالدو: ماذا أضاف كريستيانو للعلامة التجارية ليوفنتوس؟

أثناء مناقشة رد فعل كريستيانو رونالدو الغاضب على استبداله أمام ميلان هذا الأسبوع، علق النجم الفرنسي باترييك فييرا قائلاً "في يوفنتوس النادي هو النجم الحقيقي".

لكن في حقيقة الأمر هذه ليست كل الحقيقة، في الحقيقة رونالدو نجوميته ربما تفوق يوفنتوس، أو على الأقل علامته التجارية "سي آر 7"، ولهذا السبب تعاقد معه يوفنتوس.

هذا هو السبب في أن النادي لم يتخذ بحقه أي إجراء على غضبه وخروجه من الملعب كله بعد أن خرج لصالح باولو ديبالا.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

لم تكن هناك أي عقوبات ولا اعتذارات، بل قلل رونالدو من الأمر برمته بتصريح مقتضب عبر حسابه على إنستجرام قال فيه "فوز مهم في مباراة صعبة".

يوفنتوس من جانبه، لا يركز سوى على مشكلة الركبة التي أشار إليها المدرب ماوريتسيو ساري بعد ذلك. بعد كل شيء يحتاجون إلى رونالدو لائقًا على كافة المستويات، داخل وخارج الملعب، للفوز بالمباريات وجذب معجبين جدد.

كان رد فعل جيورجيو كيليني على الأخبار التي تفيد بأن رونالدو في طريقه إلى تورينو العام الماضي كان حماسيًا للغاية.

فعندما خرجت أخبار انتقال المهاجم من نادي ريال مدريد بقيمة 112 مليون يورو، قال قائد اليوفي "نحن متحمسون للغاية. نتطلع جميعًا إلى العمل معه، كل جزء من النادي: اللاعبون والمدربون والمديرون ومدير التسويق".

كشخص يحمل درجة علمية في الاقتصاد والتجارة، وشهادة ماجستير في إدارة الأعمال، من الواضح أن كيليني كان يعي أن هذه كانت خطوة تستند إلى أكثر من مجرد عوامل رياضية.

ربما كان رونالدو هو صاحب الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، لكن حتى رئيس النادي أندريا أنييلي اعترف لاحقًا بأن صفقة رونالدو مثلت للمرة الأولى خلال إدارته توقيع لاعب بعد أخذ الفوائد المالية المحتملة في الاعتبار.

بعد كل شيء كيف يمكن للمرء أن يفسر القرار بتجميع حزمة شاملة بقيمة 340 مليون يورو - بما في ذلك قيمة انتقاله وراتبه والضرائب - لضم مهاجم يبلغ من العمر 33 عامًا؟

"تأثير رونالدو" كان حاسما.

وقال ماركو بيلينازو من ايل سول 24 اوري ومؤلف كتاب نهاية كرة القدم الإيطالية "يوفنتوس ينمو عاما بعد عام منذ تولى أنييلي رئاسة النادي في عام 2010، لكنهم يعلمون أنه من أجل أن يصبحوا نادٍ رفيع المستوى على المستوى الأوروبي يتعين عليهم توسيع نطاق جاذبيتهم خارج حدود الدوري الإيطالي".

"يحاول يوفنتوس وضع نفسه بين مصاف الأندية ذات العلامات الجذابة والميزانيات الضخمة مثل ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد".

"للتنافس مع هذه الأندية، يجب أن يكون لديك فريق قوي، ولكن أيضًا لاعبون مهمون ضمن هذا الفريق لديهم الكثير من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي".

"الجودة إلى جانب الشعبية تمكن النادي من زيادة إيراداته".

"رونالدو بالتالي كان التوقيع المثالي ليوفنتوس لتحقيق كل من أهدافهم".

رونالدو 1

النجم البرتغالي من جانبه لم يُخيب ظن يوفنتوس في أي من الجانبين، الاقتصادي والرياضي حتى الآن.

رونالدو، الذي سيبلغ 34 عامًا في فبراير المقبل، تم اختياره كأفضل لاعب في السيري آ في موسمه الأول في إيطاليا، بعد أن سجل 21 هدفًا خلال موسم حفاظ يوفنتوس مجددًا على لقب الإسكوديتو، إضافة لقيادة البيانكونيري أيضًا إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بعد ثلاثية باهرة في مباراة العودة لدور الستة عشر أمام أتلتيكو مدريد.

