بدأ يوفنتوس معركته لاستعادة اللقب الغائب، همّ بالذهاب وحمل في جعبته جميع الأسلحة، نسي سلاح وحيد ولربما تنساه، لم يضع في الحسبان أن دون هذا السلاح قد يدرك نهايته.
بدا النادي الإيطالي أنه في طريقه للخروج بالنقاط الثلاث في مستهل مشواره بالدوري الإيطالي وذلك بتقدمه على أودينيزي بهدفين نظيفين في الشوط الأول عبر الأرجنتيني باولو ديبالا والكولومبي خوان كوادرادو، ثم تغيرت مجريات المباراة عندما عرقل حارس المرمى البولندي، فويتشيك تشيزني، تولجاي أرسلان وتسبب في ركلة جزاء لصالح أودينيزي، سجل منها روبرتو بيريرا الهدف الأول.
لم ينته الأمر عند هذا الحد، وعاد تشيزني ليتسبب في هدف التعادل لأودينيزي الذي أحرزه ديلوفيو في الدقيقة 83، بعد أن أخطأ في تمرير الكرة داخل منطقة الجزاء، لترتد إلى المهاجم الإسباني الذي يضعها بسهولة في المرمى.
لم تكن أخطاء الحارس البولندي وليدة اللحظة أو وقعت لظروف ما في المباراة، لكنها أخطاء متكررة ولم يكن هناك أي تعلم من نتائجها السلبية الأولية.
خليفة بوفون
Getty Imagesفي عام 2017، انضم تشيزني إلى يوفنتوس من نادي أرسنال، بعد أن قضى موسمين معارًا إلى نادي روما الإيطالي، وفي موسمه الأخير مع ذئاب العاصمة، أنهى موسمه بثاني أفضل دفاع، رغم أن روما سادس فريق تلقى فرصًا ووصلت نسبة تصدياته إلى 75% حسب موقع "أوبتا"، أصرت إدارة البيانكونيري على التعاقد مع البولندي ليكون خليفة جيانلويجي بوفون الذي سيرحل إلى باريس سان جيرمان فيما بعد.
بدأ اللاعب في الظهور في موسم 2018- 19 وقدمه خلاله مستويات رائعة وأصبح الحارس الأساسي للفريق بعد رحيل الحارس الأسطوري، بوفون.
لكن مع بداية موسم 2020-21 انخفض مستوى اللاعب وأصبحت معظم الأخطاء ساذجة ومتكررة، وكان أبرز خطأ ارتكبه، في مباراة ذهاب الدور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا أمام الفريق البرتغالي بورتو، عندما تأخر في الوصول إلى الكرة واستطاع مهاجم بورتو أن يخطف الكرة ويسددها، كلف هذا الخطأ اليوفي الكثير وخسر مباراة الذهاب كما تعقدت الحسابات في العودة لكن في النهاية تأهل النادي الإيطالي على حساب نظيره البرتغالي.
ظل مستوى الحارس في تراجع خلال موسم، وأصبح واحد من الأسباب الرئيسية لخسارة يوفنتوس لقب الدوري، وليس ذلك فقط، على المستوى الدولي، في يورو 2020، أصبح تشيزني أول حارس مرمى يسجل هدفًا عكسيا في مرماه بالخطأ بتاريخ بطولة كأس الأمم الأوروبية، بعد أن أدخل تسديدة لاعب سلوفاكيا إلى الشباك بدلًا من صدها.
كل تلك الإشارات كانت بمثابة جرس الإنذاز إلى إدارة االبيانكونيري لكن اختار أن يتجاهلها.
ندم دوناروما
Gettyأثناء هذا الصيف، نشرت صحيفة "توتو سبورت" أن يوفنتوس يريد دوناروما الذي أصبح لاعبا حرًا بعد أن انتهى عقده مع الفريق ورفض التجديد، لكن أولًا يحتاج إلى طريقة لبيع البولندي تشيزني الذي لن يقبل بدور الاحتياطي الموسم المقبل.
سعى يوفنتوس بالفعل للتخلص من اللاعب، وذكرت الصحيفة ذاتها أن الفريق الإيطالي فشل في إيجاد فريق يستطيع أن يدفع راتب الحارس البولندي البالغ من العمر 31 عامًا، اللاعب لا يزال مرتبطًا بعقد مع يوفنتوس حتى صيف 2024 براتب يصل إلى 6.5 مليون يورو سنويًا.
لكن من جهته، ماسيميليانو أليجري كان رافضًا لفكرة التعاقد مع دوناروما، وكان يرى أن تشيزني يستحق الاستمرار في حراسة يوفنتوس، وأبلغ مديري النادي أنه يفضل الحارس البولندي على دوناروما، ويراه من أفضل 4 حراس في العالم، كما أن التعاقد مع دوناروما ليس له فائدة، خاصة وأن أولوية الشراء ليست في حراسة المرمى.
في النهاية، إدارة يوفنتوس التي كانت تضع دوناروما كأولوية، رضخت لاختيار أليجري، الذي يعد شجاعًا ومحفوفًا بالمخاطر ورحل دوناروما إلى باريس سان جيرمان مجانًا.
لازال هناك متسع من الوقت
Gettyاليوم 26 أغسطس، لايزال ينقصنا 5 أيام على نهاية سوق الانتقالات الصيفية، إذا وجه يوفنتوس نظره قليلًا إلى أقصى الشمال الغربي، تحديدًا عاصمة الأنوار سيجد هناك حارس مرمى من الطراز الرفيع، بات مركزه الأساسي في مهب الريح بعد أن انضم إليه دوناروما، الكوستاريكي كيلور نافاس.
لا يزال صاحب الـ 34 عامًا يقدم مستويات مبهرة، فبعد أن حصد 3 ألقاب متتالية بدوري الأبطال مع ريال مدريد، انضم إلى باريس سان جيرمان، ولم يجد نافاس صعوبة في الحصول على مركز الحارس الأساسي في أول موسمين له مع الفريق، وساهم في وصول الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه موسم 2019-2020، قبل الخسارة أمام بايرن ميونخ الألماني.
لم ينته الكوستاريكي بعد ويستطيع أن يقدم الكثير أو بالأحرى سيكون بالتأكيد أفضل من تشيزني، أما على مستوى المشاكل المادية التي يغرق فيها النادي الإيطالي، فيستطيع الحصول على خدمات اللاعب على سبيل الإعارة مستغلًا محاولة النادي الباريسي موازنة حساباته.
لازالنا في البداية والموسم طويل لكن يوفنتوس يجب أن يسمع للنصيحة جيدًا، أن تضع أقل ميزانية لحارس المرمى فأنت لن تحصد أي لقب، وتستطيع أن تأخد ليفربول ومانشستر سيتي مثالًا، لم يحصد كلاهما البطولات إلا عندما اُستبدل كاريوس بالبرازيلي أليسون بيكر وتم التخلى عن برافو والتعاقد مع إديرسون.
اقرأ ايضًا:
"كلما رحل رونالدو أسرع كان أفضل ليوفنتوس"
رونالدو يغادر مران يوفنتوس فجأة.. وثلاثة شروط أمام سيتي لضمه
