كتب | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر
أصبح الحديث عن انخفاض مستوى النجم المصري لنادي ليفربول، محمد صلاح، مِلْء السمع والبصر في الأوساط الصحفية الإنجليزية، فبالتبعية تأثر ليفربول وفقد صدارة للدوري الإنجليزي الممتاز لصالح مانشستر سيتي، بعد أن خسر 10 نقاط كاملة من أصل 18 في آخر 6 مباريات.
ولم يظهر صلاح بصورته المعهودة في العام الجديد، ليُحقق رقمًا سلبيًا تمثل في فشله في التسجيل في 3 مباريات على التوالي للمرة الأولى بقميص الريدز، ليطرح السؤال نفسه، هل يُعاني صلاح من أزمة، أم الضجة التي تُحيط به مبالغ فيها؟!
الإجابة هي نعم ولا.
لماذا نعم أولاً، لأنه بالمعطيات المتوافرة أمامنا، فهذا الموسم سجل صلاح 14 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم أنه في نفس الفترة من الموسم الماضي سجل 24 هدفًا، وهذا الأمر يوضح فارق المستوى.
لكن يجب أيضًا أن نذكر بعض الجوانب التي تقودنا للإجابة الثانية، لا.
1. ضغط الموسم الثاني - في الموسم الماضي حقق محمد صلاح إنجازًا خارقًا على المستوى التهديفي في البريميرليج، وهذا زاد من التوقعات أكثر عليه، لكن في الحقيقة فمثل هذه الأرقام التهديفية في البريميرليج لا تتكرر كل موسم.
ويجب الإشارة إلى أن آخر 3 أبطال لجائزة لاعب الموسم في إنجلترا قبل محمد صلاح، فشلوا في الموسم التالي في الدخول حتى في تشكيلة الموسم.
وإن قمنا بنسيان الموسم الماضي وعدم عقد أي مقارنة، سنجد أن الأهداف الـ17 التي سجلها صلاح حتى الآن في البريميرليج، هي حصيلة جيدة للغاية، واللاعب بفارق هدف واحد فقط عن متصدر لائحة الهدافين سيرجيو أجويرو.
2. الدفع به في قلب الهجوم - في الفترة الأخيرة اعتمد يورجن كلوب على محمد صلاح في قلب الهجوم مع تغيير طريقة اللعب في بعض الأحيان، وصلاح في هذا المركز لا يُجيد بالشكل الكافي، لأنه لا يجيد اللعب وظهره للمرمى، ولا يحصل على المساحة الكافية، إذ يكون في "حضن" دفاعات الخصم.
يبقى المركز الأفضل لصلاح هو الجناح الأيمن، واللعب دائمًا في المساحة بين ظهير المنافس وزميله في قلب الدفاع، فمن جهة يوفر له استخدام قدمه اليسرى الفولاذية في التسديدات في الزوايا البعيدة، أو صناعة اللعب والاختراق في موقف لاعب ضد لاعب.
3. غياب ألكسندر أرنولد - من أهم أسباب تراجع مستوى محمد صلاح في الفترة الأخيرة هو غياب الظهير الأيمن الذي يلعب خلفه، ألكسندر أرنولد، فوجود الأخير وبانطلاقاته النارية يسهل الكثير من مهمة صلاح ويُحرره من الرقابة بعض الشيء.
فعندما ينطلق أرنولد يأخذ ظهير المنافس، وبالتالي يحصل صلاح على فضاء ويكون في مواجهة المدافع، أو يحصل على الفرصة للدخول للعمق ليصبح مهاجم آخر ومن ثم متابعة الكرات العرضية.
4. لماذا يفكر الناس في الأهداف فقط؟! - يبقى اختصار قيمة صلاح في الأهداف فقط خطأ كبير (رغم أن حصيلته التهديفية جيدة كما ذكرنا)، فصلاح يخدم ليفربول تهديفيًا وأيضًا على مستوى صناعة اللعب، فحتى وقت كتابة هذه السطور، فصلاح هو ثاني أكثر اللاعبين في البريميرليج صناعة للفرص المحققة، إضافة لصناعته لـ7 أهداف، رغم أنه مهاجم في الكثير من الأحيان.
لكن هل معنى ذلك أنه لا توجد سلبيات وأوجه قصور عند صلاح؟!
بكل تأكيد هناك عدة سلبيات ويبقى أهمها هو اللمسة الأخيرة وكثيرة إهداره للفرص، وهي سلبية أصبحت متلازمة لصلاح منذ فترته في روما حتى.
فعلى الرغم من أن صلاح تصدر لائحة الهدافين الموسم الماضي في البريميرليج، لكنه أيضًا تصدر لائحة أكثر اللاعبين إهدارًا للفرص المحققة.
وهذا الموسم صلاح هو ثاني أكثر اللاعبين إهدارًا للفرص المحققة في البريميرليج خلف بيير إيميرك أوباميانج، وبلغت نسبة تحويل الفرص لأهداف هذا الموسم 18 % مقارنة بـ22 % الموسم الماضي.
على صلاح أن يتحسن في تلك الناحية، ويعرف الطريقة المثلى والقرار المناسب عندما يكون في مواجهة المرمى، وأيضًا التدرب أكثر على القدم اليمنى، حتى لا يُصبح لعبه مكشوفًا بالإسهاب في الاعتماد على يسراه النموذجية.
لماذا هذه الضجة في هذا الوقت؟
Getty Imagesمن السهل تفسير لماذا كل هذا الحديث عن صلاح في الوقت الراهن، ببساطة لأن انخفاض مردود صلاح يأتي تزامنًا مع خسارة ليفربول لصدارة البريميرليج، في وقت تطمح فيه جماهير النادي في أن يكون جُل نجوم الفريق في مستوياتهم الطبيعية في أهم مرحلة من الموسم.
في مباراة إيفرتون الأخيرة فشل صلاح مرة أخرى في هز الشباك، بل وأهدر فرصة كبيرة للتسجيل، ليخسر ليفربول الصدارة وتبدأ التساؤلات تُطرح عن أداء صلاح.
الفارق بين الموسم الحالي والموسم الماضي أن ليفربول لم يكن تحت ضغط المنافسة في الموسم الماضي، فالسيتي كان المُهيمن من بداية الموسم لآخره وحسم اللقب مبكرًا، وبالتالي كان صلاح يلعب بدون ضغوطات وبحرية أكبر، لكن اليوم ليفربول في خضم منافسة على لقب يتعطش له الجميع.