على الرغم من أن الفائز بلقب الكرة الذهبية خمس مرات وصاحب المركز الرابع في قائمة جول 50 لعام 2019، كان له تأثير أكبر على أرض الملعب، لكن تأثيره امتد أيضًا لخارج الملعب تماشيًا مع أهداف يوفنتوس من الصفقة.

في غضون 24 ساعة بعد انتقاله إلى تورينو بشكل رسمي، في الفترة بين 10 و11 يوليو، زادت حسابات اليوفي على مواقع التواصل الاجتماعية المختلفة لأكثر من 2.2 مليون متابع.

مما لا يثير الدهشة أن زيادة عدد المتابعين على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي قد استمر على مدار الـ 17 شهرًا الماضية.

ارتفع عدد متابعي يوفنتوس في انستجرام من 9.8 مليون إلى 33.5 مليون متابع، في حين زاد عدد المشتركين في حساب النادي على يوتيوب بأكثر من ثلاثة أضعاف (من 730،000 إلى 2.33 مليون).

أضاف السيدة العجوز 7.5 مليون متابع على فيسبوك، و 1.7 مليون على حسابهم الإيطالي فقط على تويتر. ومن الواضح أنه لم يكن من قبيل الصدفة أن أطلقوا حساب تويتر برتغالي في سبتمبر من العام الماضي.

ربما الأهم من ذلك كله، أن حجم متابعة يوفنتوس يوفنتوس قد انتقل من 200000 متابع على سينا ويبو، المعادل الصيني لفيسبوك، إلى 2.33 مليون متابع.

هذا ما يجعل رونالدو ذا قيمة كبيرة ليوفنتوس، ولشعبيته العالمية.

Cristiano Ronaldo Juventus phoneGetty

إنه الشخص الأكثر متابعة في العالم على انستجرام، مما يعني أنه الوجه الأكثر شهرة بين أقرانه من لاعبي كرة القدم عبر تلك الوسائل الجديدة.

بات السوشيل ميديا سلاحًا مهمًا للأندية، وفي نهاية الأسبوع الماضي التقى اثنان من المشاهير على اليوتيوب وهما لوجان بول وكي إس سي في مباراة ملاكمة احترافية في مركز ستابلز في لوس أنجلوس للتنافس على حزام اليوتيوب.

تعريف الرياضة آخذ في التغير، كما أشار أنييلي في اجتماع المساهمين في يوفنتوس لعام 2019.

وقال "إن الأنشطة الجديدة في مجال الترفيه، مثل الرياضات الإلكترونية، تزداد قوة، هذه هي الأشياء التي يجب التفكير فيها".

وتابع "النشاط الرقمي هو أمر استراتيجي بالنسبة لنا - من الضروري الحفاظ على البعد العالمي. جيل الألفية هم أهدافنا وعلينا اغتنام فرص السوق".

وبالفعل استطاع يوفنتوس جلب الشخص الأكثر قدرة على تحقيق هذا الجذب وتنمية التوجه الجديد لليوفي.

يوفنتوس بالطبع كان يعمل بجد لتعزيز علامته التجارية قبل وصول رونالدو، لكن انضمام الأخير قد فتح آفاق وأسواق جديدة للنادي.

Cristiano Ronaldo Juventus fan maskGetty

ويوضح بيلينازو "يعرف يوفنتوس أنهم لا يمكنهم أن ينموا اقتصاديًا عبر السوق الإيطالي فقط. الاستاد الذي يتسع لـ 40 ألف مقعد، صغير جدًا لبطولة كدوري أبطال أوروبا، ولا يمكنك رفع سعر التذاكر فعليًا. حتى ارتفاع الأسعار في الموسم الماضي قوبل باحتجاجات".

"حقوق التلفزيون، التي تديرها رابطة الدوري الإيطالي، يصعب تحسينها نظرًا لأن الدوري الإيطالي ليس بطولة جذابة على المستوى الدولي مثل الدوري الإسباني أو الدوري الإنجليزي".

"يتم تقسيم الأرباح أيضًا بطريقة تمنع يوفنتوس من جني الأموال من الحقوق مثل منافسيهم الإنجليز".

