سوق انتقالات جديد وجواو فيليكس يغير فريقه مرة أخرى، عادة أصبحت مكررة في السنوات الماضية حتى أصبحت علامة ثابتة مع فتح الميركاتو، سواء في الصيف أو الشتاء كان الأمر!
لم يتخيل ابن الخامسة والعشرين أنه عندما انتقل في 2019 من بنفيكا إلى أتلتيكو مدريد مقابل 120 مليون يورو في صفقة هزت العالم الكروي ستكون مجرد بداية سلسلة من التنقلات بلغت خمسة حتى الآن في غضون ست سنوات كان يفترض أن يكتب فيها البرتغالي مسيرته كموهبة صاعدة بقوة ومرشحة لتكون من بين الأفضل في العالم.
من بنفكيا إلى أتلتيكو مدريد، ومن الأخير مُعاراً إلى تشيلسي ثم عودة إلى أتلتيكو ليخرج معاراً مجدداً ولكن في برشلونة، ثم عودة إلى تشيلسي من جديد ولكن بصيغة الانتقال النهائي هذه المرة الصيف الفائت، ليمضي فقط 6 أشهر ويخرج معاراً مجدداً إلى ميلان، تنقلات تجعلك تشعر وكأن فيليكس يحاول إعادة رسم مشوار فيرناندو توريس في الملاعب، ولربما نجح لو استعوض ليفربول ببرشلونة والريدز كانوا مهتمين بضمه لفترة وجيزة بحسب التقارير!
رحلات فيليكس عبر القارة العجوز وأنديتها كانت بحثاً عن هدف رئيسي، وهو العثور عن التوظيف الأمثل للاعب، ما هو مركز جواو فيليكس؟ سؤال لا أحد حقاً يعرف إجابته، لا مدربيه على مدار مشواره ولا حتى اللاعب نفسه أظن يمكنه الإجابة بشكل حاسم عن المركز الأفضل له في أرضية الميدان.
مهاجم، مهاجم وهمي، صانع ألعاب، مهاجم ثان، جناح أيسر وأيمن، لاعب خط وسط مهاجم، كلها مراكز لعب فيها فيليكس مع الأندية المذكورة ومنتخب البرتغال، وصحيح أنه لم يكن سيئاً في معظمها، ولكن لم يكن أيضاً لاعب يدفع فيه 120 مليوناً من فريق مثل أتلتيكو، أو إجمالي ما يقارب 200 مليوناً لنقله بين الفرق السابق ذكرها.
يمكن القول إن أفضل فترات فيليكس كانت في بدايته كمراهق مع بنفيكا، والمثير أن ذلك حدث لموسم وحيد في 2018-2019، إذ أنه تدرج في الفئات السنية قبلها للعملاق البرتغالي قبل أن يُصعد في 2018 للفريق الأول ويلعب لعام وحيد فقط معه في 40 لقاء، معظمها كمهاجم ثاني، ذلك الموسم شهد تسجيله 20 هدفاً وصناعة 11، وبناء على تلك الفترة الوجيزة وتلك الأرقام المميزة قرر أتلتيكو دفع 120 مليوناً معتقداً أنه عثر على "جوكر" سيحدث ثورة في صفوف فريق سيميوني.
حاول سيميوني توظيف فيليكس في هذا المركز بدلاً من أنطوان جريزمان المغادر لبرشلونة ولم يتألق، حاول توظيفه كمهاجم في خطة 4-4-2 ولم ينجح أيضاً، وإن كان اللاعب بدا وأنه يعاني في بيئة أتلتيكو وواجه مشاكل عدة في التعامل مع صرامة المدرب الأرجنتيني التكتيكية، ولكن حتى في تشيلسي وبرشلونة حيث لعب كجناح بدا تائهاً ولا يلعب بأريحية، والآن في ميلان يبدو وأنه سيعود لمركز صانع الألعاب، مركز شارك فيه مع البرتغال والفئات السنية لبنفيكا من قبل.
إعارة فيليكس إلى ميلان جافة ولا يملك النادي الإيطالي حق شراء، ولكن سيأمل البرتغالي أن ينجح مواطنه سيرجيو كونسيساو فيما فشل فيه من سبقوه، وهو إيجاد الحل للغز أين يلعب هذا الموهوب الذي بلغ الخامسة والعشرين من عمره وحتى الآن لم يبرر كل ذلك الزخم الذي حظي به، لأن تجربة أخرى غير موفقة قد تكتب بداية نهاية مشواره في القارة العجوز، وسيكون عليه الرحيل مبكراً نحو دوريات أخرى حول العالم، أو العودة للبرتغال من حيث بدأ، ورفض هو ذلك الحل الصيف الماضي عندما حاول بنفيكا إعادته، ولكن وقتها قد يكون لا خيارات عدة أمامه كما كان الحال مع توريس!
