"جول إنسايدر" هي سلسلة جديدة تركز على ممتلكات نجوم كرة القدم خارج عالم الساحرة المستديرة، استثمارات ومجالات مختلفة قرر نجوم الكرة التوجه لها بعيداً عن الميدان، منها ما يناسب رجال الأعمال، وأخرى غريبة ومفاجأة، وهو ما نسلط الضوء عليه.
لم يترك نجم النصر كريستيانو رونالدو مجالاً خارج كرة القدم تقريباً إلا وقرر الاستثمار فيه، من العقارات للملابس الداخلية وحتى زراعة الشعر، وآخر المجالات التي قرر دخولها هي الصحة، وتحديداً المياه.
تعد المياه عنصراً أساسياً للكائن الحي لا عوض عنه، وتتسابق الشركات في إنتاجه واستخراجه من أنقى المصادر وأعمق الآبار بحثاً عن أعلى جودة، وشركة Ursu9 الخاصة برونالدو قررت دخول السوق البرتغالية على طريقتها الخاصة.
تستعرض الشركة مدى نقاء المياه الخاصة بها لأنها قادمة من نبع "أورسو" في إسبانيا الذي كانت تسافر له خصيصاً الدببة لشرب مياهه النقية، وحيث توجد بصمة أحدها في دير القرية منذ 400 عام، الأحداث التي أرخها إرنيست هيمينجواي في كتابه "لمن تدق الأجراس".
تفتخر الشركة التي يدخل رونالدو في تأسيسها بالنجاح الساحق الذي حققته بالسوق البرتغالية نظراً لكونها تعتمد على مياه "قلوية" بنسبة تقترب من تسعة بسبب مصدرها الذي يجعلها عالية النقاء ومنخفضة الأملاح، مما يجعلها تساعد في التعافي السريع لجسد الإنسان وتجديد شعوره بالحيوية والنشاط باستمرار.
كل ما سبق يعد جميلاً ومقنعاً، ولكن المشاكل ظهرت مع تقرير للقسم الصحي في صحيفة "El País" الإسبانية الشهيرة شكك في مدى صحة المعلومات التي قدمتها الشركة بخصوص منتجها ومصدره.
قال التقرير إن لا يوجد أي إثبات علمي من الأساس أن المياه القلوية أكثر فائدة من أي مياه أخرى، وأن كل التقارير العلمية التي أفادت بتلك المعلومة التي تروج لها شركة Ursu9 ضعيفة المصدر أو مشكوك في أمرها من الأساس.
المشكلة الثانية التي تحدث عنها تقرير الصحيفة هو أن لا يوجد إشارة من قبل الحكومة الإسبانية بخصوص صحة معلومات الشركة وإذا كان هناك موافقة من قبل السلطات بخصوص الدعايا الخاصة بالفوائد الصحية، وخصوصاً الجزء الخاص بوجود خصائص بالمياه ضد الأكسدة.
المشكلة الثالثة وهي علمية أيضاً تتعلق بمدى قلوية المياه، إذ تقول الشركة إن النسبة تبلغ تسعة، بينما التحليل الكيميائي أثبت أنها لا تتعدى 8.6، وبالتالي كل الحديث عن درجة النقاء والفائدة الصحية لا أساس له.
المشكلة الرابعة لا تتعلق بالعلم هذه المرة ولكن الجغرافيا، إذ اكتشف المتابعون لدعايا الشركة أن الصور المستخدمة في منشوراتها على إنستجرام لا تمت بصلة للمكان المذكور في البرتغال!
ويقع الشلال الظاهر في الصور والفيديوهات الدعائية بمنطقة تدعى "سيرا دي أسور" بالبرتغال بحسب خرائط جووجل، ولا يمت بصلة للموقع المروج له في القرية الإسبانية التي اعتادت الدببة على زيارتها وكتب عنها هيمنجواي!