"لذلك بدراسة الوضع بالنادي يمكنه فقط النمو على المستوى الدولي تجاريًا، وللقيام بهذا الأمر فأنت بحاجة إلى نجم عالمي مثل كريستيانو رونالدو، الذي يعد مفيدًا للغاية من حيث إبرام صفقات جديدة في أمريكا الشمالية وآسيا".

"كان يوفنتوس بالطبع يتخذ بالفعل خطوات لجذب المزيد من الأسواق الأخرى".

وتابع "لقد غيروا شعارهم لجعله أكثر حداثة. هذا الموسم قاموا أيضًا بتغيير تصميم قميصهم وابتعدوا عن الشرائط باللونين الأبيض والأسوط لأن الناس في أنريكا يربطون هذا القميص بالحكام".

"هذا الموسم يلعبون المزيد من المباريات في الساعة 3 بعد الظهر حتى يمكن مشاهدة مبارياتهم في ساعات معقولة في آسيا. لقد فعلوا كل هذه الأشياء لإعطاء النادي الجاذبية العالمية".

Cristiano Ronaldo Juventus bannerGetty

الأمور تحسنت بالفعل، لم تكن علامة يوفنتوس أكثر جاذبية للمستثمرين.

في يناير الماضي، وقع يوفنتوس على صفقة رعاية جديدة ومُحسّنة مدتها سبع سنوات مع أديداس بقيمة 357 مليون يورو - أي ضعف قيمة الاتفاقية السابقة.

بعد ذلك في الشهر الماضي فقط، أُعلن أن النادي قد وسّع شراكته مع شركة جيب راعية قميصه.

تبلغ قيمة الصفقة الجديدة 42 مليون يورو (36.2 مليون جنيه استرليني / 46.4 مليون دولار) ؛ كانت القديمة تبلغ  17 مليون يورو (14.6 مليون جنيه استرليني / 18.8 مليون دولار).

وامتد الأمر لألعاب الفيديو كما في حالة كونامي، حيث كانت شركة الترفيه اليابانية تجري بالفعل محادثات مع يوفنتوس حول الحصول على حقوق حصرية لاستخدام النادي في ألعاب الفيديو، Pro Evolution Soccer، عندما انتشرت الأخبار بأن رونالدو كان متجهًا إلى تورينو.

وقال جوناس ليجارد، كبير مديري تطوير العلامة التجارية وتطوير الأعمال في شركة كونامي لموقع جول "لقد كان هذا أمرًا رائعًا بالنسبة لنا. لقد أخبرنا النادي بالفعل أننا حريصون على العمل معهم لأننا قد نرى الكثير من الفوائد في هذه الشراكة".

وتابع "لقد أضاف رونالدو لنا المزيد من القيمة والأهمية".

من الواضح أن يوفنتوس يستفيد من وجود رونالدو بنفس الطريقة.

وقال بيلينازو "يكلف رونالدو يوفنتوس بحوالي 85 مليون يورو (73 مليون جنيه إسترليني / 94 مليون دولار) سنويًا من الأجور والضرائب. إن فكرة أن يوفنتوس يجني ما دفعه فيه من مبيعات القمصان فقط هي فكرة هراء، لكنه حقق لهم دفعة كبيرةبمضاعفة قيمة رعاية القمصان والشركة المصنعة له".

"كانت هناك أيضًا زيادة في إيرادات مبيعات التذاكر وصلت إلى حوالي 70 مليون يورو، وهذا أمر واضح بسبب وجوده. لذلك فتأثير رونالدو بات ملموسًا من قبل الجميع".

Cristiano Ronaldo Juventus fansGetty

لكن مشكلة يوفنتوس تكمن أنه حدثت زيادة في التكاليف وليس فقط في الإيرادات.

في نهاية السنة الأولى لرونالدو، عانى اليوفي من خسارة قدرها 40 مليون يورو على الرغم من أن النادي حقق أرباحًا رأسمالية تزيد عن 150 مليون يورو في سوق الانتقالات".

هذه علامة على وجود خلل في النفقات يتعلق بالرواتب وتفاقم بسبب خروج الناديعلى يد أياكس في دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا، والذي كلف النادي ما بين 20 مليون يورو و 30 مليون يورو.

هذا إن دل على شيء يدل على أنه أنه على الرغم من مكاسبهم التجارية من ضم رونالدو، تظل أهمية الوصول إلى المراحل الأخيرة من المنافسة الأوروبية مهمة للغاية بالنسبة ليوفنتوس عندما يتعلق الأمر بجني الأرباح لأنهم لا يستطيعون الحصول على نفس الإيرادات من المنافسة في إيطاليا.

