انتصر نادي باريس سان جيرمان بهدفين لهدف على أتالانتا في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ليكون الفريق الفرنسي أول الواصلين إلى المربع الذهبي.
حلم الحالمين انتهى ولكن لا يجب أن تنقطع التصفيقات، الدرس يجب أن يبقى بأن الأحلام خلفت لتحقق، وأن الرحلة تستحق الخلود بغض النظر عما انتهت عليه.
تكتيكات
توخيل لعب بناء على توقعاته، حيث توقع أن يغير جاسبريني طريقته، أو على الأقل، يركز في الناحية الدفاعية على اليسار بوجود نيمار وغياب مبابي
كيليان مبابي يقسم الخطورة إلى الجانبين، ويؤدي رفقة نيمار إلى جعل جانبي الملعب نقاط خطورة متوقعة بالنسبة للخصم، أما في غيابه، فهناك فرصة للخصم للضغط أكثر على النجم البرازيلي من خلال سد جبهته.
ولكن توخيل أعاد تشكيل الثلاثي الهجومي الذي ضم نيمار وإيكاردي وسارابيا بوضع نيمار في العمق كمهاجم وهمي يلعب دور اللاعب رقم 10 المتأخر، مع وضع سارابيا على اليسار وماورو إيكاردي على اليمين.
هذه الأدوار جعلت نيمار أقرب من المرمى، ولكنها في الوقت ذاته منحته الفرصة لتضييع أكبر كم ممكن من الفرص الخطيرة بلا تفسير على ضعف قدراته التهديفية في هذه المباراة تحديدًا.
ربما كان لهذه الخطوة هدف تكتيكي بأن يتحرك نيمار بقدرته الفائقة على المراوغة والتقدم بالكرة في المنطقة الفارغة بين خطوط لاعبي أتالانتا، ونظرًا لأن فريق جاسبريني يلعب بنظام الدفاع رجل لرجل والذي تعد المراوغة أفضل الطرق لإرباكه وأكثرها فاعلية.
وفي الوقت ذاته، جعلت باريس سان جيرمان يخسر إيكاردي نهائيًا بسبب ضعف قدراته على الجهة اليمنى أو اليسرى، أو بمعنى أدق ضعف قدراته على الركض بالكرة لـ 5 خطوات متتالية!
ذلك قلل من خطورة باريس الهجومية وانعدمت تمامًا خطورة الأطراف بوجود باريديس وإيكاردي، حيث انحصر كل شيء في نيمار وحده، والذي يلعب في العمق كما اتفقنا مسبقًا.
جاسبريني يلعب كرته
هذه القرارات التي اتخذها توخيل جاءت كما حاولنا أن نفسر في البداية بناء على توقعاته لتوجهات جاسبريني الدفاعية، ولكن الرجل أخرج له لسانه تكتيكيًا وقرر أن يلعب كرته دون حسابات.
الضغط العالي والدفاع رجل لرجل والتحول من الدفاع إلى الهجوم، مع منع لاعبي باريس سان جيرمان من الخروج بالكرة بأريحية، حيث لازم الضغط الخط الخلفي لباريس سان جيرمان لمنعهم من الصعود بها أو حتى التمرير بأريحية بحثًا عن الثغرات.
أما العمليات الهجومية، فجاءت أيضًا كعادات أتالانتا، أليخاندرو جوميز يهبط للأسفل ويفسح المجال لدوفان زاباتا وباساليتش للتقدم، الأمر الذي كان يؤديه إيليشيتش قبل أن يحرم الاكتئاب والقلق فريقه منه.
أثرياء باريس سان جيرمان يسقطون أسطورة أتالانتا الإغريقية في دوري الأبطال
هذه العملية التي يعتمد عليها دائمًا ويفشل الجميع في إيقافها أسفرت عن هدف المباراة الأول عن طريق باساليتش، كرة شاهدناها كثيرًا في مباريات الدوري الإيطالي هذا الموسم.
غيابات قاتلة
تواجد كيليان مبابي على دكة البدلاء خوفًا من أن تتسبب بدايته في تفاقم الإصابة، وهو شيء أعلنه توماس توخيل في مؤتمر الأمس ولم يكن مفاجئًا.
في الوقت ذاته، مثل الخروج بالكرة معضلة كبرى لباريس سان جيرمان بسبب ضغط عناصر أتالانتا بالطبع، ولكن بسبب غياب ماركو فيراتي كذلك والذي يؤدي أدوارًا محورية في هذه المنطقة.
هذه الغيابات والإصابات الكثيرة بإضافة كورزاوا والبقية جاءت بالطبع بسبب إنهاء الدوري الفرنسي مبكرًا وعدم خوض لاعبي باريس سان جيرمان الكثير من المباريات لاستعادة لياقتهم بعد عودة منافسات كرة القدم.
الجدير بالذكر أن الإصابات استمرت مع باريس سان جيرمان أثناء المباراة ليضطر توخيل إلى الاستغناء عن خدمات حارس المرمى كيلور نافاس، والذي لمس الكرة أكثر من إيكاردي في شوط المباراة الأول بالمناسبة!
شوط ثانٍ
التبديلات أعادت الخطورة إلى الأجناب من جديد، توخيل أقحم مبابي على اليسار بدلًا من باريديس، وسارابيا بدلًا من جانا، ودراكسلر بدلًا من أندير هيريرا، ليتغير شكل باريس سان جيرمان تمامًا في الملعب.
مبابي شغل الجهة اليسرى وصعد للضغط من هذه الناحية مع بقاء نيمار في منطقته التي بدأ منها كبداية للعب وكلاعب يعود للاستلام من الخلف، ربما تكون ضرورة فرضتها غياب فيراتي، ولكن بكل تأكيد نيمار نجح فيها بقوة، ولكنه فشل تمامًا في شيء اعتاد القيام به كثيرًا ألا وهو وضع الكرة في المرمى حين يكون داخل منطقة الجزاء.
إيكاردي خرج وأقحم تشوبو موتينج بدلًا منه، إيكاردي الذي لم يلمس الكرة أكثر من كيلور نافاس في شوط المباراة الأول، لقد ذكرنا هذه المعلومة من قبل ونحن نعلم ذلك، ولكنه تأكيد على سوء مستوى الرجل في أهم مباريات الموسم.
وتحت الضغط والفرص الضائعة المتتالية التي نجح باريس سان جيرمان في صناعتها في شوط المباراة الثاني، جاء السقوط وقلب الطاولة، وسجل الفرنسيون هدفين في الدقائق القاتلة.
في النهاية نجح فارق الإمكانيات والمنطق في فرض كلمتهما، وظل حلم الحالمين درسًا حتى وإن سقطوا في نهاية الطريق، ترفع القبعة لأتالانتا ولجاسبريني لأنهم وصلوا إلى هنا.




