أيام عصيبة عاشها جمهور برشلونة في الأيام ما بين مقابلتي إنتر بدوري الأبطال، شحن مهول ومطالبات بإحياء "جحيم الكامب نو" عندما يحل النيراتزوري ضيفاً بعد فوزه في ميلانو وتعقيد وضع البلوجرانا، ولكن ذلك الوضع تبين أنه "إلكتروني" ليس أكثر.
مشاهد مهيبة قبل المباراة، الجمهور يجتمع بالآلاف على بوابات الملعب، واستقبال حافلة برشلونة بالشماريخ والنيران لتحفيز اللاعبين، ثم، داخل الملعب الذي امتلأت مدرجاته بما يقارب 96 ألفاً أو أكثر صمت.
طوال شوط أول احتاج فيه برشلونة أن يسجل كان جمهور الضيوف الذي يقارب 5 آلاف مشجع يجلسون في أعلى الملعب صوتهم أعلى، وفقط مع هدف برشلونة تعالت صيحات الحاضرين لمناصرة أصحاب الأرض، وبعد كل هدف للنيراتزوري بالشوط الثاني سيطر الصمت التام بعدها، ولم يحضر التشجيع والمساندة المطلوبة لإعادة الفريق رغم أن اللاعبين أثبتوا قدرتهم على فعل ذلك.
"كامب نو" تحول لمزار سياحي لأكل الفشار .. جملة قالها مشجع برشلونة على تويتر عقب لقاء دوري الأبطال ولم يجانبه الصواب، المباريات في إسبانيا، وخصوصاً الخاصة بريال مدريد وبرشلونة تحولت لمزار سياحي وأحد الفقرات لأي زائر للبلاد، حتى لو كان لا يفقه شيئاً بالكرة.
أصبحت مدرجات "برنابيو" و"سبوتيفاي" كامب نو معظمها محتلاً بهؤلاء الراغبين بالتقاط صورة للذكرى وليس للمشجعين المتعصبين لفريقهم كما هو الحال في إيطاليا أو ألمانيا، وبالذات عقب قرارات حرمان مجموعات شهيرة للأولتراس الخاصة بقطبي الكلاسيكو من الحضور بالملاعب.
لقطات مباراة فرانكفورت الموسم الماضي و"الغزوة البيضاء" الشهيرة أكبر دليل على غياب مشجع برشلونة الحقيقي عن مدرجات ملعب ناديه، والذي تركه لجماهير الضيوف والسياح.
الصورة أعلاه هي من مدرجات البارحة، لا نشكك في مدى انتماء أي من فيها ومدى حبه لبرشلونة، ولكن عزيزي مشجع البلوجرانا، هل تفضل تلك الحسناء لمساندة فريقك في مباراة الأمس أو لقاء مصيري، أو أحد أفراد "Boixos Nois" بطبولهم وأبواقهم التي احتاجها رفقاء ليفاندوفسكي كثيراً البارحة!