قال الناقد الرياضي عادل المرضي مؤخرًا أن الهلال والنصر من حيث القوة المالية والصفقات والقدرة على الدعم يعيشان في كوكب، والاتحاد والأهلي في كوكب مختلف تمامًا .. وقد كان قوله صادقًا إلى حدٍ كبير. (تجد تصريحاته هنا )
قطبا جدة يعيشان فترة كارثية على صعيد الاستقرار المالي والإداري، وهما بعيدان عن التتويج بالبطولات الكبرى منذ سنوات وسنوات، إذ كان آخر لقب للدوري حققه الأهلي عام 2016 فيما الاتحاد عام 2009.
السبب الأهم في ذلك هو الأزمة المالية التي يُعاني منها الناديان، والتي أساسها غياب الداعمين والأعضاء الذهبيين، والتي تجعلهما غير قادرين على دعم الفريق باللاعبين الجيدين، عكس ما يحدث في الهلال ومؤخرًا النصر.
الهلال يتمتع بقوة داعمة كبيرة جدًا على الصعيد المالي، على رأسها بالطبع الأمير الوليد بن طلال، والنصر مؤخرًا وجد الأمير خالد بن فهد الذي يُقدم دعمًا لا محدود ويُساهم بقوة في حل جميع مشاكل النادي المالية ودعم صفوفه.
الأهلي كان لديه الأمير منصور بن مشعل لكن المشاكل الإدارية أدت لانسحابه، فيما يبحث الاتحاد عن مصدر دعم منذ رحيل رئيسه الأبرز منصور البلوي عن منصبه وكرة القدم تمامًا.
لاشك أن المشاكل الإدارية تُساهم في أزمة الناديين ولها جزء كبير من مسؤولية ما حدث لهما، لكن حتى تلك المشاكل الإدارية ربما لم تكن لتكون موجودة إن توفرت الأموال دون أي شروط أو تدخلات من مقدميها، مثلما يحدث في الهلال والنصر.
ما الحل إذًا؟ لا يوجد مصادر مالية حقيقية للأندية السعودية تستطيع تمويل حجم الإنفاق الهائل في الدوري السعودي خاصة على الرواتب وشراء اللاعبين، الجزء الأكبر من التمويل مصدره الداعمين والأعضاء الذهبيين والدعم المقدم من وزارة الرياضة السعودية.
الحل الأفضل والسحري لكل تلك المشاكل المالية هو تشفير الدوري السعودي، لأنه سيمنح الأندية مصدرًا كبيرًا للدخل سنويًا مما يحميها من الأزمات المالية، خاصة أن اسم وسمعة الدوري السعودي ممتازة ومن المتوقع تهافت القنوات العربية للفوز بحقوق بثه.
حقوق البث التلفزي هي السبب الأكبر وراء التفوق المذهل للدوري الإنجليزي على الصعيد المالي، وهذا التفوق جعل البطولة في طليعة البطولات الأوروبية، وعلى العكس تمامًا .. تواضع عوائد حقوق البث ساهمت في تراجع الدوري الإيطالي كثيرًا وإخراجه من حسابات المنافسة على اللاعبين والصفقات الكبرى.
حقوق البث ستختلف كثيرًا حين يُصبح الدوري مشفرًا، ويُمكن إيجاد حلول كثيرة للطبقات الفقيرة في السعودية التي لا تستطيع تحمل قيمة الاشتراك لمتابعة أنديتها ونجومها المفضلين، وبالتأكيد أي عاشق للاتحاد والأهلي سيُفضل تشفير الدوري على رؤية فريقه يُصارع كل موسم للنجاة من الهبوط ويغيب تمامًا عن منصات التتويج.




