يستعد الهلال لمواجهة الفيحاء في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين يوم الجمعة القادم، وهي مباراة تبدو سهلة على الورق لكنها ليست كذلك أبدًا على أرض الملعب لعدة عوامل بارزة.
وصول الفيحاء للمباراة النهائية ليس بالصدفة أبدًا، بل هو بمثابة حبة الكرز لموسم الفريق المذهل في الدوري السعودي تحت قيادة مدربه فوك رازوفيتش، وفيما يلي نستعرض أبرز نقاط قوة وضعف منافس الهلال في نهائي كأس الملك الذي سيُقام تحت رعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
اقرأ أيضًا | تحذير للهلال .. "الفيحاء أصعب فريق قد تواجهه، شيء واحد نقصه ليُنافس على الدوري"
نقطة قوة | الدفاع الأقوى وحارس المرمى العملاق
قد تُصدم عزيزي القارئ حين تعلم أن دفاع الفيحاء الذي لا يضم أي لاعب شهير هو الأقوى في الدوري السعودي هذا الموسم، إذ لم يستقبل سوى 22 هدفًا وحافظ على نظافة مرماه 11 مباراة كاملة.
الفيحاء بدفاعه تفوق على أندية كبيرة بنجوم مميزين أمثال الاتحاد والهلال والشباب والنصر، ويعود هذا الصمود الدفاعي لمنظومته الدفاعية الصلبة التي وضع أركانها المدرب رازوفيتش بجانب الثنائي المتألق، المدافع سامي الخيبري وحارس المرمى فلاديمير ستويكوفيتش.
الحارس صاحب الـ38 عامًا تصدى لـ91 تسديدة خلال مبارياته الـ25 مع الفريق، ولا يتفوق عليه سوى مصطفى زغبة حارس مرمى ضمك بـ94 تسديدة، وقد بلغت نسبة تصدياته من إجمال التسديدات عليه 83% وهو رقم ممتاز جدًا تفوق به على العديد من الحراس المميزين في الدوري السعودي.
هجوم الهلال سيكون أمام معضلة حقيقية لفك شفرة الدفاع الفيحاوي وقهر هذا العملاق الصربي، وقد رأينا كيف فشل في تلك المهمة خلال مباراة الدوري الأخيرة بينهما.
نقطة قوة | الفيحاء .. تخصص إفساد احتفالات الكبار
المدرب رازوفيتش قال في تصريحات أخيرة لبرنامج "أكشن مع وليد" "إن حللنا موسم الفيحاء هذا الموسم نجد أنه كان خصمًا عنيدًا أمام جميع الفرق الكبيرة، ما أقوله لجمهور الفريق هو عدم توقع أي شيء حتى لا يُصابوا بالإحباط، أعدهم فقط بتقديم أفضل ما لدينا لإسعادهم"، وهو محق تمامًا.
الفيحاء لعب 10 مباريات أمام الخماسي الكبير في السعودية، فاز في 3 مباريات وتعادل في مثلها وخسر 4، وقد هزم الهلال والأهلي ولم يُهزم أمامهما وفاز على الاتحاد.
الفيحاء أفسد آمال الهلال في تقليص الفارق مع الاتحاد في صدارة الجدول وفاز عليه في المباراة المؤجلة، وقبلها كان قد أفسد مساعي الاتحاد للفوز بالثنائية المحلية وأخرجه من نصف نهائي الكأس بالفوز بهدف نظيف كذلك.
الفريق ومدربه رازوفيتش يُجيد اللعب أمام الكبار جيدًا، حيث يُغلق وينظم دفاعه بقوة ويباغت بالهجمات المرتدة السريعة وهو فريق يُجيد تمامًا استغلال المساحات الفارغة، والمثير أنه حتى إن خسر لا يخسر بأكثر من هدف في جل المباريات.
نقطة قوة | المدرب المخضرم فوك رازوفيتش
رازوفيتش أحد أهم نقاط قوة الفيحاء هذا الموسم، وهو أحد القلائل الذين حافظوا على منصبهم منذ بداية الموسم وذلك بفضل نتائجه الإيجابية جدًا.
