الحياة لا تعطيك كل شيء، بلاكبيرن الذي عاش حلمًا جميلاً مع المدرب كيني دالجليش والهداف آلان شيرر في منتصف تسعينات القرن الماضي، بتتويجه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، هو نفسه الذي ذاق مرارة ضياع الفرصة على ضم 3 من أساطير كرة القدم.
ربما كان ليتغير وضع النادي القابع في الدرجة الأولى الإنجليزية، تمامًا ويواصل الاستمرارية، بدلاً من أن يكون المتوج الوحيد بلقب "البريميرليج" الذي لا ينفس في الدرجة الصحيحة.
الحسرة الأكبر ستكون لدى كيني دالجليش نفسه، الذي كان مطالبًا بضم اثنين من الأساطير الثلاثة، لكن خذله موظفو النادي والمالك.. وهنا نسرد قصة القصص.
أين ذهب موظفو بلاكبيرن يوم الجمعة؟!
Getty Imagesعادة ما تكون هناك أحداث قوية خلف اللحظات التاريخية، لكن أن يتغير تاريخ بأكمله بسبب عدم تواجد موظف في مكتبه يوم الجمعة؟! هذا شيء مثير للسخرية حقُا!
في صيف عام 1993، تغير عالم كرة القدم إلى الأبد لأن الفريق الإداري في ملعب إيوود بارك لم يتواجدوا أي منهم وغادروا المكتب، وبالتلي لو كان شخص واحد قد بقى في المكتب، لكان روي كين لاعبًا بلاكبيرن روفرز، لكن هذا لم يحدث وحصل أليكس فيرجسون على الفرصة ليحقق صفقة بمثابة هدف في الوقت القاتل اعتاد عليه.
كان بلاكبيرن هو من يٍمسك بخيوط صفقة كين، بفضل القوة المالية لمالكه جاك ووكر، وبالفعل كان قد تفوقوا على اليونايتد بضم آلان شيرر قبل ذلك بعام، وبدا أنهم في طريقهم لحسم الصفقة عندما أعلن كين أنه سيرحل عن نوتنجهام فورست بعد هبوطه.
التقى دالجليش بكين وتفاوض مع كين على كل الشروط، عقب ذلك عندما اتصل دالجليش بمكتب النادي لمعرفة ما إذا كان الطاقم الإداري قد أعد العقد، كان الجميع قد ذهب إلى المنزل أو الحانة!
بحلول يوم الاثنين كان كين يتصور مع أليكس فيرجسون وهو يمسك بقميص مانشستر يونايتد!
كان كين هو اللاعب الوحيد الذي آراد فيرجسون ضمه لفريقه المتوج بلقب الدوري، حيث كان مهووسًا بكين منذ أن شاهده في سبتمبر 1990 وهو يقود نوتنجهام للفوز 1/0 على اليونايتد في أولد ترافورد.
لدينا شيروود، لماذا نضم زيدان؟!
Gettyimagesهل تصدقني إذا أخبرتك أن بلاكبيرن تجاهل التعاقد مع زين الدين زيدان لأن لديهم تيم شيروود؟!
بعد سنتين فقط من واقعة خسارة روي كين، طلب دالجليش من المالك جاك ووكر التعاقد مع زين الدين زيدان وهو في بورتو.
كان رد ووكر "لماذا أتعاقد مع زيدان ولدينا تيم شيروود؟!".
تلك الجملة بلعها ووكر عقب ذلك بسنوات، وشعر بمرارة الرفض!
انتقل زيدان إلى يوفنتوس في النهاية وبدأ في صناعة اسمه في تاريخ كرة القدم، أما شيروود فلم يظهر سوى في عدد من المباريات مع المنتخب الإنجليزي.
كانت لحظة ربما فارقة في تحديد مستقبل ناد ينافس الآن في دوري الدرجة الثانية.
الطبيعة تتدخل هذه المرة
Getty Imagesتمر السنوات ونصل إلى عام 2010، حيث بدأ اسم مهاجم بولندي يلعب في ليخ بوزنان يلمع، وبالتالي كان بلاكبيرن روفرز المنافس في البريميرليج في تلك الفترة مهتمًا بخدماته.
دخل مدرب الفريق أنذاك سام آلاردايس في مفاوضات لضم اللاعب من فريقه، الذي طلب 4 ملايين يورو للتخلي عن خدماته.
لكن مالك بلاكبيرن "جون ويليامز" لم يكن مقتنعًا بدفع هذا المبلغ في لاعب شاب لا يلعب في المستويات الأولى في أوروبا، لذلك حاول آلاردايس مخاطبة ود ليفا ليعلن عن رغبته في اللعب لبلاكبيرن للضغط على ناديه لتقليص شروطه المالية.
وسافر آلاردايس لبولندا للتفاوض مع ليفا، الذي أعجب بشخصية المدرب الإنجليزي، وهذا الأخير دعاه للقدوم إلى إنجلترا لزيارة مقر النادي.
قام ليفاندوفسكي بالفعل بحجز مقعد في إحدى الرحلات المتهجة إلى إنجلترا، لكن تدخلت الطبيعة لتقلب الأمور رأسًا على عقب، بعد اندلاع بركان "إيجافجالاجوكول" في أيسلندا، مخلفًا سحابة هائلة من الرماد منعت حركة الطيران وألغيت على إثره رحلة ليفا إلى إنجلترا.
مع فشل آلاردايس في تخفيض قيمة الصفقة، قرر في الأخير التعاقد مع نيكولا كالينيتش، ولاحقًا تعاقد بوروسيا دورتموند مع ليفاندوفسكي بناء على توصية من كبير كشافي النادي سفين ميسلنتات.
ويقول وكيل ليفا عن تلك القصة "لم يكن بمقدورنا السفر بالسيارة إلى إنجلترا!"، أما آلاردايس فبحسب حديثه فيشعر بالندم كلما شاهد اللاعب يمزق الشباك.


