Benzema Modric 2020Getty

تحليل | سيمفونية بنزيما ومودريتش وفوبيا زيدان من المداورة

بالطبع كان النصيب الأكبر من المتعة الكروية الليلة من نصيب بنزيما ومودريتش، وبما أننا قلنا "بالطبع" في البداية فدعنا نقصر الأمر على مواجهات الدوري الإسباني أو حتى مباراة ريال مدريد أمام إيبار، ولكننا متأكدون أن سيمفونية الثنائي تجاوزت حدود ذلك.

تعامل زيدان مع المباراة كان معتادًا في المواجهات الأخيرة والتي حقق فيها الفريق الملكي سلسلة انتصارات على المستوى المحلي والأوروبي أعادته إلى الثقة من جديد بعدما كان قريبًا من الإقالة.

زيدان الذي اعتاد على المداورة في مواسمه السابقة مع ريال مدريد وكان يتفنن في تجربة لاعبين جدد وتشكيلات جديدة في كل مباراة لم يصبح هو ذلك الرجل بسبب الخبرات السلبية التي تعرض لها في هذه النقطة.

بداية من مباراة إشبيلية التي بدأت معها سلسلة انتصارات ريال مدريد وخروجه من عنق الزجاجة هو ومدربه زيدان البدء يكون ينفس التشكيل دائمًا، فقط يستبدل لاعب بلاعب لإصابته أو شيء من هذا القبيل.

في مباراة اليوم،  الفريق الملكي نجح في تنويع اللعب بين العمق والأطراف، ترك لاعبي إيبار لأنصاف المساحات منحت ريال مدريد حرية أكبر في ذلك حيث تطرف لاعبي وسطه ودخلت أطرافه إلى العمق في كثير من الحالات.

لوكا مودريتش كان يعزف سيمفونية في وسط الملعب بلا أي جديد، حيث يصغر هذا الموسم أصغر 10 سنوات من عمره الحقيقي، في طريقه نحو عامه السادس والثلاثين ما زال يصنع كل هذه المتعة، والجدير بالذكر أنه يلعب المباراة رقم 11 على التوالي كأساسي.

لا مركزية بنزيما وتحركه بين الخطوط وقدرته على لمس الكرة بفاعلية في أكثر من مكان بالملعب كلها عوامل جعلت بنزيما يقدم واحدة من أفضل مبارياته داخل وخارج منطقة الجزاء، ويصنع ثنائية مميزة مع مودريتش المتحرك أيضًا بدوره.

اعتماد الملكي لم يكن فقط على العرضيات على الرغم من كونه اعتمد عليها في بعض الأحيان، ليس فقط لأنها نقطة قوة لكتيبة زيدان منذ فترته الأولى، لكن لأنها أيضًا نقطة ضعف واضحة بالنسبة لإيبار، هي والكرات الطولية المرسلة خلف الخط الخلفي.

تقدم ريال مدريد المبكر منحه أريحية أكثر في اللعب بطريقته، والأهم أن زيدان قرر مواصلة الضغط والشراسة طوال المباراة عدا فترات أولى من الشوط الثاني، وربما يرجع هذا الأمر إلى قلة الحلول لدى لاعبي إيبار خاصة في شوط المباراة الأول.

في الدقائق الأخيرة عانى ريال مدريد دفاعيًا واضطر إلى استقبال اللعب بصورة من الممكن اعتبارها غير مبررة، حيث كان من الممكن أن يحسم اللقاء في فترات تفوقه، ولكنه ترك نفسه عرضة لموقف صعب كاد يفقده نقطتين بلا معنى. 

مشاكل زيدان على المستوى التكتيكي لم تصل إلى حل نهائي، وربما ذلك يفسر خوف الرجل في الوقت الحالي من اللجوء إلى المداورة والاعتماد على الأسماء التي جلبت له الفوز مؤخرًا، ولكن السؤال الآن إلى متى ذلك؟ 

على طريقة رونالدو .. هل يخسر ميسي الجوائز الفردية لو رحل عن برشلونة؟

اللاعبون وسط ضغط المباريات الكبير لن يمنحوك 100% مما يمتلكونه في كل مباراة إذا لعبوا بشكل مستمر وبهذا الضغط وبلا راحة، هناك بعض الحسابات التي يحتاج زيدان النظر حولها إذا أراد الاستمرار في النسق التصاعدي. 

.

.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0