ربما تكون كلمة لاعب القرن مبالغ فيها نظرًا لأننا نتحدث عن 20 عامًا فقط مرت من القرن الجديد، أي أن ما يتبقى فيه يساوي أربعة أضعاف ما مر منه.
لكن هكذا قرر مجلس دبي الرياضي أن يكافئ واحد من رباعي القائمة النهائية لترشيحات لاعب القرن عن الـ 20 عامًا الماضية.
القائمة بدأت كبيرة بالكثير من الترشيحات، لكنها الآن لا يتواجد فيها سوى أربعة نجوم فقط هم المصري محمد صلاح نجم ليفربول الحالي، والأرجنتيني ليونيل ميسي قائد برشلونة، والبرتغالي كريستيانو رونالدو هداف يوفنتوس، بالإضافة للبرازيلي رونالدينيو أسطورة برشلونة المعتزل.
الترشيحات بالرغم من أنها مليئة بالأسماء الرنانة إلا أنها محيرة بشكل كبير فمثل ذلك اللقب لن يكون من السهل منحه للاعب على حساب الآخر في القائمة النهائية.
لذلك دعونا نستعرض معكم الأربعة أسماء ونقرر من خلال الأسطر التالية أيهم أحق بالجائزة:
رونالدينيو - نهاية تبعده عن الصورة
ربما لم تكن نهاية مسيرة رونالدينيو بالشكل الذي يتناسب مع موهبة النجم البرازيلي وقدرته على الإبداع وإمكانياته الفنية.
رونالدينيو تراجع كثيرًا بعد كأس العالم 2006 سواء على المستوى الدولي أو مع الأندية، كأن ثنائية الدوري ودوري الأبطال مع برشلونة كانت سقف طموحه.
بعدها بعامين غادر برشلونة وسارت مسيرته من سيئ لأسوأ، حتى سُجن مؤخرًا في باراجواي وكثرت مشاكله الشخصية.
ربما يكفي رونالدينيو أن نختاره اللاعب الأكثر تأثيرًا في جيله من اللاعبين، أو الأكثر موهبة خلال القرن الجديد، والأكثر قدرة على المراوغة وابتكار المهارات الاستعراضية، لكنه بالتأكيد لن يستحق أن يطلق عليه لاعب القرن لو نظرنا للقب نفسه بشكل أوسع وأكثر شمولًا.
Goal/Gettyمحمد صلاح - هل خمس سنوات تكفي؟
بالنسبة للمصري محمد صلاح فالنجم السابق لتشيلسي ولروما سنوات تألقه في الملاعب معدودة، حتى لو كان قد قدم أفضل المستويات من قبل في بازل والمقاولون العرب.
فاللعب في المستويات العالية يختلف تمامًا عن اللعب لصغار القارات، سنوات تألق صلاح محصورة حتى الآن في نصف عام مع فيورنتينا وعامين مع روما وعام مذهل مع ليفربول بالإضافة لآخر عامين رفقة الريدز.
لا يمكن حتى لو كان اللاعب يقدم ما لم يقدمه أي لاعب من قبله أن نعتبره لاعب القرن فقط بسبب خمس سنوات ونصف أو أكثر قليلًا أو أقل قليلًا.
صلاح مذهل واستثنائي وواحد من أفضل نجوم كرة القدم في العالم دون شك، لكن أفضل لاعب في القرن؟ لا أعتقد أن ذلك اللقب بهذا الهوان!
كريستيانو رونالدو - العمر مجرد رقم
ضمن الرباعي المرشح لا يوجد لاعب استمر في تقديم نفس المستويات العالية في كل عام دون كريستيانو رونالدو منذ عام 2003.
النجم البرتغالي قارب على الدخول لعامه رقم 20 في الملاعب دون أن يكل أو يمل من تحطيم الأرقام القياسية وتسجيل الأهداف بكل الطرق الممكنة.
رونالدو أجاد في صفوف سبورتينج لشبونة ومع مانشستر يونايتد حصل على جائزة أفضل لاعب في العالم، ثم كسر كل الأرقام القياسية في ريال مدريد لمدة تسعة أعوام.
وفي يوفنتوس ذهب فأجاد في دوري جديد واستمر في كسر الأرقام القياسية، كل ذلك بالتوازي مع تألقه مع منتخب البرتغال، ومنافسته المستمرة مع ليونيل ميسي وحصوله على خمسة ألقاب لأفضل لاعب في العالم في وجود الأرجنتيني في الصورة.
بكل تأكيد رونالدو سيكون من هؤلاء الذين يستحقون اللقب إذا حصلوا على الجائزة، ولا يعد من السهل التفكير في لاعب آخر يستحقها أكثر منه لكل الأسباب السابقة.
ليونيل ميسي - استمرارية استثنائية
اللاعب الرابع الذي سنتحدث عنه في الأسطر المقبلة سيكون الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد برشلونة الذي يمر بفترة ليست الأفضل في مسيرته الكروية.
ميسي لا يختلف كثيرًا عن رونالدو في كل ما تحدثنا عنه من قبل إلا أنه أمضى كل مسيرته مخلصًا لبرشلونة، وهو ما يضيف له نقطة ويسحب منه الأخرى.
برشلونة لم يكن المكان الأمثل بالنسبة للاعب يبحث دائمًا عن الأفضل في السنوات الأخيرة تحديدًا مثل ليونيل ميسي وهو ما أضاف تحديًا في تقديمه لمستويات استثنائية.
ميسي حمل الفريق في فترات هي الأسوأ، وبعض الأحيان لمواسم كاملة وحده وحصل مع النادي على بطولات كان هو بطلها الأوحد.
لكن في الوقت نفسه فالنجم الأرجنتيني لم يجرب تحديات الدوري الإيطالي أو الإنجليزي، وكل مسيرته كانت في ملاعب إسبانيا أو ملاعب أمريكا الجنوبية مع منتخب بلاده.
لكن فوق كل هذا فميسي هو اللاعب صاحب أكبر عدد من الكرات والأحذية الذهبية في التاريخ، وربما يكون صاحب الموهبة الأبرز في القرن.
لذلك حصوله على تلك الجائزة سيكون منطقي لحد كبير كما هو الحال بالنسبة لرونالدو، لكن حصول أحدهما عليها سيعني خسارة الآخر وهو الأمر الغير مقبول.
