هو أفضل مدافع في العالم، لا، الأفضل في التاريخ، إن ارتكب أي خطأ فغالبًا هو ليس مسئولًا عنه، وإن خسر فريقه بسبب هفواته فاللوم سيذهب للاعب آخر.
سيرخيو راموس، قائد ريال مدريد، نعم، لا يجب وصفه سوى بقائد الريال، فلو قلت لاعب أو مدافع فقط لا تكفي وذلك لأنّه رأس العاشرة يا ولد واللاعب الذي يخسر فريقه في غيابه.
راموس دائمًا في موضع لم يصل له لاعب من قبل فيما يتعلق بالتقييم، فلا يجوز بأي طريقة المقارنة بين راموس وجيرارد بيكيه، مدافع برشلونة، رغم أن الثنائي من الأفضل في تاريخ إسبانيا الحديث، لكن سيرخيو دائمًا في مكان مختلف. لماذا؟ لا أحد يدري.
هل راموس هو المدافع الأفضل في العالم أو التاريخ؟ هل مستوى اللاعب لا يزال كما هو؟ هل يجب اعتباره مدافعًا سيئًا وضرورة التخلص منه سريعًا؟
إمكانيات راموس
Goalلو أرادت تجاوز المبالغات غير المنطقية، فإنّ راموس الذي بدأ مسيرته في مركز الظهير الأيمن ثم تحول لقلب دفاع أحد أفضل المدافعين في السنوات الماضية.
مدافع يتميز بقدرته الجيدة على كسب الثنائيات الأرضية منها والهوائية، متميز فيما يتعلق بالضغط واستعادة الكرة، وبدايته في مركز الظهير جعلته سريعًا مقارنة بباقي المدافعين ولذلك يرتد بشكل جيد.
فمنذ 2008-2009 حتى الوقت الحالي، راموس أكثر من كسب الثنائيات لفريق إسباني بواقع 2951 مرة بنسبة نجاح وصلت إلى 60.8%، وبالمناسبة نسبة النجاح ليست الأكبر، فجيرارد بيكيه أفضل بنسبة 62% ودييجو جودين بواقع 65%.
أما في الثنائيات الهوائية، فراموس رقم واحد أيضًا بفوزه في 1228 ثنائية، لكنّه الثالث في أكثر من استعاد الكرة بواقع 810 مرة بعد فيليبي لويس وداني ألفيس ولكن نسبة نجاحه أكبر بواقع 78% واعترض الكرة 1192 مرة في المركز الثاني بعد جودين بفارق مرتين فقط.
لغة الأرقام، وحتى المتابع الجيد لمباريات الملكي لا يستطيع أبدًا التقليل من إمكانيات راموس الدفاعية، لكن هذا لا ينفي حقيقتين، الأولى أنّ اللاعب يمتلك العديد من العيوب، والثانية أن مستواه في تراجع خلال السنوات الماضية.
عيوب راموس
Goalراموس من المدافعين الذي يفضل المواجهة بدلًا من التراجع، ويرى أنّ مقابلة المهاجم في مكان أبعد عن مرماه أفضل، ورغم أنّ الفكرة العامة جيدة لكنّه يمنح المهاجم أفضلية المراوغة في مساحة أكبر.
فسواء راوغ المهاجم راموس، أو تجاوزه بتمريره مع زميل كما حدث في لقاء سويسرا الماضي، فإنّ فرصة تحويل هذه الكرة لهدف كبيرة جدًا.
اندفاع راموس المبالغ فيه أحيانًا يتسبب في ضرب جبهته كثيرًا، وفي مباريات الدوري الإسباني صارت العديد من الأندية تلعب على هذه النقطة وتسجل منها أهدافًا وتجلى ذلك بشكل واضح في موسم 2018-2019 بتعادل مع بيلباو وهزيمة من إشبيلية وغيرها من المباريات.
الدليل على أنّ تقدم صاحب الـ34 عامًا المبالغ فيه له تأثيرات خطيرة، فراموس هو أكثر لاعب لفريق إسباني ارتكب الأخطاء التي أدت إلى هجمة على فريقه بواقع 42 مرة وبفارق يقترب من الضعف عن التالي له (دييجو جودين 25 مرة وبيكيه 24 مرة)، كما أنّه الثاني في من ارتكب الأخطاء التي أدت إلى أهداف بواقع 10 أهداف كاملة.
لأن الرهان على الحرس القديم خاسر يا زيدان!
هل راموس قائد؟
Getty Imagesفي الدفاع، لا يوجد شخصية قيادية مثل راموس، وفي غيابه يعاني الفريق كثيرًا مثلما حدث أمام مانشستر سيتي وشاختار في دوري أبطال أوروبا وغيرها من المباريات.
راموس بالفعل هو الأفضل في دفاع ريال مدريد، ولكن هذا أمر محبط وسلبي للنادي الملكي، فرغم سوء مستوى قائد البلانكوس فلا يوجد أحد أفضل منه.
ولكنّه ليس منزهًا عن الخطأ، راموس له ما له وعليه ما عليه، فلا عاقل يمكن تجاهل قيمته وأهميته في تاريخ وحاضر ريال مدريد، ولكن كمية الأخطاء التي يقع فيها وبالأخص مؤخرًا تضع الكثير من علامات الاستفهام عليه.
راموس هو من طُرد أمام مانشستر سيتي وحرم الفريق من وجوده في لقاء الإياب، وهو من تحصل على البطاقة الصفراء الثانية في ذهاب أياكس متعمدًا ليغيب عن الإياب، كما أنّ موافقة زين الدين زيدان على تحرر اللاعب هجوميًا أدى بشكل واضح إلى ثغرة في الدفاع.
لماذا يبالغ الجميع في تقييم راموس؟ ربما لأن جمهور ريال مدريد يرفض الاعتراف بأن رأس العاشرة ونجم الدفاع في سنوات طويلة أصبح ثغرة أخرى في الخط الخلفي ويجب التفكير في بديل قوي له في السنوات المقبلة.
لماذا يبالغ الجميع في تقييم راموس؟ ربما لأن الصرخات واللقطات التي لا علاقة لها بالعمل الفني تحصل على قيمة مضاعفة عند الجماهير.
الفضيلة وسط بين رذيلتين، راموس ليس المدافع الأفضل في العالم حاليًا ولا في التاريخ، لكنّه بالتأكيد بين الأفضل ولو قرر الاعتزال غدًا لانضم إلى قائمة الأساطير دون شك!