المدرب صاحب الـ49 سبق أن خاض تجربة ممتازة مع الفيصلي وقاده لنهائي الكأس قبل الخسارة أمام الاتحاد في 2018، وهو يُفضل اللعب بطريقة 4-2-3-1 وأحيانًا 4-1-4-1.
أبرز نقاط قوة رازوفيتش بناء فريق قوي دفاعيًا، بجانب عينه الرائعة في اكتشاف المواهب، وقد أشاد مؤخرًا بمهاجم الفيحاء مالك عبد المنعم مؤكدًا أنه سيُصبح من الأفضل خلال سنوات.
المدرب يُجيد اللعب أمام الكبار والخروج منهم بنتائج إيجابية وهذا مصدر قلق كبير للهلال، كما أنه يحسن التعامل نفسيًا وذهنيًا مع لاعبيه وقد رأينا كيف حاول التقليل من الضغوطات في تصريحاته الأخيرة.
نقطة قوة | موسم رائع ومعنويات كبيرة ولا ضغوطات
الفيحاء قدم موسمًا رائعًا في الدوري السعودي رغم أنه أحد الصاعدين لدوري المحترفين هذا الموسم، إذ يتواجد الفريق سادسًا في جدول الترتيب بـ33 نقطة جمعها من 9 انتصارات و6 تعادلات و11 خسارة.
هذا الأمر منح اللاعبين ثقة كبيرة في أنفسهم، خاصة أن تأهلهم للمباراة النهائية كذلك جاء بعد تخطي الاتحاد في نصف النهائي وهو متصدر الدوري، وهو ما سيجعلهم يدخلون المباراة النهائية بإصرار وعزيمة على تحقيق الفوز أو على الأقل تقديم أداء يليق بما قدموه خلال الأشهر الماضية.
ما يزيد من فرص الفيحاء كذلك، وجميعنا نعلم أن بطولات الكأس هي عنوان المفاجآت، هو أنه يدخل اللقاء دون أي ضغوطات، فهو ليس الفريق المطالب بالفوز والتتويج وليس لديه شيء ليخسره .. لقد حقق الإنجاز بالفعل بالوصول لتلك المحطة وما بعد ذلك سيكون رائعًا لو حدث لكن لو لم يحدث فلن يُقلل مما فعله النادي بإدارته ولاعبيه ومدربيه.
نقطة ضعف | العقم الهجومي وغياب القناص
الفيحاء هو أقوى دفاع في الدوري السعودي، .. حسنًا، ذلك النصف الممتلئ من الكوب، لكنه في النصف الفارغ صاحب ثاني أضعف هجوم برصيد 21 هدف فقط، ولا يوجد من هو أسوأ سوى الطائي متذيل الترتيب بـ19 هدفًا.
مشكلة الفيحاء الحقيقية ليست في المنظومة الهجومية أو صناعة الفرصة، خاصة بوجود لاعبين مثل تاختسيديس وأوسو وعبد المالك، لكن المشكلة الكبرى في غياب المهاجم الهداف القناص القادر على استغلال أنصاف الفرص.
الفيحاء هذا الموسم سنحت له 37 فرصة محققة للتسجيل لم ينجح في تحويل سوى 9 منها لأهداف، أي أن نسبة استغلاله للفرص المؤكدة لم تتجاوز الـ27%.
أمام خصم مثل الهلال، تلك النقطة قد تكون مؤثرة جدًا لأن الفرصة التي ستسنح للفريق قد لا تتكرر أبدًا خلال المباراة.
نقطة ضعف | الإصابات وغياب أوسو وعبد المنعم والرشيدي
لمواجهة عملاق مثل الهلال، أنت بحاجة لجاهزية كل لاعبيك بأفضل حالة بدنية وفنية، لكن الفيحاء سيئ الحظ لأنه سيخوض النهائي منقوصًا من 3 من أبرز وأهم لاعبيه.
الإصابات نالت من الفيحاء في الأسابيع الأخيرة، وسيغيب عنه خلال المباراة النهائية مالك عبد المنعم وصامويل أوسو ومخير الرشيدي، وهم ثلاثة من ركائز المدرب رازوفيتش وقد تحدث عن غيابهم واصفًا إياه بالصعب والمؤثر.




