في مواجهة المنتخب الألماني يجب أن ترتعد فرائصك وأن يتوقف الدم عن السير في عروقك، فأنت في حضرة بطل العالم أربع مرات وأمام من أبكوا شعوبًا عريقة في كرة القدم تدعى الأرجنتين والبرازيل.
لكن لا، ليس بعد الآن، كان ذلك الحديث سابقًا، ولم يعد يعمل كما كان أن يعمل في السابق، وتأثير وقوع تلك الكلمات على آذان الخصوم أصبح شبه معدوم كأنها مجرد كلمات استهلاكية.
نعم ذلك صحيح، فالمنتخب الألماني المرعب الذي فاز بسبعة أهداف على جيل برازيلي كان مرشحًا لحصد كأس العالم على أرضه ووسط جماهيره لم يعد ذلك الذين نعرفه.
خسارة أولى شاهدها الجميع
في قطر 2022 لم يأت المنتخب الألماني الذي نعرفه بعد، كأن أحد المنتخبات البديلة هي التي جاءت إلى المنطقة العربية لتوهمنا أنها ألمانيا المرعبة.
وأمام اليابان رغم التقدم المبكر إلا أن الفريق فقد الرغبة في إضافة المزيد من الأهداف فوجد خصمًا محترمًا نسيوا أو تناسوا أنه كاد أن يطيح ببلجيكا في النسخة السابقة من البطولة بهدفين سريعين.
في النهاية وقع المحظور ونجح الفريق الياباني أن يجعل من الألمان عبرة وحصدوا ثلاث نقاط تاريخية لهم في مواجهة الفرق الأوروبية في كأس العالم.
نجاة بمعجزة من خسارة ثانية
وفي المباراة الثانية أمام المنتخب الإسباني وبالرغم من الظهور على فترات إلا أن الفريق كان أقرب للخسارة منها للفوز في مواجهة كان يجب أن تكون متكافئة بشكل أكبر.
الفريق الألماني تعادل في اللحظات الأخيرة من عمر اللقاء، وكان من الممكن للغاية أن يخسروا المباراة ويصبح مصيرهم في أقدام غيرهم في الجولة المقبلة.
ألمانيا حصلت على فرصة جديدة للحياة بالفعل بعد خسارة المنتخب الياباني ظهر الأحد من كوستاريكا بهدف نظيف، لكن التعادل مع إسبانيا جعل تلك الفرصة تتضاعف.
هل تتخيل عزيزي أن ألمانيا كان من الممكن أن تصعد للأدوار الإقصائية بثلاث نقاط فقط من دور المجموعات!
الرأس خارج الملعب ولا أحد يتذكر 2024
ما يقدمه المنتخب الألماني من مستويات في النسخة الجارية من كأس العالم لا يسعنا إلا أن نقول عليه إن الفريق لا يفكر في كرة القدم.
تستطيع أن تعدد ما شئت من أشياء قد يكون المنتخب الألماني يفكر فيها، إلا كرة القدم التي تبدو رياضة غريبة بالنسبة لهؤلاء في ألمانيا الذين لطالما أجادوا لعبها.
وكأن كافة أفراد منظومة كرة القدم الألمانية نسيوا أن بلادهم تستضيف بطولة كأس الأمم الأوروبية بعد أقل من عامين من الآن وسيكون عليهم الظهور فيها بشكل مختلف تمامًا والمنافسة على لقبها حتى الرمق الأخير.
تلك البطولة الغائبة عن خزائن ألمانيا منذ 26 عامًا لابد أن تكون هي الهدف الذي يركز عليه الفريق في الفترة المقبلة بعد الخروج المؤجل من كأس العالم، فتخيل عزيزي أن الماكينات يملكون كؤوس عالم أكثر من الكأس القارية الخاصة بأوروبا.
بيت القصيد
ألمانيا تلك التي تلعب في قطر هي بلاد غريبة عن أبطال العالم أربع مرات من قبل، أمام اليابان لم يكونوا هم، وضد إسبانيا حصلوا على نقطة بصعوبة بالغة، وأمام كوستاريكا حتى وإن حققوا الفوز بنتيجة تاريخية، ستبقى الشكوك داخلهم وسيغادرون البطولة في أقرب فرصة تالية.
لذلك على الفريق أن يبدأ في التخلي عن أي أفكار أخرى تبعده عن كرة القدم لو أراد الاستمرار في البطولة لأطول وقت ممكن وإذا ما أراد الإعداد لكأس الأمم الأوروبية المقبلة.
في النهاية لا يسع هانز فليك ورفاقه إلا الإعداد والعمل للخروج من تلك المرحلة التي يمر بها الفريق، التي كانت يجب أن تكون مرحلة إعداد وبناء، لكن لا تظهر لها ملامح واضحة حتى الآن.
