جمهور برشلونة غاضب. كيف لا وقد شاهدوا فريقهم يدفع 120 مليون يورو دفعة واحدة لأجل التعاقد مع أنطوان جريزمان من أتلتيكو مدريد ثم تعرضوا للصدمة وهم يتابعون مستواه على أرض الملعب.
جريزمان يظهر في العديد من المباريات وكأنّه تائه، لا يدري ما الذي يجب أن يفعله، فتارة يتحرك بصورة سيئة وفي أوقات أخرى يهدر فرصًا سهلة والأهم أنّ في عديد المباريات لا تشعر بوجوده أصلا.
جريزمان، الذي كان من أهم نجوم أتلتيكو مدريد والدوري الإسباني ومنتخب فرنسا، صار مسخًا في "كامب نو"، وحتى كيكي سيتيين لا يبدو راضيًا عن فكرة تواجده في الملعب بجوار ليونيل ميسي ولويس سواريز ولذلك لم يفعلها سوى لعدة دقائق فقط في لقاء ليجانيس.
لماذا يبدو جريزمان شبحًا في برشلونة؟ هل تنجح ثلاثية مكونة منه ومن ميسي وسواريز مثل ثلاثية الـMSN بوجود نيمار وقتها؟
جريزمان أم كوتينيو؟
Gettyرغم أنّ البعض يحاول تعبئة الأمور كلها في قالب واحد ويقارن بين جريزمان وكوتينيو لكن الوضع مختلف تمامًا بين الثنائي.
كوتينيو ربما لم يجد مركزه المفضل في برشلونة، ولكنّه لعب بالفعل في مراكز قريبة من وظيفته، سواء كثالث وسط أو جناح، وحتى خلال فترة إصابة ليونيل ميسي حصل على فرصته في مركزه المعتاد كصانع للعب.
كوتينيو افتقد للكثير من الأمور التي يحتاجها لاعب لبرشلونة، مثل الرؤية والحركية والأهم أنّه فقد ثقته في نفسه وقدراته مع الوقت مما أثر بالسلب على مستواه.
لكن جريزمان مختلف، هو لاعب يؤمن بقدراته ويحاول دائمًا إظهار لقطة هنا أو هناك، ورغم أنّ لديه مباريات سيئة لكنّه يحاول على الأقل وأحيانًا يعود للقيام بالمهام الدفاعية والضغط على المنافس وهي وظيفة تمنح ميسي راحة كبيرة وتوفر عليه مجهودًا بدنيًا ضخمًا.
جريزمان أكثر ذكاءً وثقة وموهبة مقارنة بكوتينيو ولكن مشكلته أكبر بكثير من ذلك.
اختر التشكيل المثالي .. من الأفضل في تاريخ برشلونة بين هؤلاء؟
المشكلة اسمها ميسي
Getty Imagesجريزمان انفجر في طرق لعب 4-2-3-1 أو 4-4-2 في مركز صانع الألعاب أو المهاجم الثاني.
فمع أتلتيكو مدريد بطريقة لعب 4-4-2 احتاج لخدمات دييجو كوستا ليكون هو المهاجم الثاني الذي يعود إلى وسط الملعب ليستلم الكرة وينقلها للأمام، بينما دور كوستا هو خلخلة الدفاع وفتح المساحة له وهو قادم من الخلف.
أما مع فرنسا في طريقة لعب 4-2-3-1، فكان جريزمان في مركز صانع الألعاب وأمامه أوليفييه جيرو الذي يقوم بدور كوستا بخلخلة الدفاع وفتح المساحة له.
لو حذفنا جريزمان ووضعنا ميسي لوجدنا أن الأدوار هي ذاتها، ميسي فقط لعب في طريقة لعب 4-3-3 ولكن بالمهام نفسها، فهو الاعب الذي يعود إلى الخلف وينطلق بالكرات ويحتاج لمهاجم يخلخل الدفاع لفتح المساحة.
الفارق أن ميسي هو الأفضل في العالم وجريزمان رغم كل إمكانياته ليس ندًا له، وبالتالي الحل المنطقي أن يستمر ميسي في مركزه المعتاد بينما يتم منح جريزمان وظيفة مختلفة.
سواريز المنقذ
Gettyورغم أنّ ميسي هو أزمة جريزمان، لكن سواريز هو المنقذ له، فلو قرر كيكي سيتيين إراحة البرغوث في أحد المباريات وإعادة صاحب الـ29 عامًا لمركزه المعتاد، فإن وجود سواريز سيكون مفيدًا للقيام بوظائف كوستا وجيرو ولكن بشكل أفضل.
ورغم ذلك، فإن مستوى جريزمان لا يقلق بهذه الصورة، فاللاعب يحاول أن يتعلم وتحركاته تتحسن مع الوقت لكن تأثيره بالطبع لن يكون بنفس القدرة.
جريزمان كان صفقة غير مناسبة منذ البداية، وهو ارتكب خطأ بالموافقة على الانضمام إلى برشلونة في مثل هذه الظروف، لكنّ ذكائه وثقته في نفسه قد يكونان الوسيلة لمساعدة الفريق.
جريزمان هو نموذج لسوء التخطيط والتسرع في القرارات في برشلونة، فإدارة بارتوميو التي لا تفقه شيئًا في كرة القدم صرفت أكثر من 350 مليون يورو على ثلاث صفقات بلا قيمة فنية حقيقية واليوم النادي الكتالوني يدفع الثمن.


