كتب | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر
ارتد ليفربول من نتائجه السلبية في الفترة الأخيرة محققًا فوزًا مقنعًا على حساب واتفورد بخماسية نظيفة، حافظ به على النقطة التي تفصله عن أقرب ملاحقيه، مانشستر سيتي في صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز.
أظهر ليفربول أمس مستوياته المعهودة، مثل التي كان يُقدمها في النصف الأول من الموسم، شراسة هجومية وقدرة على خلق الفرص، وأظهرة نارية تعطي الفريق كثافة هجومية، مثلما فعل ألكسندر أرنولد الذي صنع 3 أهداف من أصل 5.
اضطر ليفربول لإجراء تعديلين في خط هجومه، واحد اضطراري، وآخر تكتيكي. الاضطراري كان في الاعتماد على ديفوك أوريجي في خط الهجوم، بدلاً من الغائب روبرتو فيرمينو، الذي كان قد تلقى إصابة في الكاحل في المباراة السابقة أمام مانشستر يونايتد، وقد فضل كلوب الدفع بأوريجي على حساب عدة عناصرأخرى كشاكيري وستوريدج.
التغيير التكتيكي تمثل في وضع ساديو ماني في قلب الهجوم بين الجناحين أوريجي «يسارًا» وصلاح «يمينًا» في الطريقة التقليدية لكلوب 4/3/3.
وبدا من الواضح أن واتفورد لم يتخيل هذا التغيير لأنه من النادر أن يبدأ ماني في قلب الهجوم، حيث ظل كلوب يعتمد بشكل كبير على محمد صلاح كرأس حربة في الفترة الأخيرة.




في الفترات الأخيرة عندما لعب صلاح في مركز المهاجم لم يستطع أن يُقدم الشيء الكبير، لأنه كان قريب للغاية من مدافعي الخصم، ومعروف أن صلاح لاعب لا يُجيد اللعب وظهره للمرمى، لكنه يكون أكثر فاعلية عندما يكون على الجناح الأيمن وفي مواجهة الخصوم، وفي هذه الحالة يستطيع المرور في موقف لاعب ضد لاعب، أو التسديد بقدمه اليسرى المميزة، أو حتى صناعة اللعب، علمًا بأنه أحد أفضل صناع الأهداف في البريميرليج.
Getty Imagesالأمر الآخر أن صلاح لا يجيد اللعب برأسه، وإن عدنا للهدف الأول لليفربول أمس والهدف الأول لماني جاء برأسية، رغم أنه أحد أقصر اللاعبين على أرض الملعب.
عندما سئل كلوب عن وضع ماني في قلب الهجوم، قال «كانت الفكرة الأولى، كنا نحتاج للاعب قادر على اللعب في المساحات الصغيرة. لدينا لاعبون آخرون يمكنهم اللعب في نفس المركز لكن لا يحظون بسرعة ماني. لعب الكثير من المباريات في مسيرته وهو يعرف كيف يلعب كمهاجم».
أضاف ماني الهدف الثاني بطريقة أنيقة بكعب قدمه، وهذا أيضًا يُفسر قدرات اللاعب الكبيرة في قدرته على اللمسة الأخيرة من داخل الصندوق حتى وظهره للمرمى.
وجود ماني في قلب الهجوم يخدم هجوم «الريدز» ويخدم صلاح نفسه، فصلاح رغم أنه لم يُسجل، لكنه شكل خطورة فائقة رفقة أرنولد من الجبهة اليمنى، وأعطى ماني مساحات بين الظهير وقلب الدفاع بجانبه.
في الجانب الآخر قدم أوريجي مستوٍ جيد وسجل هدفًا، لكن مع ذلك ليس من المؤكد أن يحتفظ بمكانه في التشكيلة الأساسية إن عاد فيرمينو في ديربي ميرسيسايد يوم الأحد المقبل.
لكن يبقى السؤال، هل سيبقى ماني في قلب الهجوم أم يعود كلوب لبعض قناعاته التكتيكية السابقة؟!
