"جول إنسايدر" هي سلسلة جديدة تركز على ممتلكات نجوم كرة القدم خارج عالم الساحرة المستديرة، استثمارات ومجالات مختلفة قرر نجوم الكرة التوجه لها بعيداً عن الميدان، منها ما يناسب رجال الأعمال، وأخرى غريبة ومفاجأة، وهو ما نسلط الضوء عليه.
حلقة اليوم ستكون عن البرتغالي كريستيانو رونالدو صاحب الاستثمارات المتعددة خارج المستطيل الأخضر، والذي بالرغم من نجاحه في العديد من المجالات منها إلا أن النجاح الأكبر على الإطلاق سيكون خاصًا بخط إنتاج الملابس الداخلية الخاصة به.
دعونا فيما يلي نستعرض نتعمق أكثر في تفاصيل تلك الرحلة الناجحة لرونالدو خارج الملاعب، وكيف استخدمها كلوب لكسر توتر نجوم ليفربول.
بداية شراكة ناجحة
في ٢٠١٣ تم الإعلان لأول مرة عن خط إنتاج الملابس الداخلية الخاص بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، ووقتها على قدر ما نال من إعجاب وإشادة من عشاقه نال نفس القدر من السخرية والهزل من قبل عشاق الأندية المنافسة.
لكن بعيدًا عن أرض الملعب التي استغل رونالدو نجاحه فيها للترويج لخط الإنتاج الخاص به، فالملابس التي تحمل اسم النجم البرتغالي يتم صناعتها وتصميمها على يد أفضل المتخصصين بالفعل.
على سبيل المثال فأول من قام بتصميم الدفعات الأولى من طرازات وأشكال الملابس الداخلية الخاصة بخط انتاج كريستيانو رونالدو كان المصمم النيويوركي ريتشارد شاي الذي يتعامل مع مجموعة من نخبة الفنانين في الولايات المتحدة والعالم أجمع.
بالإضافة إلى التعامل مع أحد أفضل المصممين في العالم قرر رونالدو أن يستعين بأحد أفخم وأشهر مصانع تجهيز الملابس في العالم، مصنع "جيه بي إس" الدنماركي والذي ينتج النسيج بنفسه ويصنعه في صورته النهائية كملابس داخلية.
المصنع يعمل بشكل كامل ومستمر دون توقف منذ عام 1939 وهو الأشهر في الدول الإسكندنافية، ويصدر منتجات خط رونالدو إلى جميع أنحاء العالم.. حسنًا ليس جميعها.
لا تباع في البرتغال
لا يملك كريستيانو رونالدو متاجر تجزئة خاصة به ليستخدمها كمنافذ ببيع منتجات خط انتاجه، ولا حتى في بلده البرتغال، لكنه يعتمد بشكل أساسي على تجار تجزئة متواجدون بالفعل ولهم سمعتهم الكبيرة في كل دولة ليقوموا ببيع المنتجات الخاصة به.
وبمراجعة المتاجر التي يتعامل رونالدو معها بشكل رسمي في كل دولة لم نجد أي متجر في البرتغال مسقط رأسه ولا حتى في إسبانيا حيث أمضى معظم مسيرته الكروية، ولا في إنجلترا أو إيطاليا حيث تواجد لسنوات.
المتاجر التي يتعامل معها رونالدو والمذكورة بشكل واضح في النشرات الخاصة بشركة الملابس الداخلية الخاصة به تتواجد بشكل حصري في الأرجنتين والنمسا وتشيلي وكندا وكولومبيا والدنمارك وألمانيا والنرويج وبيرو وبولندا وسنغافورة والسويد وأوكرانيا والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
في الوقت نفسه وبحسب ما أكدت نشرة الشركة أيضًا فالمنتجات يتم تصديرها وإيصالها إلى عدة أماكن في العالم مقابل رسوم زهيدة لا تتجاوز الـ 50 والـ 75 دولار أمريكي.
ربما هو أمر يتعلق بالتسويق أو بجدوى التعامل مع منافذ بيع في بلدان أخرى غير المذكورة، هذا الأمر سيبقى مبهمًا لبعض الوقت، لكن في النهاية من أفضل من فريق عمل رونالدو ليحدد له كيف وأين وبكم يبيع المنتجات الخاصة به.
أسعار المنتجات
على ذكر "بكم يبيع منتجاته" دعونا نأخذكم في جولة للتعرف على أسعار منتجات خط انتاج الملابس الداخلية الخاص بالنجم البرتغالي.
دعونا أولًا نؤكد لكم أن الأمر لم يتوقف عند الملابس الداخلية، حتى خط الانتاج الذي كان قد تم إطلاق اسم "ملابس CR7 الداخلية"، تغير اسمه لاحقًا إلى "CR7US" ليكون أكثر شمولًا لكل المنتجات التي يقدمها البرتغالي.
فبعد أشهر قليلة من نجاح خط الانتاج الخاص بالملابس الداخلية تمت توسعة عمليات الانتاج لتشمل ملابس خروج وأخرى رياضية وجوارب وأحذية وعطور وحتى اكسسوارات مثل نظارات الشمس وغيرها.
بعد البحث والتدقيق تأكدنا أن أرخص ما يمكن لأحد عشاق رونالدو الحصول عليه من مجموعة الملابس المختلفة المتاحة عبر متجره الإلكتروني ومحلات التجزئة هو ثلاثة أزواج من الجوارب بسعر 15 دولارًا أمريكيًا، وهو نفس السعر الذي ستحصل عليه لو أردت شراء ثلاثة أزواج من نفس طراز الجوارب من فروع الشركة الألمانية "أديداس" من داخل الإمارات العربية المتحدة.
أما الملابس التحتية فيتراوح سعرها بين 21 و42 دولار أمريكي للقطعة الواحدة، أما ملابس الخروج والملابس الرياضية فيتراوح سعر الطاقم الواحد بين 33 و66 دولار.
المذهل حقًا هو سعر العطور الذي لا يتجاوز الـ 43 دولار، وهو رقم قد يبدو مغريًا لعشاق النجم البرتغالي.
حتى كلوب يرتديها
في 2019 وبعد أشهر من خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد وتحقيق اللقب في الموسم التالي ضد توتنهام خرج يورجن كلوب بالقصة الأعجب حول ملابس رونالدو الداخلية.
وقال لصحيفة "بيلد" أثناء تكريمه وقتها: "سأقول لكم قصة حقيقية، لقد اشتريت إحدى القطع الخاصة بخط إنتاج الملابس الداخلية الخاص بكريستيانو رونالدو قبل سنوات من المباراة ولم أرتديها قط".
وأضاف: "قبل المباراة النهائية ارتديتها ورفعتها حتى صدري ربما حتى يتمكن الجميع من رؤيتها، وبالفعل شاهدها الجميع وضحكنا، وكان ذلك هو هدفي، أن أكسر حالة التوتر".
سواء لكسر حالة التوتر أو للتفاخر بارتداء ملابس تجعل المشجع يشعر بالانتماء إلى كيان، نجح خط إنتاج الملابس الخاص برونالدو في الانتشار سريعًا في العالم، حتى أن المنتجات المقلدة قد كثرت وأصبحت يتم تداولها في أنحاء عديدة من العالم وهي تحمل شعار وصورة البرتغالي.
في النهاية استطاع رونالدو أن يستغل نجاحه في كرة القدم بشكل رائع في ذروة نجاحه لتحقيق مكاسب أخرى مضمونة بعد اعتزال الساحرة المستديرة.