لهذا السبب يدفع أنييلي الكثير من أجل المنافسة على دوري الأبطال، وينادي بدوري السوبر، وهي بطولة أكثر تكاملاً مع المزيد من المباريات التي من شأنها أن تدر دخلاً أكبر للأندية الكبرى.

الأندية الإنجليزية ليست في حاجة إليها لأن لديها قوة الدوري الممتاز وراءها، في حين أن برشلونة وريال مدريد علامات تجارية كبيرة بالفعل، لكن يوفنتوس يشبه إلى حد كبير بايرن ميونيخ من حيث أنهم يواجهون صعوبة في عدم القدرة على ينمو أكثر داخل بطولات الدوري الخاصة بهم.

"لذا، فهم بحاجة إلى منافسة أوروبية أكبر وأكثر ثراءً".

رونالدو إذن مجرد وسيلة لتعزيز سمعة يوفنتوس. الهدف الأكبر لأنييلي هو دوري السوبر. أو على الأقل تجديد المنافسة الأوروبية بشكل جذري من عام 2024 فصاعدًا.

حتى ذلك الحين، سوف تكون إستراتيجية يوفنتوس هي استغلال رونالدو إلى أقصى حد، من الناحية التجارية والرياضية.

إن مجرد وجوده يجعل تورينو وجهة أكثر جاذبية لكبار لاعبي كرة القدم، وأكد ذلك وصول المدافع الهولندي ماتيس دي ليخت في الصيف الماضي.

وكما ذكر آنييلي نفسه، لقد وضعوا أنفسهم الآن في وضع يسمح لهم بالتوقيع على "رونالدو التالي" في سن 25 - وليس عند 33.

رونالدو 2

ويقول بيلينازو "كان رونالدو مجرد خطوة أولى. إنه توقيع من النخبة. سيكون هناك المزيد".

"على الرغم من عجز يوفنتوس هذا العام في التشغيل، فقد وافقوا مؤخرًا على زيادة رأس المال بمقدار 300 مليون يورو".

"إنها ثاني زيادة من نوعها في عصر أنييلي. أما الثانية فكانت عام 2011، أي ما يعادل 120 مليون يورو. وبالتالي فإن هذه الزيادة الأخيرة البالغة 300 مليون يورو هي رقم لا يصدق للسوق الإيطالية".

"من الواضح أن هذا سيمول استراتيجية تسويق أكثر قوة، وبالتالي قدوم أسماء عالمية من اللاعبين على مستوى رونالدو".

"لكن في المقابل سيتعين تعويض مثل هذه النفقات عن طريق بيع بعض اللاعبين، وليس كما حدث الصيف الماضي. فشل يوفنتوس في بيع العديد من اللاعبين الكبار في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة. وبالتالي، كانوا يتعاملون مع تكاليف رواتب بلغت 500 مليون يورو".

"لا يمكنك أن تتحمل مثل هذه التكاليف. لذلك يحتاج يوفنتوس إلى التخلص بسرعة من العديد من اللاعبين أصحاب الرواتب عالية".

"رونالدو نفسه قد يكون في نهاية المطاف واحدة من تلك المبيعات، لكن  ليس قبل أن يمنح يوفنتوس لقب دوري أبطال أوروبا".

ويواصل بيلينازو "قد ينتهي به الأمر للانتقال إلى الصين، ورونالدو لديه هناك الكثير من المصالح والجماهير، وستكون صفقة جيدة لجميع الأطراف".

لكن خلاصة القول هي أن التعاقد مع رونالدو وضع يوفنتوس على مسار لا يمكن التراجع عنه.

بات يجب على يوفنتوس أن يواصل النمو ماليا وتحقيق الانتصارات كرويا والطرفان أصبحا مرتبطين بنفس المصير ورونالدو بات جزءًا أساسيًا من النجاح الذي سيحققه الطرفان.

إذن لم يكن الانتقال جزءًا من حلم رومانسي ليوفنتوس لغزو أوروبا. لقد كان جزءًا من استراتيجية تسويق داهية للاستيلاء على العالم.

ولست بحاجة إلى درجة الماجستير في إدارة الأعمال لإدراك ذلك على الفور.

إعلان