تعادل مانشستر سيتي أمام توتنهام بهدفين لمثلهما في قمة مواجهات الجولة الثانية من الدوري الإنجليزي الممتاز، في مباراة شهدت إعادة لسيناريو مألوف للجميع في حال الحديث عن مباراة طرفيها مانشستر سيتي وتوتنهام.
التعادل جاء ليكرر نفس الأسئلة التي تكررت من قبل، مع مزيد من علامات الاستفهام نظرًا لتغير وضع توتنهام الذي من المفترض أن يكون حدث بعد سوق الانتقالات الصيفية الذي جاء عقب وصافة أوروبا.
بداية منطقية
الرسم التكتيكي للفريقين كان أقرب ما يكون للمتوقع، بيب جوارديولا كعادته بالـ 4/1/4/1، إيديرسون في حراسة المرمى، نيكولاس أوتاميندي وإيمريك لابورت كقلبي دفاع، كايل ووكر على اليمين وزينتشينكو على اليسار، رودري كلاعب ارتكاز، جوندوجان ودي بروين أمامه، على الأطراف رحيم ستيرلينج وبيرناردو سيلفا، خلف سيرخيو أجويرو المهاجم الوحيد.




على الجانب الآخر بدأ بوتشيتينو بما يقترب من الـ 4/4/2 دايموند أو الماسية، هوجو لوريس في حراسة المرمى، توبي ألديرفيرلد ودافينسون سانشيز كقلبي دفاع، بيتريس على اليمين وداني روز على اليسار، موسى سيسوكو وندومبيلي وهاري وينكس ثلاثي وسط الميدان خلف كريستيان إريكسين الذي تحرر دفاعيًا وبات أقرب للرقم 10، خلف الثنائي إيريك لاميلا وهاري كين المتبادلان للأدوار في الأمام.
كان ذلك بالطبع على الورق، ولكن في حقيقة الأمر اختلفت أدوار لاعبي توتنهام تحديدًا عما استنبطناه مع قراءة التشكيل قبل المباراة، أدوار دفاعية مركبة واستسلام تام لبوتشيتينو أمام جوارديولا، في سيناريو يشبه مبارياتهما الأخيرة.
سيطرة
مانشستر سيتي طبق الضغط منذ البداية، ليس الضغط الاعتيادي الذي يقوم به في كل مبارياته، بل عمل على تحجيم توتنهام في وسط ملعبه بأكبر قدر ممكن حتى لا يعطيه إمكانية التمدد للأمام والاعتماد على المرتدات بسهولة، يجب أن يعاني السبيرز للخروج بالكرة بأي شكل، هكذا فكر جوارديولا.
رودري يسهل من عملية الاستحواذ بداية من الـ 30 مترًا الأولى، خيار فيرناندينيو كان مميزًا ولكنه لا يشبه جوارديولا، الرجل الذي وجد ضالته في نجم أتليتيكو مدريد السابق، الكرة يستقبلها دي بروين من أسفل خط المنتصف ويفعل بها كل شيء من الممكن فعله، شعلة النشاط وأفضل لاعبي المباراة على الإطلاق كان كلمة السر في عدد الهجمات الكبير الذي قام به مانشستر سيتي.
عملية توسيع الملعب عرضيًا يتولاها بيرناردو سيلفا من اليمين بالكرة وبدونها، وكذلك رحيم ستيرلينج من الجانب الآخر، البحث عن الفراغات جاء من الأطراف، والاعتماد على الكرات العرضية بأنواعها كان سلاح مانشستر سيتي الأول من أجل الوصول إلى مرمى هوجو لوريس.
تراجع
لاعبو توتنهام لم يجاذفوا أمام الضغط الجنوني لعناصر مانشستر سيتي، واكتفى بوتشيتينو بمحاولة البحث عن المرتدات غير المتوفرة بفغل الضغط المحكم، الذي جاء بنتيجته التي جعلت توتنهام يسدد على المرمى في 5 مرات فقط، مقابل أكثر من 30 تسديدة لأصحاب الأرض.
الخرائظ الحرارية توضح ابتعاد إيريكسين تمامًا عن دور الرقم 10، ودخول لمنطقة الجزاء على استحياء من قبل إيريك لاميلا وهاري كين، واكتفاء بالعودة م نقبل الجميع من أجل غلق المساحات وقتل أي فرصة لبناء فراغات بين الخطوط، ولكن المساحات وُجدت رغم كل ذلك.
شوط أول ينتهي بتفوق مانشستر سيتي بهدفين مقابل هدف، أمام تفوق كاسح على مستوى الإحصائيات، وصورة تخبر بأن الشوط الثاني سيشهد انهيارًا لتوتنهام، كل ذلك كان سيحدث بالطبع في حال كان الخصم مختلفًا، توتنهام يمتلك سيناريوهات خاصة في لقاءاته مع مانشستر سيتي.
ديجا فو
هي ظاهرة أن تشعر بأنك رأيت الأشياء التي رأيتها من قبل، ونحن فقط لا نشعر بذلك، نحن نشاهد مباراة مكررة من مباريات الفريقين في السنوات الأخيرة، تحديدًا في مباراة الإياب لربع نهائي دوري أبطال أوروبا العام الماضي، تلك التي كانت على ملعب الاتحاد أيضًا للصدفة.
مانشستر سيتي يتفنن في إهدار الفرص، وتوتنهام يخطف من فرصة واحدة التعادل عبر لوكاس مورا البديل، لتعود الأمور إلى نقطة الصفر، رغم أن كل شيء كان يشير إلى عكس ذلك.
في الدقيقة الأخيرة كان لزامًا على السيناريو أن يكتمل، هدف لجابرييل جيسوس في الدقيقة الأخيرة، يحتفل به الجميع قبل أن يتم إلغاؤه بعد العودة إلى تقنية الفيديو، أعتقد أن هذا المشهد لا يحتاج إلى تعليق.
في النهاية خسر مانشستر سيتي نقطتين في مباراة تفوق خلالها على مستوى كل شيء، وفاز توتنهام بنقطة من ملعب الاتحاد، وسط علامات استفهام كثيرة حول فشل بوتشيتينو في مجاراة جوارديولا ولو جزئيًا.
